حدث في رمضان 7 رمضان، افتتاح الجامع الأزهر وإعلان القاهرة عاصمة الدولة الفاطمية
تقدم" فيتو" لقرائها خدمة خاصة خلال أيام شهر رمضان المبارك باستعراض أبرز الأحداث التاريخية خلال أيام الشهر الكريم، وبالتزامن مع اليوم السابع لشهر رمضان لعام 1445 هجريًا، نستعرض في التقرير التالي أبرز الأحداث التي حصلت في مثل هذا اليوم عبر مر العصور، والتي جاءت كالتالي:
افتتاح الجامع الأزهر بالقاهرة
حدث في 7 من شهر رمضان عام 361هـ الموافق 971م، تم افتتاح الجامع الأزهر للعبادة والعلم، وقد أقيمت أول صلاة بداخله؛ وانطلق صوت المؤذن من فوق مئذنة جامع الأزهر في القاهرة بمصر، ومنذ ذلك الوقت وللأزهر مكانة علمية ودينية لدى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وقد تم إنشاؤه على يد جوهر الصقلي في عهد المعز لدين الله.
واختلف في سبب تسميته بهذا الاسم، ولكن الراجح أنه سُمي على اسم السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وكان هدف الفاطميين في بداية الأمر من بناء الجامع الأزهر هو نشر المذهب الشيعي في مصر، ولكن سرعان ما عادت مصر إلى المذهب السني في عهد صلاح الدين الأيوبي، فكان الأزهر منارة من أكبر منارات المذهب السني، كما لعب الجامع الأزهر دورًا بارزًا عبر التاريخ منذ إنشائه، فكان الجامع والجامعة، ومنه تنبعث الجيوش، ومنه تخرج الثورات الإصلاحية، وفيه يتربى قادة الأمة وملوكها، وكان للأزهر وعلمائه- ومنهم عمر مكرم- دورًا كبير في محاربة الاستعمار الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت عام 1798م.
دولة الفاطميين في مصر
و في مثل هذا اليوم 7 رمضان أصبحت القاهرة حاضرة الدولة الفاطمية؛ حيث أعلن الخليفة المعز لدين الله القاهرة عاصمة لدولته بعد أن كانت مدينة المهدية هي حاضرة الدولة الفاطمية.
تطلع الفاطميون منذ أن قامت دولتهم في المغرب إلى فتح مصر فتكررت محاولتهم حتى جاءت اللحظة المناسبة بنظر الفاطميين وقت تولي أمور مصر لأبي الفضل جعفر بن الفرات الذي عجز عن قيادتها، فاستغل المعز لدين الله الفرصة وحشد لغزو مصر جيشًا وجعل قيادته لجوهر الصقلي الذي دخل مصر في 17 شعبان 358 هـ/6 يوليو 969 م دون مقاومة تذكر.
أما القاهرة فهي المدينة التي أنشأها القائد الفاطمي جوهر الصقلي سنة (358 هـ - 969 م) شمالي مدينة الفسطاط وبناها في ثلاثة سنوات، وأطلق عليها اسم "المنصورية" ثم جاء الخليفة المعز لدين الله الفاطمي في 7 رمضان 362هـ= 11 يونيو 972م، وجعلها عاصمة لدولته، وسماها "القاهرة"، وهو اسمها الحالي، وأقام في القصر الذي بناه جوهر، وفي اليوم الثاني خرج لاستقبال مهنئيه وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقرًّا للخلافة الفاطمية، وشهدت القاهرة أزهي أوقاتها آنذاك من الازدهار بحكم كونها عاصمة للدولة الفاطمية وكانت مساحتها على حوالي 340 فدانًا، وشرع في تأسيس الجامع الأزهر وأحيطت العاصمة بسور من الطوب اللبن وجعل له أبوابًا في جهاته المختلفة من أشهرها باب زويلة وباب النصر وباب الفتوح.
وكشف كثير من المؤرخين أنه قبل وضع أساس القاهرة أتى جوهر بالعرافين وطلب منهم أن يختاروا توقيتًا يكون طالعه سعيدًا لرمي الأساس، وأحاط المدينة بقوائم خشبية، ووضع بين كل عمود وآخر حبالا تتدلى منها أجراس، لتدق كلها في وقت واحد عندما يعطى العرافون الإشارة المتفق عليها.
