الناس في مصر مش مبسوطة.. تراجع الصحة العقلية قنبلة تهدد العالم.. شعوب إنجلترا وأمريكا الأكثر اكتئابًا.. وتراجع ذكاء دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا
دق تقرير عن الحالة العقلية للعالم، والذي شارك فيه نصف مليون شخص في 71 دولة، ناقوس الخطر، كاشفًا عن تراجع في الصحة العقلية لسكان العالم، في تقرير مشروع العقل العالمي عام 2023، الذي نُشر مؤخرًا عبر موقع المشروع بالإنترنت.
الصحة العقلية تتراجع في العالم
وعن الصحة العقلية والنفسية في مصر، سلط تقرير الصحة العقلية في العالم، الضوء على دراسة محدودة عن حالة الصحة النفسية في كل دولة في العالم، كاشفًا أن الناس في مصر يعانون من الاكتئاب بسبب قلة الدخل، وهناك دول كثيرة، مصنفة على أنها من الدول الغنية، لكن شعبها يعاني من الاكتئاب مثل إنجلترا، وهناك دول كثيرة الدخل، لكن قليل من شعوبها الذين يشعرون بالسعادة.
تقرير الحالة العقلية للعالم، هو منشور سنوي لمشروع العقل العالمي، والذي يُعرف في السابق باسم مشروع المليون للصحة العقلية، ويقدم نظرة عامة على الرفاهية العقلية المتطورة لسكان العالم، وخاصة الذين يستخدمون الإنترنت.
ويعرض التقرير كل عام الحالة العقلية للسكان على مدار العام، وأيضًا الاتجاهات المتعلقة بالسنوات السابقة، ورؤيته حول الدوافع الرئيسية لهذه الاتجاهات، وتوفر التقارير السريعة، المنشورة على مدار العام، رؤية ووجهات النظر حول الجوانب المختلفة للرفاهية العقلية، بناءً على البيانات.
تجارب الصحة العقلية تجري على نصف مليون شخص
ويعتمد تقرير 2023 على استطلاع رأى واختبار ردود أفعال لنحو نصف مليون شخص من 71 دولة بـ 13 لغة، حيث أكد التقرير أن هناك تراجع في الصحة العقلية لدول العالم في تقرير 2023، في استمرار للتراجع منذ جائحة كورونا عام 2021.
ويشير تقرير الصحة العقلية، أن الاتجاهات العالمية لعام 2023، تحدد مقياسًا للرفاهية العقلية لعالمنا الذي يدعم الإنترنت، فبالرغم من تطور المجتمع عبر الزمن، لكن في عام 2023، ظلت الصحة العقلية في العالم عند أدنى مستوياتها، وذلك بعد وباء كورونا، ليؤكد التقرير أنه لا توجد علامة على التحرك نحو مستويات ما قبل الوباء، انخفاض كبير قدره 25 نقطة في مستوى المقياس العقلي.
وكشف التقرير وجود تراجع بمقدار حوالي 12.5% للمستوى العقلي لـسكان العالم، وتم قياس ذلك في 8 بين عامي 2019 و2020، وكان التراجع بدرجة أقل بين عامي 2020 و2021، حيث ظهر ذلك بشكل أكثر وضوحًا لدى كل جيل الشباب، لكن أظهر التقرير تضخيم اتجاه الصحة العقلية لدى الأجيال الشابة.
انخفاض في الصحة العقلية للشباب
وبلغ معدل الانخفاض في الصحة العقلية في الأعمار من 18 حتى 24 سنة، معدلًا كبيرًا، وبلغ الانخفاض 45 نقطة بمقياس الصحة العقلية، أي بزيادة نسبتها 31٪ في الأشخاص الذين يعانون من الضيق أو النضال، في هذه الأعمار، في حين كان معدل الانخفاض الضخم في الصحة العقلية في الأعمار بين 25 إلى 34 عامًا، بمقدار 49 نقطة، مع زيادة بنسبة 31٪ في حالة التعثر أو النضال، ما يؤثر على الصحة العقلية.
أما من تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق، فقد ظلت صحتهم العقلية على معدلها ثابتين خلال الوباء، حسبما كشف التقرير، كما ظلت درجات الصحة العقلية والنسبة المئوية للسكان الذين يعانون من النكبات أو المناضلين، ظلت ثابتة مقارنة بالعام السابق.
وأكد تقرير الصحة العقلية أن عدم التعافي في جميع الفئات العمرية في بلدان العالم، وذلك بسبب غياب التغيير في جميع أنحاء العالم، وهو ما يرسم صورة محبطة لآفاق ما بعد الوباء.
