أسطورة "برمودا" الفيوم، "بير النحاس" في بحر يوسف يسكنه الجان ومصير مجهول للاقتراب منه
بير النحاس، تستمر حضارة الشعوب على مر السنين من خلال موروث التراث الشعبي، والقصص التي يتوارثها الأجيال، وجنوب مصر عامر بالقصص والحكايات عن بطولات منها ما هو حقيقي ومنها ما هو من نسج خيال الحكائين الشعبيين على مر آلاف السنين هي عمر المصريين على أرض أقدم دولة في التاريخ.
الفيوم من أقدم 10 تجمعات سكنية في العالم
وإن كانت مصر هي أقدم دولة في التاريخ، فإن الفيوم من أقدم 10 تجمعات سكنية في العالم، وتذخر مجالس كبار السن في القرى بعديد من الروايات والحكايات عن بطولات الوحدات وكرامات الأولياء والصالحين، وخرافات عن الجن والعفاريت، ومن هذه الخرافات واحدة من أهم الروايات التي شكلت وجدان عشرات الأجيال من أهالي قرى جنوب الفيوم، تحديدا اللاهون هوارة عدلان وتوابعهم وبعض قري بني سويف المجاورة لهم ومنها منشأة هديب والحمام وغيك البخاري والمنيل وكما فيوم.
أساطير "بير النحاس"
الرواية تقول إن في بحر يوسف أمام هاويس اللاهون الذي تحول بعد ذلك الى القناطر الجديدة، يوجد بئر يسكنه الجن والشياطين، وتتخذ منه عفاريتهم ملهى ومرتعا طوال فترة الصيف، يطلق على هذا البئر اسم "بير النحاس"، وهي خرافة قديمة عاش عليها أهالي القرى سالفة الذكر ومن الناس من أصيب بعقدة من مياه بحر يوسف بسبب الأساطير المرعبة التي كان يحكيها الأجداد عن "بير النحاس".
وفي هذا الصدد، قال محمدين رمضان من الأهالي: إن الأجداد قصوا علينا كثيرا من حواديت الرعب عن " بير النحاس" أو كما يطلق عليها العامة " بورة النحاس"، من هذه الحكايات، أن أي كائن سواء حي أو جماد يقترب من "بير النخاس" يلتقطها شياطين البئر ولا يعود مرة أخرى، فهم قادرون على صهر المعادن والناس والأشجار.
وجاء في حكاوى الأجداد أن مراكب الصيد التي تعبر المكن تختفي حتى الطير في السماء يسقط إذا ما ساقه سوء حظه للعبور فوق البئر.
بير النحاس في عقول الاجداد
ويتابع أن هذه الأساطير ظلت في مخيلتنا إلى وقت قريب حين تم تعديل الهاويس ليصبح قناطر وتم تحويل مجرى الماء لينكشف قاع بحر يوسف ويتبين أنه لا وجود لآبار أو حتى آثار آبار في المنطقة، وايقنا أن المكان الوحيد لـ "بير النحاس" هو عقول أجدادنا الذين كانوا يحكون عنها أساطير لا يصدقها عقل يمعن التفكير لكنها ترسخت في عقول الأطفال فظنوا أنها حقيقة.
أصل التسمية وسبب وجود البير
فيما أكد وليد أحمد أن سبب اعتقاد الأجداد قديما في وجود بئر يسكنه العفاريت، هو وجود دوامة قديمة أحدثها تلاقي مياه قناطر اللاهون مع الهويس القديم، فتخيل إليهم من عمق الدوامة أن تحتها بئر عميقة، تسكنه الشياطين، ويفعلون بالناس والجماد الأفاعيل إذا ما حاولوا الاقتراب من عرشهم داخل البئر.
وما زال "بير النحاس" للأهالي المقيمين بالقرى القريبة من المكان، مضرب مثل للشيء الذي يفقد ولا أمل في رجوعه فيقول عنها العامة "راح في بير النحاس".
ويرجع أصل تسمية المكان باسم "بئر النحاس" إلى خرافة قديمة تداولها سكان القرية العجائز، تقول إن أحد مبيضي النحاس حاول أن يغسل الأواني النحاسية بعد طلائها في بحر يوسف، وكان لا يعرف أن لمكان الذي نزل لغسيل الأواني به تسكنه الجن والشياطين، وبدأ في غسيل الأواني فأصدر ضوضاء عالية، أزعجت الجن والعفاريت، فاختطفوه وصهروا عظامه ولحمه ومنذ هذا التاريخ أطلق عليها "بير النحاس".
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.