أسرار بناء القاهرة
وقف العرافون يتشاورون ويحسبون حساباتهم الفلكية، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد وقف غراب فوق أحد الحبال فدقت الأجراس وظن العمال أنها الإشارة المتفق عليها فقاموا برمي الأساس، وتصادف أن ظهر في السماء في هذا التوقيت كوكب المريخ الذي يطلق عليه "قاهر الفلك" ولذلك سميت القاهرة..!
واختار جوهر موقع المدينة الجديدة إلى الشمال من العواصم الثلاثة السابقة وأحاطها بسور سميك، واتخذت المدينة شكلًا مستطيلًا، ويوجد في كل ضلع من أضلاع السور بابان، ولم يكن مسموحًا للعامة بدخولها إلا بإذن خاص، فكانت أقرب إلى الحصون منها إلى المدن.
المعز لدين الله الفاطمي
وصل المعز إلى القاهرة بعد 4 سنوات في قافلة ضخمة، وأحضر معه رفات آبائه وأجداده وأنشأ لهم مدفنا وأطلق عليه تربة الزعفران – مكان خان الخليلي حاليًّا – وأعجب بالمدينة الجديدة أشد الإعجاب لكنه عاب بعدها عن النيل.
ووصل في في 7 رمضان 362هـ 11 يونيو 972م، وأقام في القصر الذي بناه جوهر، وفي اليوم الثاني خرج لاستقبال مهنئيه وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقرا للخلافة الفاطمية، وانقطعت تبعيتها للخلافة العباسية السنية.
ولم تطل الحياة بالمعز في القاهرة ليشهد ثمار ما أنجزته يداه، وكان أول خليفة فاطمي يحكم دولته من القاهرة، عاصمته الجديدة.
وقد قامت القاهرة بعد ذلك بدورها القيادي حتى بعد سقوط الدولة الفاطمية في الوقوف أمام المد الصليبي وهجمات المغول.
والقائد جوهر الصقلي تعود أصوله إلى طائفة الأرمن، حيث عاش في كرواتيا وعمل وهو شابًّا صغيًرا بصناعة الحلوى وبرع في مهنته، وعندما دارت الحرب بين كرواتيا وفينيسيا تم أسره وبيعه كمملوك في صقلية التي التصق اسمه بها ومن هنا جاءت مقولة "اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني".
ارتبط تاريخ الدولة الفاطمية في الأذهان بالغنى والازدهار وقيل في الأمثال الشعبية "ذهب المعز وسيفه" للدلالة على الغنى والقوة، وكان العصر الفاطمي زاخرا بالاحتفالات والمواكب المبهرة والولائم التي تشبه ألف ليلة وليلة حتى قيل أن الفاطميين اصطنعوا لكل مناسبة نوعا مخصوصا من الحلوى.
كذلك ارتبط رمضان بالمسحراتي الذي يدور في الليالي الرمضانية، ويروى أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله أمر جنوده بأن يمروا على البيوت ويدقوا على الأبواب إيقاظ النائمين، ومع مرور الأيام تم تعيين رجل مخصوص للقيام بهذه المهمة وكان ينادي "يا أهل الله قوموا تسحروا" ويدق على أبواب البيوت بعصا يحملها في يده وتطورت مع الوقت إلى طبلة يدق عليها دقات منتظمة.
من أشهر الموروثات الأخرى العروسة الحلاوة والحصان في المولد النبوي الشريف، ولهما قصة عجيبة؛ فيروى أن الحاكم بأمر الله حرم على الناس الزواج إلا في يوم المولد النبوي، فصار هذا اليوم مشهودًا تقام فيه المئات من الأفراح، فجهز بائعو الحلوى العرائس المصنوعة من السكر المعقود تيمنًا بالزواج، وأقبل الناس على شرائها وصارت عادة لا تنقطع، وصنع بجوارها الفارس فوق حصانه الذي يرمز إلى العريس وشجاعته.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار ، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.