ساخرون، غراب البين يكتب: سفرة رمضان
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله.. قررت أريح جتتى ساعتين.. وقفت على سور بلكونة الست نبوية وانكمشت بين ريشى، وقبل أن أغمض عينى سمعت صوتا يأتى من خلف شيش البلكونة للست نبوية تقول: الفلوس اللى معاى مكفتش حاجة.. يا دوب اشتريت 2 كيلو لحمة وبطايتين وخلاص كدا الألفين جنيه خلصوا..
عايزين ألفين كمان علشان نشترى الفراخ والممبار والخضار وباقى المكونات بتاعة المحشى والبشاميل والرقاق، وصوت زوجها يصرخ فى وجهها قائلا: ليه دا كله يا ولية.. هو أنتِ عازمة الشارع كله ولا إيه؟
فقالت له: دا كدا يا دوب يكفى بناتك وأزواجهم وعيالهم على الفطار.. معلش فُك الكيس إحنا في رمضان. فقال لها: هو بقى فيه كيس يا ولية.. دا اللى جاى على أد اللى رايح. فقالت له ما هو دا العادى وإحنا بنعمل كدا كل سنة في أول يوم رمضان.. فقال لها: أيوه كنا بنعمل كدا.. بس دا ماضى وراح لحاله خلاص.
وهنا أدركت أن الليلة دى مفيهاش نوم، فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق”، فراحت الست نبوية وزوجها يهشوننى ويقولون لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر..
فهربت مسرعا ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر أم أنكم من تنكدون على أنفسكم؟! سُفرة رمضان مش لازم يكون عليها لحمة وبط وحمام وفراخ ومحشى ورقاق مرة واحدة.. كفاية صنف أو اتنين علشان مترهقوش بعض، خاصة في ظل غلاء الأسعار اللى أرهقت الجميع.. أما صحيح شوية بنى آدمين غاويين عكننة حتى في الشهر المفترج!