عمره 1317 عاما، حكاية مسجد في مصر القديمة احتضن مقتنيات الرسول
مكان شهير في مصر القديمة يحمل اسم "أثر النبي".. وهناك مسجد يحمل نفس الاسم.. يقال إنه كان يحتضن عددًا من الآثار والمقتنيات التي تنسب إلى سيدنا محمد، رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.
إلا أن المسجد لا يضم حاليا، إلا لوح حجري مائل للحمرة عليه آثار لقدم، يقال إنه قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم محفوظ في حجرة صغيرة مطلة على النيل، وملاصقة للحائط الغربي للمسجد، وعلى هذه الحجرة قبة، وفي حائطها الجنوبي محرابان أحدهما لا شيء فيه، والآخر أُلصق به هذا الحجر، ولكن لا يوجد مصدر موثوق يؤكد صحة نسبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الآثار الموثوقة تم نقلها إلى مسجد سيدنا الحسين
في حين أن الآثار التي كانت بالمسجد، وتم التحقق من صحة نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد نقلت جميعها إلى مسجد السيدة زينب، ثم إلى مسجد الإمام الحسين في الغرفة النبوية المعروفة هناك، حسب ما ذكرته الدكتورة سعاد ماهر، أول عميدة لكلية الآثار في موسوعتها الشهيرة "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون".
قالت د. سعاد، رحمها الله: "إن هناك آثارًا تعود للنبي الكريم كانت في الأصل مملوكة لبني إبراهيم بينبع، وتلقوها كميراث عن الأجداد حتى اشتراها وزير مصري مقابل 100 ألف درهم، حسبما ذكر ابن بطوطة، وهو الصاحب تاج الدين ووضعها في رباط، وهو نوع من الأبنية العسكرية خارج مصر بالقرب من بركة الجيش ومجاور للبستان المعروف باسم معشوق، وجعل المصريون ضمن وظائف الدولة وظيفة شيخ الآثار النبوية، وأضاف إليه الملك الأشرف شعبان والظاهر برقوق، ووصفه ابن بطوطة وتوقف عند وصف قطعة من قصعة الرسول الكريم والمكحل الذي كان يكتحل به ومصحف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بخط يده، وكان للمصريين اجتماعات به ولسكانه منافع كبيرة. حدث هذا قبل أن تنقل الكثير من هذه المخلفات إلى غرفة المخلفات النبوية بمسجد الإمام الحسين رضي الله عنه".
المسجد أنشئ عام707 هـ1307 م
وتقول حكاية إنشاء هذا المسجد إنه أنشئ عام707 هـ1307 م، أي في بداية القرن الرابع عشر، قبل نحو 1317 عاما، بالتاريخ الميلادي.
يروي أحمد تيمور باشا في كتابه "الآثار النبوية" أن الصاحب تاج الدين محمد، ابن الصاحب فخر الدين محمد ولد الصاحب بهاء الدين علي ابن حِنا (بكسر الحاء)، بدأ في بنائه بجوار بستان المعشوق ومات قبل إكماله، وأوصى الفقيه عز الدين بن مسكين فعمّر فيه شيئًا يسيرًا وأدركه الموت، وشرع الصاحب ناصر الدين محمد ولد الصاحب تاج الدين في تكملته، وقيل له "رباط الآثار" لأن فيه آثارًا تُنسب إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم".
رواية المقريزي عن المسجد والأثر
وعن هذا المسجد والأثر الذي فيه والمنسوب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحدث المقريزي في خططه عن أن أول من بناه كان تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين محمد سنة 707هـ (1307م) في أيام السلطنة الثانية للسلطان الناصر محمد بن قلاوون.
وأثناء القرن 19 تدهورت حالة الجامع، فأعاد عمارته وإصلاحه محمود حسن باذرجان باشا سنة 1809 في أوائل حكم محمد علي باشا.
أما المقريزي فقد ذكر كذلك أن تاج الدين اشترى قطعة الخشب والحديد التي عليها ما يعتقد أنها "أثر قدم النبي" بمبلغ ستين ألف درهم فضة من بني إبراهيم من أهالي ينبع (بالحجاز)، وذكر بنو إبراهيم أنها متوارثة في عائلتهم من واحد إلى آخر إلى رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجعلها في هذا الرباط ومازالت به إلى اليوم يتبرك الناس بها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.