ويشير التقرير إلى أن الانخفاض في معدل الصحة العقلية في العامل قد يكون ناجمًا عن الآثار النفسية نتيجة التباعد الاجتماعي والعزلة التي عاشها سكان العالم آنذاك، والتحولات في الطريقة التي نعيش ونعمل بها، وتضخيم العادات الحالية (مثل العمل عن بعد، عبر الإنترنت)، والاتصالات، واستهلاك الأغذية غير الصحية، واستخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد) بشكل تراكمي، ما دفعنا إلى مساحة من الرفاهية العقلية الفقيرة، مما يعني أننا لا نستطيع التعافي بشكل جماعي حالة تراجع الصحة العقلية لمستويات ما قبل الوباء.
ترتيب الدول في عملية الصحة العقلية
وكشف التقرير عن ترتيب الدول في عملية الصحة العقلية، مؤكدًا بقاء الصحة العقلية ثابتة في جميع البلدان تقريبًا منذ عام 2021، لكن هناك بعض الدول والتصنيفات حافظت على ثباتها نسبيا، وارتفعت 5 دول فقط في مقياس الصحة العقلية بنسبة 2% أو أكثر، في حين ارتفعت 4 دول فقط.
وأوضح التقرير على وجود دول انخفضت في معدل الصحة العقلية لديها بنسبة 2٪ أو أكثر، مشيرًا إلى أن البلدان التي تتصدر القائمة هي إلى حد كبير من أمريكا اللاتينية، والدول الأفريقية مثل تنزانيا، ونيجيريا، وفنزويلا، وجمهورية الدومينيكان، في حين أن تتجه الدول الأكثر ثراءً في منطقة المحيط الإنجليزي مثل المملكة المتحدة وأستراليا نحو قاع عملية الصحة النفسية، ما يتعارض مع التصور الشائع بأن الثروة تعزز الرفاهية.
مخاطر الصحة النفسية تصيب أطفال العالم
التقرير السنوي للصحة النفسية لعام 2023، أظهر 3 نتائج رئيسية ذات أهمية خاصة ومخاوف، الأول يتعلق بالعمر الذي يحصل فيه الطفل على هاتف ذكي، حيث أشار التقرير إلى أن هناك نسبة تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا اليوم، وهم الجيل الأول الذي يولد في مجتمع يستحوذ على عالم الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، كانوا أصغر سنًّا عندما حصلوا على هاتفهم الذكي الأول، كانت نتائج صحتهم العقلية أسوأ في مرحلة البلوغ.
وأشار التقرير إلى أن 74٪ من الإناث اللاتي تتراوح أعمارهن من 18 وحتى 24 عامًا، والذين حصلوا على أول هاتف ذكي لهم في عمر 6 سنوات، كانوا من المتعثرين في اختبارات الصحة العقلية، وانخفضت هذه النسبة إلى 61% بالنسبة للذين حصلوا على أول هاتف ذكي لهم في سن العاشرة، و52% بالنسبة لمن حصلوا على هاتفهم الذكي الأول في سن 15 عامًا.
وكشف تقرير الصحة العقلية في العالم عن آثار مخيفة لامتلاك هاتف ذكي في سن مبكرة، فكان العمر واضحًا بشكل خاص بالنسبة للبعد الاجتماعي، أدى إلى ظهور أعراض خطيرة ومنها التخلص من النفس، تشوش الأفكار، والشعور بالانفصال عن الواقع، والشعور بالعدوان تجاه الآخرين، وذلك في البلدان أعلى القائمة في هذا التقرير.
احذر الهاتف المحمول يقلل الصحة العقلية للطفل
وفي الدول الأقل نموًّا، فمتوسط الحصول على الهواتف الذكية كانت في عمر الشباب، حوالي 14/15 في أمريكا اللاتينية و16 في أمريكا اللاتينية، والصحراء الكبرى بأفريقيا) في حين أنها الأدنى في الدول الناطقة باللغة الإنجليزية (العمر 11 عامًا). والطريقة التي يفتح بها عالمهم على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يشكل عامل رئيسي في تراجع اتجاهات الصحة العقلية.
كما كشف التقرير وجود علاقة بين استهلاك الأطعمة غير الصحية، حيث يظهر أن الاستهلاك يدفع هؤلاء الأشخاص ليكونوا أكثر توترًا، فتناول الأطعمة الوجبات السريعة، تؤدي إلى ضعف الصحة العقلية بشكل كبير في جميع الأعمار، وله تأثير واسع النطاق على أعراض الاكتئاب، والسيطرة العاطفية والمعرفية.
