حريق استوديو الأهرام، حكاية الأستوديوهات في مصر، 100 عام من الفن
ما أشبه الليلة بالبارحة؛ 80 عامًا تفصل بين وضع اللبنة الأولى لأستوديو الأهرام وبين الحريق الذي اندلع فيه ليل أمس، وجعله أثرًا بعد عين.
يحمل استوديو الأهرام على كتفيه تاريخًا فنيًّا هائلًا، وشهدت بلاتوهاته ومعامله تصوير أيقونات الأعمال الفنية؛ ما جعل حريقه أثناء تصوير مشاهد مسلسل "المعلم" الذي يعرض ضمن الماراثون الرمضاني 2024، خسارة فنية على جميع المستويات، ويعيد النظر من جديد إلى مستويات وعوامل الحماية والأمان لمثل هذه المنشآت العريقة والاستوديوهات المشابهة، ويطرح سؤالًا مهمًّا وهو: وهل يمكن أن يتسبب خطأ عارض أو إهمال متعمد أو غير متعمد أثناء تصوير عمل فني في نسف تاريخ واحد من أهم المعالم الفنية في تاريخ مصر والمنطقة العربية على هذا النحو المأساوي.
نشأة ستوديو الأهرام
في عام 1944، وتزامنًا مع الحرب العالمية الثانية قرر اليونانيان: أفابخلوس أفراموسيس وباريس بيلفيس تأسيس استوديو الأهرام بالجيزة؛ ليكون واحدًا من أقدم الأستوديوهات السينمائية في تاريخ مصر، وتم تصنيع جميع معداته السينمائية محليًّا.
وتبلغ مساحة الأستوديو 27 ألف متر مربع، ويضم استوديو الأهرام 3 بلاتوهات وصالة عرض وصالة دوبلاج ومعملًا كبيرًا للتحميض والطبع.
في العام التالي مباشرة، دبت الحياة في بلاتوهات استوديو الأهرام، وتم تصوير وطبع فيلم "عنتر وعبلة"، وفي عام 1946 تم طبع وتحميض فيلم «عروسة للإيجار»، وتوالى تصوير وطبع الأعمال الفنية، مثل: «عروسة البحر» و«صاحبة الملاليم» و«فاطمة وماريكا وراشيل». كما شهد استوديو الأهرام الإشراقات الأولى للمخرج العالمي يوسف شاهين بأفلام: «بابا أمين» و«صراع في الميناء» و«باب الحديد» و«ابن النيل».
كان استوديو الأهرام قاسمًا مشتركًا في عديد من الأفلام الكوميدية للراحل إسماعيل ياسين مثل: «ابن حميدو» و«إسماعيل ياسين للبيع» و«العتبة الخضراء»،كما احتضن تصوير واحد من أهم الأفلام السينمائية أيضًا وهو: "القاهرة 30" لأديب نوبل نجيب محفوظ.
450 عملًا فنيًّا
ومن السينما إلى الدراما.. شهد استوديو الأهرام أيضًا تصوير عدد من أهم المسلسلات التليفزيونية البارزة مثل: «أرابيسك» و«حديث الصباح والمساء» و«السيرة الهلالية» و«حضرة المتهم أبي» و«الملك فاروق»، ليصل إجمالي الأعمال الفنية التي تم تصويرها داخله إلى أكثر من 450 فيلمًا ومسلسلًا.
استويوهات فنية أخرى
يشار إلى أن مصر عرفت إنشاء الاستوديوهات الفنية منذ مطلع القرن الماضي، وتحديدًا مع عام ١٩١٧؛ حيث أقام بعض الإيطاليين أول استديو سينمائى فى الإسكندرية وفى مصر كلها وهو استديو النزهة الذي احتضن تصوير أفلام روائية قصيرة. ويعتبر استديو مصر الذي أنشأته شركة مصر للتمثيل والسينما أول استوديو برأس مال مصري 100 %، حيث قام بتأسيسه طلعت حرب عام 1935 ويقع في محافظة الجيزة، وقد تم افتتاحه في السابع من مارس عام 1935 ليسهم في ذلك الوقت في دعم وتقدم صناعة السينما في مصر.
أقيم استوديو مصر على مساحة كبيرة من الأرض تضم أكثر من بلاتوه للتصوير ويضم أيضا ورشًا للديكور وغرفًا للممثلين ومخازن للملابس ومعدات التصوير السينمائي وقد أهدى رائد السينما الكبير الفنان محمد بيومي استوديو مصر عددًا من آلات التصوير السينمائي، وكان أول فيلم تم إنتاجه من خلاله هو فيلم "وداد" عام 1935 لكوكب الشرق أم كلثوم. وقد كان ولا يزال لاستوديو مصر دور إيجابي في تاريخ الإنتاج السينمائي في مصر وأسهم في رفع موقع مصر الثقافي في المجال الفني وأكد جدارتها في أن تكون عاصمة الفن في الشرق.
وتضم قائمة الاستوديوهات الفنية الرائدة أسماء أخرى عديدة من بينها: استوديو رمسيس واستوديو هليوبوليس اللذان تم إنشاؤهما عام 1928، وكذلك استوديو نحاس الذي تأسس في ٢٢ ديسمبر ١٩٤٦ بالجيزة، ولكل منه قصة كبيرة يجب أن تروى.
ولكن يجب السؤال: هل يكون حريق استوديو الأهرام دافعًا إلى اتخاذ وإجراءات صارمة للحفاظ عليها من أي حدث عارض أو حريق طارئ يلتهم تاريخها ويطوي صفحتها؟
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
