أسباب تمنع الغرب من تسهيل مهمة داعش خراسان في الصراع مع بوتين.. التنظيم لا يفرق في العداء ويستهدف الجميع بنفس الدرجة.. وتجفيف منابع الإرهاب العالمي مطلب دولي
توجهت أصابع الاتهام إلى الغرب والولايات المتحدة الأمريكية في إعادة بناء داعش خراسان والزج به في مواجهة روسيا لإضعافها أكثر خلال المواجهات المشتعلة مع الغرب على خلفية الصراع في أوكرانيا، لاسيما أنها خلطة مجربة من قبل، عندما دعمت أمريكا حركة طالبان في مواجهة الاتحاد السوفيتي، ما كان له مفعول السحر، وأصبح ضمن جملة أسباب تفكك الإمبراطورية السوفيتية، والسؤال الآن “أين الحقيقة في هذه الاتهامات، وهل يكرر الغرب خطأ تمويل التيارات المتطرفة واستخدامها في الصراعات الدولية!”.
كيف عاد تنظيم داعش خراسان للواجهة ؟
تشكل تنظيم داعش عام 2015، على يد الباكستاني حافظ سعيد خان، واستطاع إنشاء قاعدة لعمليات التنظيم في أفغانستان بعد تعرض داعش في العراق وسوريا إلى هزائم صعبة ومؤلمة أدت لانهياره في نهاية المطاف عام 2017، لهذا تحولت القيادة بشكل متزايد إلى أفغانستان باعتبارها المركز الجديد لخلافته العالمية.
منذ انسحاب أمريكا من أفغانستان في أغسطس 2021، وتنظيم داعش يحاول الإعلان عن نفسه في منطقة خراسان التي تعتبر معقل المعارضة الداخلية الرئيسية لحكم طالبان، ودبر التنظيم في الولاية عدة أعمال إرهابية محلية شديدة الخطورة.
ضاعف تنظيم داعش خراسان من قدراته، واتضح مدى قوته في الهجوم على مطار كابول، أثناء إخلاء القوات الأمريكية لأفغانستان في عام 2021، وذكرت وكالة أعماق للأنباء الرسمية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية أن أحد أعضائها، عبد الرحمن اللوغاري، كان مسؤولًا عن تفجير انتحاري أدى إلى مقتل 13 شخصًا من القوات الأمريكية وما يصل إلى 170 مدنيا.
وكانت هذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من عامين التي يُقتل فيها جندي أمريكي في هجوم مسلح في أفغانستان، لكن الحادث لفت الانتباه الدولي إلى خطورة فرع تنظيم داعش الذي لم يكن معروفًا في ذلك الوقت.
موقف الولايات المتحدة من داعش خراسان
على الرغم من تفضيل عدد من الباحثين العرب إلقاء المسئولية على الغرب في تمويل داعش خراسان بسبب الأحداث الدائرة في أوكرانيا والدفع به في مواجهة روسيا، بعد أن نجح في تدبير عملية إرهابية في استهداف قاعة موسيقية أسفرت عن قتل نحو 139 قتيل، وعلى أثرها اتهمت موسكو رسميا مخابرات غربية ـ لم تسمها ـ بالتعاون مع أوكرانيا في تدبير الحادث، لكن التتبع الدقيق للتنظيم، وموقف الغرب منه يكشف أن الولايات المتحدة وأوروبا تعلموا من الدروس السابقة، ويؤكد ذلك التقارير المسربة للإعلام من الاستخبارات الأمريكية خلال العام الماضي، والتي عبرت عن قلقها من تزايد قوة تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان، وأكدت أنه سيكون قادرًا على القيام بعمليات إرهابية خارج أفغانستان في المستقبل القريب وهو ما حدث بالفعل في أقل من عام بتفجيرات موسكو.
الاستخبارات الامريكية أكدت في تقاريرها أن التنظيم يستهدف المصالح الأمريكية والأوروبية ولا يستهدف دول أو مجتمعات بعينها، لهذا ركزت على تتبع مصادر التمويل، واكدت انه يستند في مصادر تمويله على خطف الرهائن مقابل الفدية، بجانب اعمال التهريب بخلاف استخدام العملات المشفرة، وشبكات تحويل الأموال الدولية.
موقف الغرب أصبح واضحا، تنظيم الدولة يمارس الإرهاب الدولي، ويوجه تهديداته للجميع، بما في ذلك أوروبا والصين والهند وإيران، وتشير التقارير إلى أن أعضاء أجهزة الاستخبارات والأمن يتوقعون المزيد من التهديدات للغرب خاصة أن الأمم المتحدة بدعم أمريكي وأوروبي تحاصر موارد تمويل التنظيم، وتجففها باستمرار وتتعاون مع طالبان للقضاء عليه، ما يخلق عداء بالضرورة بين الغرب وداعش خراسان وليس العكس.
من الأدلة أيضا على عدم تورط الغرب في التعاون مع داعش خراسان، أن الإرهاب العالمي أصبح اليوم خارج نطاق أي تسويات في الغرب، خاصة أن الإرهاب يستطيع تجديد دماءه جيدا ويعرف كيف ينتزع مصادر تمويل جديدة تمكنه من تدبير عمليات في أي مكان والغرب ليس مستبعدا من ذلك.
كما أصبح هناك قناعة أن تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة خراسان يشكل خطرًا متزايدًا على المجتمع الدولي، إذ يخطط لجعل المنطقة قاعدة مستقبلية لعملياتهم، ما يجبر الغرب على التدخل من أجل حماية شعوبهم من أي هجمات مستقبلية لتنظيم الدولة، وبذل المزيد من الجهود لتفكيك الشبكات المالية التي تحافظ على استمرار عمل تنظيم الدولة في ولاية خراسان وغيره من المراكز الإقليمية.
ما يؤكد ذلك أن السنوات الثلاث الماضية، شهدت تكثيف فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة في استخدام تقنيات جديدة في التصدي للعملات المشفرة إلى جانب تتبع شبكات تحويل الأموال التقليدية التي يلجأ إليها التنظيم للهروب من الملاحقة، واستطاع الفريق بدرجة كبيرة وقف تدفق الأموال غير المشروعة من وإلى أفغانستان، وحرمان تنظيم ولاية خراسان من ملايين الدولارات من الخارج، كان يعتمد عليها في تمويل العمليات الإرهابية.
أسباب اتهام الغرب بتمويل داعش خراسان
مصطفى حمزة، الباحث في التنظيمات الإرهابية، يقول لـ فيتو إن هجوم صالة الحفلات الموسيقية في موسكو، الذي تبناه تنظيم داعش الإرهابي يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، التي توظف التنظيم لمصالحها، مشيرًا إلى أن ولاية خراسان تأسست بهدف خدمة المصالح الأمريكية في الشرق الأقصى، مثلما تأسس التنظيم الأم في العراق وسوريا لخدمة مصالحها في الشرق الأوسط.
يؤكد حمزة أن تعارض المصالح الأمريكية - الروسية في الشرق الأوسط، يجعل أمريكا تسعى لبسط سيطرتها عليه، لتأمين الموارد والمواد الخام والثروات وتصدير السلاح، ونفس الأمر تسعى إليه روسيا لمنافستها عليه من خلال تواجدها في سوريا بشكل أساسي، حفاظًا على تأمين مصالحها في المنطقة، وإحداث نوع من توازن القوى.
وتابع: روسيا تجنبت الدخول في تصعيد ضد الولايات المتحدة وفضلت التعاون معها عسكريًا، إلا أن التطورات فرضت على الطرفين التعامل باستخدام السياسات المعروفة باسم "تحت الطاولة».
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.