وأكد التقرير أن أكثر من نصف، الذين يتناولون الوجبات السريعة، الأطعمة فائقة المعالجة، يوميًا يعانون من الضيق، أو يعانون من مشاكل في صحتهم العقلية، مقارنة بـ 18% فقط من أولئك الذين لا يتناولون أطعمة الوجبات السريعة.
الأطعمة السريعة تصيب الأشخاص بالاكتئاب
وأوضح التقرير أن الدول التي تستخدم الأغذية السريعة بكثرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وتستهلك تلك الأغذية بنسبة من 60-70٪، تراجع معدل الصحة العقلية فيها بدرجة كبيرة، وبنسبة تتراوح من 9 إلى 10%.
وكشف التقرير إلى أن تراجع الروابط العائلية يؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية للشخص، حيث أكد التقرير أن 10% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، الذين لم ينسجموا مع أي من أصدقائهم وفضلوا عدم رؤيتهم، مقارنة بـ 3% فقط من الجيل الأكبر سنا، ما شكل خطرًا على الصحة العقلية، ويتراجع ذلك عند الأشخاص الذين لديهم علاقات عائلية وثيقة.
وكانت البلدان الأكثر ثراءً، مثل الموجودة في قلب المحيط الإنجليزي، سجلت أدنى معدلات القرب في العديد من أفراد الأسرة البالغين (23٪)، ويعيش الأطفال في منازل أقل استقرارًا وحبًّا (39٪)، في حين يشير التقرير إلى أن زيادة الثروة والتنمية الاقتصادية لا يؤدي بالضرورة إلى صحة عقلية أكبر، ولكن بدلًا من ذلك يمكن أن يؤدي إلى أنماط الاستهلاك وتآكل الروابط الاجتماعية، التي تضر بقدرة الشخص على الازدهار.
ويؤكد التقرير أن درجات الصحة العقلية، وسبب تراجع الصحة النفسية في العالم يعكس قدرة الإنسان على التنقل، والضغوط الطبيعية للحياة والعمل بطريقة منتجة، بالإضافة إلى التحدي الذي أمامنا، ويتمثل في فهم دوافع صحتنا العقلية الجماعية حتى نتمكن من مواءمة طموحاتنا وأهدافنا، مع القدرة الوظيفية والازدهار الحقيقي للبشر.
العالم يتراجع في الصحة العقلية والخطر قائم
يذكر أن تقرير الصحة العقلية في العالم، هو التقرير السنوي الرابع عن الحالة العقلية للعالم في مشروع العقل العالمي، ويتم التركيز هذا العام على الانخفاض الكبير في الصحة العقلية الذي حدث بين عامي 2019 و2020، واستمر حتى عام 2021 خلال جائحة كوفيد-19، لا يزال مستمرًا دون وجود أي علامة من علامات التعافي.
وكان التوقع أنه بمجرد رفع عمليات الإغلاق وانحسار خطر فيروس كورونا، ستبدأ صحة العالم العقلية في التعافي نحو مستويات ما قبل الوباء، لكن البيانات الواردة من 64 دولة تشير إلى خلاف ذلك، حيث أصبحت آثار تدهور الصحة العقلية العالمية أمرًا طبيعيًّا جديدًا، بحسب التقرير.
ويشير التقرير إلى أن العديد من التحولات التي أحدثها الوباء لا تزال قائمة، من زيادة العمل عن بعد إلى زيادة استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، ويمكن أن يكون لها جميعا تأثير مساهم يجب دراسته وفهمه.
وتقرير الحالة العقلية للعالم هو التقرير السنوي لمشروع العقل العالمي ويقدم اتجاهات ورؤى حول الصحة العقلية للسكان الذين يستخدمون الإنترنت في جميع أنحاء العالم، وفي عام 2023، قام مشروع الصحة العقلية بجمع بيانات من أكثر من 500000 مشارك بـ 13 لغة عبر 71 دولة موزعة على 9 مناطق.
وشهدت الأجيال الشابة، وخاصة الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا، أكبر انخفاض في الصحة العقلية خلال جائحة كوفيد-19، بينما بقي الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا على حالهم. ومع استمرار هذه الانخفاضات بين جميع الفئات العمرية، أدى الوباء إلى تضخيم الاتجاه الموجود مسبقًا المتمثل في ضعف الصحة العقلية للأجيال الشابة في جميع أنحاء العالم، ولا يزال العالم يعاني.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.