الأسباب الكاملة لفوز «علام» بثقة المحامين.. فتح المقار وتطوير الأندية والمعاش مهدت الطريق للبقاء فى المنصب وانسحاب حمدى خليفة حجر الزاوية لاستمرار «ابن الصعيد»
مفاجآت كثيرة حملتها انتخابات نقابة المحامين ومؤشرات الفوز الأولية، بداية من القوائم الانتخابية التى أعلنت عنها قبل عملية الاقتراع بدقائق، وحتى النتائج الأولية التى أعلنها كل مرشح، قبل الإعلان الرسمى من قبل اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات برئاسة المستشار محمد عبد المعطى، نائب رئيس النيابة الإدارية.
وتنافس على انتخابات نقابة المحامين ١٥ مرشحًا على مقعد النقيب العام، و٢٥٣ على عضوية مجلس النقابة، عن الإدارات القانونية ومحاكم الاستئناف على مستوى الجمهورية، معركة برزت فيها الوجوه القديمة، إلا أن معركة النقيب تظل هى الأهم مع كل دورة جديدة لمجلس النقابة.
فوز عبد الحليم علام، نقيب المحامين الحالى، ونقيب محامي الإسكندرية السابق، ربما كان متوقعا، ولكن المدهش أنه بفارق كبير عن منافسه الأبرز سامح عاشور، نقيب محامى مصر لمدة ١٦ عامًا، الجميع توقع نتائج متقاربة دون أن يستطيع أحد أن يحسم من الفائز فى هذه المعركة على وجه التحديد، فكلاهما له مريدوه، ولديهما ملفات زادت من رصيدهما وأخرى انتقصت منه.
عادة ما تكون فرص الجالس على مقعد النقيب عن آخر دورة هى الأكثر عن أى مرشح آخر، فضلا عن أن «علام» استطاع مغازلة الجمعية العمومية من خلال افتتاحه لعدد من الأندية والمستشفيات وتجديد المقار وغرف المحامين فى مختلف المحافظات فى فترة وجيزة.
إضافة إلى ذلك فإن زيادة المعاش ٥٪ بصفة دورية، والمنح الاستثنائية التى كان يصرفها «علام» للمحامين فى كل مناسبة، وأصحاب المعاشات وأسر المتوفين وأبناء المحامين اليتامى، عززت من فرصه لكسب ثقة الجمعية العمومية، بجانب تطوير منظومة العلاج، والتعاقد مع مراكز طبية تعالج المحامين بالمجان، ورقمنة خدمات النقابة لغلق الباب أمام الاستيلاء على أموال المحامين، وهذه كلها ملفات حيوية من خلالها استطاع علام أن يستمر فى منصب لدورة جديدة.
وتعد أزمة محامى مرسى مطروح نقطة فارقة، فى استقرار عبد الحليم علام على مقعد نقيب المحامين، ففى نهاية العام الماضى اشتغلت أزمة بين مجموعة من المحامين وموظفين فى محكمة مطروح، انتفضت على إثرها النقابة العامة، واحتج محامو مصر أمام نقاباتهم الفرعية فى مختلف المحافظات، واحتشد مئات المحامين أمام المحكمة يوم النظر فى القضية، وكان «علام» على رأس هيئة الدفاع عن هؤلاء المحامين، ولم ينتهِ اليوم حتى وكان كل محامٍ مع أسرته.
انسحاب حمدى خليفة، نقيب المحامين الأسبق وجبهته المعارضة لسامح عاشور، أعطى فرصة أكبر لـ«علام» فاختارت هذه الجبهة ما بين عبد الحليم علام ونبيل عبد السلام، فضلا عن أن بعض الموالين لسامح عاشور داخل مجلس النقابة ممن لهم الثقل، انضموا إلى جبهة علام وشكلوا قائمة هى الأبرز، وهذا ما زاد أيضًا من فرصه.
لم يشتبك عبد الحليم علام مع القضايا السياسية كمنافسه سامح عاشور، صاحب التاريخ السياسى الطويل، ولكن استطاع أن يفوز بثقة الجمعية العمومية، وهو أيضًا صاحب التاريخ الطويل من العمل النقابى، فبمجرد أن أتم عامه الـ٣٠ انتخب عضوًا لنقابة محامين الإسكندرية عن مقعد الشباب.
معارك عدة خاضها “علام” خرج منها جميعها منتصرًا، فهو نقيب محامى فرعية الإسكندرية، منذ عام ٢٠١٢، النقيب الوحيد الذى استطاع أن يجعل نقابة الإسكندرية دون تقسيم فرعى بين شمال وغرب، وهو الذى استطاع أن يفوز على منافسه الإخوانى صبحى صالح.
يعمل علام بعيدًا عن مواقع التواصل الاجتماعى، منذ أن فاز فى الانتخابات الاستثنائية لنقيب المحامين عام ٢٠٢٢ عقب الوفاة المفاجئة للفقيه القانونى رجائى عطية، نقيب المحامين السابق، وما زالت الجمعية العمومية لـ«محامين» مصر تنتظر منه الكثير.