علي جمعة: نعيش فوضى عارمة بظهور من يحلل الحرام ويحرم الحلال باسم الدين
أعداء الله، أكد الدكتور علي جمعة، المفتى السابق للجمهورية، أن الله يستبدل من يترك دين الإسلام ويوالي أعداء الله، وذلك عقابًا لهم، موضحًا صفات من يخلف من يوالون أعداء الله، بأنهم رحماء بينهم، لكنهم أشداء على الأعداء في وقت اشتداد الحروب.
الله يكشف لنا عقوبة من يترك دين الإسلام
وعن أعداء الله، قال الدكتور علي جمعة "إننا نعيش في فوضى عارمة"، ويظهر ذلك فيمن يعترضون على الدين باسم الدين، ويحللون الحرام، ويحرمون الحلال باسم الدين.
وقال الدكتور علي جمعة عن أعداء الله: "يبين الله تعالى لنا عاقبة من يترك دين الإسلام، ويوالي أعداء الله، بأن الله يستبدلهم، ولا يضرونه شيئا، ويصف لنا صفات من يخلفهم فيؤكد لنا أن من بين صفاتهم أنهم رحماء بينهم، أشداء على الأعداء في وقت البأس ووقت احتدام المعارك إذ الشدة ممدوحة حينئذ، ويبين أنهم لا يخافون كالذين يخشون على أنفسهم من الدوائر، فيقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.
وعمن يعترضون على الدين باسم الدين قال علي جمعة: "إن متابع القنوات الفضائية، وقارئ الصحف والمجلات، ومن يراقب حركة الناس ومشاكلهم يتأكد أننا نعيش في فوضى عارمة، فيرى ذاك يعترض على الدين باسم الدين، ويحلل الحرام، ويحرم الحلال باسم الدين، ويرى الفتاوى التي تنطلق من الجهل والسطحية."
سر غياب النخبة وتعرضهم للاقتلاع
وأرجع علي جمعة الفوضى التي نعيشها حاليًا بسبب غياب النخبة، فقال: "ولا سبب لذلك كله إلا غياب النخبة، والحكماء الذين يضبطون الأمور، الذين يتخصصون في شتى المجالات فيخلصون لله في تخصصاتهم ويتعاملون مع شئونهم بمهنية عالية وحياد علمي، فمفهوم النخبة مستقر في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومستقر كذلك عند العقلاء، ولكنه يتعرض من بعض تيارات ما بعد الحداثة في العصر الحاضر لكثير من الرفض، ومحاولات ضخمة لتحطيمه واقتلاعه من فكر الناس وواقعهم."
وتابع الدكتور علي جمعة فقال: "وهذا التيار لا يعتمد على تجربة بشرية مستقرة، ويدعونا إلى شيء جديد لا نعرف ملامحه ولا إلى أي طريق يقودنا إليه، وما النتائج أو المصائب التي ستترتب عليه، وذلك أنه مخالف لسنة الله في كونه، من أنه سبحانه فضل بعض الأزمان على بعض، وفضل بعض الأماكن على بعض، وفضل بعض الأشخاص على بعض، وفضل بعض الأحوال على بعض، وجعل من هذا التباين سببًا لدفع الناس، وتعارفهم، ولعمارة الأرض، ولحراكهم عبر حركة التاريخ."
وأضاف "فهم يدعون إلى الشعبية والقضاء على النخبة، فهم يريدونها فوضى مدمرة لا تصلح أمر الناس أبدا، وكأننا في ذلك الواقع الذي يحيكيه الأفوه الأودي في قصيدته؛ حيث يقول
لا يَصْلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُمْ * ولا سَراةَ إذا جُهَّالُهُمْ سادُوا
إذا تَوَلَّى سَراةُ القومِ أَمْرَهُـــمُ * نَما على ذاك أَمْرُ القومِ فازْدادُوا"
ضياع المسلمين لابتعادهم عن منهج ربهم
وعن سبب ضياع المقياس بين الناس قال علي جمعة: "ابتعاد المسلمين عن منهج ربهم يؤكد ضياع المقياس من أيديهم فذهبوا شذر مذر، وتفرقوا، وفي تلك الآيات المتتابعة التي ترشدنا لمتابعة حكم الله ومنهجه المعاني العظيمة، فذكرنا قوله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة:50] أن المسألة تحتاج إلى يقين وإذا اختل اليقين تحول إلى ظن، واختل الإيمان بالله وموعوده، والله جعل الجنة لمن صدق بموعوده، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة».
وأوضح علي جمعة معني منيحة العنز فقال: "ومنيحة العنز هي أن تعطي جارك عنزتك يحلبها يوما أو يومين ثم يردها بحالها إليك فلا تتكلف شيئا، فما بالك بأدنى تلك الخصال إن كانت هذه أعلاها، عمل قليل مع صدق في التوجه ويقين بالوعد والموعود يدخل المسلم جنة ربه بسلام، هكذا أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم."
الله يحذرنا من مناصرة أعدائه
وأشار علي جمعة لتحذير الله من موالاة أعداءه فقال: "ثم يحذرنا ربنا في الآية التالية عن موالاة أعدائه، ويشتد التحذير بأنه سبحانه أخبرنا أن جزاء تلك الموالاة يجعلنا مثلهم، بل منهم عند ربنا، فيقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى القَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة:51] في مفاصلة واضحة وحكم مبين، بل يشتد الوعيد بعد هؤلاء الواقعين في موالاة أعداء الله سبحانه وتعالى من الظالمين الذين لا يهديهم الله."
واختتم علي جمعة حديثه عن الظالمين من أعداء الله فقال: "وعنوان هؤلاء الظالمين -الذين في قلوبهم مرض- عبر التاريخ هو «نخشى أن تصيبنا دائرة» يقول تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِى أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [المائدة:52] فهؤلاء يخشون الناس ولا يخشون ربهم، يقول تعالى: ﴿يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً﴾ [النساء:77].
وقال "الصالحون يخشون ربهم، ولا يخشون أحدا إلا الله، يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ [الأحزاب:39]، والله يطلب منا ألا نخشى أحدا غيره، ويطمئن قلوبنا لذلك فيقول تعالى: ﴿اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ﴾ [المائدة:3].
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.