حدث في 19 رمضان، طارق بن زياد يسيطر على شمال أيبيريا في بداية الفتح الإسلامي للأندلس
حدث في رمضان، في مثل هذا اليوم 19 رمضان من العام 92 للهجرة نجح القائد طارق بن زياد في السيطرة على شمال أيبيريا في بداية الفتح الإسلامي لبلاد الأندلس.
حلم فتح الأندلس
كان الحلم الأندلسي يراود المسلمين منذ تمكن عقبة بن نافع من فتح الشمال الأفريقي حتى وصل عام 62 هـ الموافق 681 م إلى المحيط الأطلسي، وبعد إتمام الفتح تولى موسى بن نصير ولاية أفريقيا جاعلا مدينة القيروان عاصمة له، وبعدما أخذت الأمور تستتبّ، كانت الأنظار تتجه نحو الضفة الشمالية للمتوسط، من أجل فتح الأندلس.
ويرجع البعض فكرة فتح الأندلس إلى الفجر الأول للإسلام، وتحديدا إلى عهد عثمان بن عفان، وإلى هذا الخليفة الراشد شخصيا. وزادت هذه الفكرة إلحاحا على أذهان المسلمين، عندما وصلت الفتوحات الإسلامية الى بعض الجزر القريبة من سواحل إسبانيا الحالية.
كان هدف المسلمين هو نَشْر دين الله -تعالى-، وإعلاء كلمته -سبحانه وتعالى-؛ ولتحقيق هذا، انطلقت الفتوحات الإسلاميّة في شتّى بِقاع الأرض، إذ وصل الإسلام إلى بلاد فارس، والشام، وحرَّرَ كُلّ من فيها من الظُّلم، والاستعباد، والاستبداد، ولم يكن الهدف من الفتوحات الإسلاميّة الاستيلاء على كنوز الآخرين من أباطرة، وأكاسرة؛ فرسالة الإسلام رسالة سامية عادلة، لا تتعلَّق أهدافها بالأمور المادّية كما ذكر المُستشرِقون.
وطارق بن زياد واحد من أبرز القادة الذين سَطَّر التاريخ الإسلاميّ أسماءهم، باعتباره فاتح الأندلس.
القائد موسى بن نصير
كان حُبُّ طارق بن زياد للجهاد سببًا في التحاقه بـالجيش الإسلاميّ بقيادة موسى بن نصير، ومشاركته في الفتوحات الإسلاميّة، وقد ظهرت براعته، ومهارته، وشجاعته في القتال، والقيادة، وهذا ما جعل موسى بن نصير يعتمد عليه في فتوحاته؛ حيث جعله على مُقدِّمة جيوشه الموجودة في المغرب، فأصبح طارق بن زياد قائدًا للجيوش الإسلاميّة التي سيطرَت على بلاد المغرب الأقصى، كما أنّه وُلِّيَ على مدينة طنجة؛ ليتمكَّن من مُراقبة سبتة؛ تأهُّبًا لفَتْحها.
استعدَّ طارق بن زياد؛ لفَتْح الأندلس بعد أن طلب أهلُها المساعدةَ من المسلمين، حيث كانوا يشتكون من ظُلم لذريق لهم، وكانت هذه فرصة جيّدة؛ لنَشْر الإسلام في الأندلس، ومُواصلة الفتوحات الإسلاميّة، فخرج جيش طارق إلى الأندلس، عابرًا مَضيق البحر الأبيض المُتوسِّط، وتجمَّع المسلمون عند جبل طارق في الخامس من شهر رَجب من عام 92 للهجرة، فبنى طارق بن زياد حِصنًا بالقُرب من هذا الجبل، ثمّ انطلقَ نحو ولاية الجزيرة الخضراء، واستطاع الاستيلاء على قِلاعها، وفي بلدة شذونة بالقُرب من وادي لكة (وادي برباط)، التقى جيش المسلمين بجيش لذريق، واستمرَّت المعركة مدّة ثمانية أيّام تحقَّق من بَعدها النصر للمسلمين، وفرّّ لذريق هاربًا.
معركة وادي لكة
بعد انتهاء معركة وادي لكة، تابع طارق بن زياد فتوحاته للأندلس؛ فاتَّجه إلى طليطلة عاصمة القوط، وأرسل حملات عسكريّة نحو كُلٍّ من مالقة، وغرناطة، وكذلك قرطبة، وإلبيرة، وبعد رحلة طويلة، ومُتعِبة، تمكَّن من دخول طليطلة، فكان أوّل ما حرص عليه هو الإبقاء على السكّان الذين يعيشون فيها؛ حيث تركَ لهم كنائسهم، وأحسنَ مُعاملتهم، وحتى يكمل فَتْح الأندلس، وينشرَ الإسلام في كافّة أرجائها، أرسل إلى موسى بن نصير؛ ليمدَّه بالجنود، ممّا يُمكِّنه من تخليص الناس من ظُلم القوط، وهذا ما حَدث فعلًا؛ إذ انطلق موسى بجيش يبلغ 18 ألف جنديّ نحو الأندلس، وبعد أن التقى الجيشان، فُتِحت كُلٌّ من برشلونة، وسرقسطة، وطركونة.
ارتبط اسم طارق بن زياد بمسألة حَرق سُفُن المسلمين عند قوله لهم: "البحر من ورائكم، والعدوُّ من أمامكم"، وهذه القصّة أكذوبة مُلفَّقة ضِدّه؛ حيث لم ترد في المصدر الأساسيّ لفَتح بلاد الأندلس (كُتُب ابن القوطيّة) أيّة إشارة، أو ذِكر لهذه المسألة، وهنالك أدلّة كثيرة على بُطلان هذه الرواية
استمر الحكم الإسلامي في الأندلس ثمانية قرون، من نهاية القرن الأول هـ (بداية القرن الثامن م)، إلى غاية أواخر القرن التاسع هـ (القرن 15 م). ويقسّم المختصون هذا الوجود الإسلامي في الأندلس إلى حقب عديدة، أولها مرحلة الفتح التي دامت زهاء أربع سنوات، ثم عهد الولاة التابعين للدولة الأموية في عاصمتها دمشق. ثم جاء عهد الإمارة مع وصول عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس، حيث أسس إمارة مستقلة عن حكم العباسيين.
ثم جاء بعد ذلك عصر الخلافة المستقلة تماما، وقد امتد طيلة سنوات القرن الرابع هـ، ليتلوه عصر ملوك الطوائف الذي انتهى بدخول المرابطين قادمين من المغرب إلى الأندلس، ومنهم انتقلت إلى حكم الموحدين، بينما شكلت مملكة غرناطة آخر مرحلة من الوجود الإسلامي في الأندلس الذي انتهى بسقوطها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.