موت النباتات الجديدة في دوائر الجن، لغز حير العلماء في ناميبيا (فيديو)
في دولة ناميبيا، وقف العلماء حائرين لعقود من الزمن أمام الدوائر السريالية المسماة "دوائر الجن"، وتكهن الكثيرون بالعديد من النظريات حول تكوينها، إلا أنها لا تزال محاطة بالكثير من الغموض.
وهناك دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة جوتنجن في ألمانيا وجامعة بن جوريون في إسرائيل تحاول حل هذا اللغز، وتقدم رؤى جديدة حوله.
موت العشب النابت بالدوائر الغامضة
وبالعمل الميداني المكثف، حرص الباحثون على دراسة كيفية موت العشب النابت حديثا داخل الدوائر الغامضة.
يشار إلى أن "دوائر الجن" هي دوائر غريبة من الرمال خالية من العشب في أماكن يكثر العشب فيها من حولها في المراعي الصحراوية الرملية في ناميبيا.
وأوضحت نتائج الدراسة الحديثة أن العشب يذبل بسبب نقص الماء داخل الدائرة الغامضة. وأن التربة السطحية التي تكون أعلى بـ 10 إلى 12 سم من التربة، والتي توصف بأنها "منطقة الموت"، غير ملائمة للعشب الصغير الذي يموت بعد 10 إلى 20 يوما فقط من هطول الأمطار.
موت العشب النامي
وعكس نظرية النمل الأبيض الشائعة القائلة بأن النمل الأبيض يقصر جذور العشب الجديد في الدائرة عن طريق التغذية عليه، ما يتسبب في موت العشب النامي، تكشف الدراسة أن العشب يذبل بسبب النقص الحاد في المياه.
قام الباحثون بإجراء خلال هذه الدراسة تحليلا لـ500 نبات عشبي فردي في أربع مناطق في ناميبيا عن طريق أخذ قياسات لأطوال الجذور والأوراق، وإجراء تحليلات إحصائية، بالإضافة إلى جمع ومقارنة الأدلة الفوتوغرافية. كما أجروا عدة مئات من قياسات رطوبة التربة أثناء أو بعد موسمي الأمطار 2023 و2024.
التربة السطحية معرضة للجفاف
وأظهر هذا أن التربة السطحية معرضة للجفاف بشكل أسرع. وأثناء وبعد موسم الأمطار، تكون رطوبة التربة السطحية أقل بثلاث إلى أربع مرات من التربة على عمق نحو 20 سم.
فضلا عن ذلك، تكون التربة السطحية أكثر جفافا بشكل ملحوظ داخل "دائرة الجن" مقارنة بالخارج خلال فترة نمو العشب بعد هطول أمطار غزيرة.
وأمام هذه الظروف، لا يمكن للأعشاب النابتة حديثا البقاء على قيد الحياة في الدائرة، فهي تجف لأنها لا تستطيع الوصول إلى الطبقات العميقة والأكثر رطوبة من التربة بجذورها، والتي يبلغ طولها في المتوسط 10 سنتيمترات.
من جانب آخر، تستفيد كتل العشب الكبيرة المعمرة التي تنمو على حافة الدائرة من قدرتها على الوصول إلى مياه التربة إلى عمق 20 إلى 30 سم وأكثر. وتتحول كتل العشب هذه بسرعة إلى اللون الأخضر بعد المطر.
كتل العشب تمتص الماء
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ستيفان جيتزين، من قسم نمذجة النظام البيئي بجامعة جوتنجن: "بفضل نظام جذورها المتطور، تمتص كتل العشب الماء بشكل جيد. وبعد هطول المطر، تتمتع بميزة تنافسية كبيرة على الأعشاب المنبتة حديثا في دائرة الجن. ولا يفقد العشب الجديد سوى كمية صغيرة من الماء عن طريق النتح (خروج الماء على شكل بخار من أجزاء النبات المعرضة للهواء) من أوراقها الصغيرة، ما يؤدي إلى عدم كفاية "قوة الشفط" لسحب المياه الجديدة من طبقات التربة العميقة".
وتبين بيانات القياس أيضا أن الموصلية الفيزيائية للمياه تكون عالية في العشرين يوما الأولى بعد هطول الأمطار، خاصة في التربة العليا، وتتناقص مع العمق. ونتيجة لذلك، فإن كتل العشب تسحب الماء في المقام الأول من أعلى 10 إلى 20 سم من التربة.
تناقص مياه التربة في الدائرة
ويرى جيتزين أن سبب موت العشب الجديد في دائرة الجن يرجع إلى أن مياه التربة في الدائرة تتناقص بسرعة ملحوظة مع تقوية وإعادة نمو العشب المحيط بعد المطر.
وحسب الباحثين، فإن هذا يشهد على الوظيفة الأساسية للدوائر كمصدر للمياه لأعشاب ناميبيا المجهدة بالجفاف.
ويرسم العشب نفسه الشكل الدائري لـ"دوائر الجن"، حيث يؤدي ذلك إلى توفير أقصى قدر من مياه التربة لنفسه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.