فكرى أباظة، أول صحفي يحصل على لقب الباشا.. ظل رئيسًا للتحرير 20 عامًا.. واعتذر عن الوزارة 3 مرات
فكرى أباظة، باشا قديم، ينتمي لأشهر عائلات الشرقية "العائلة الأباظية" ومن كتابها وصحفييها عزيز أباظة وثروت أباظة وسالم أباظة وفكرى أباظة وفاروق أباظة، لقب بالضاحك الباكى، كبير صحفيى مؤسسة دار الهلال، استمر رئيسا لتحرير المصور أكثر من عشرين عاما، اعتذر عن تولي منصب الوزير ثلاث مرات قبل الثورة، وحصل على الدكتوراة الفخرية من أكاديمية الفنون، كما منحه الملك فاروق رتبة الباشوية ليصبح أول صحفى يحصل على لقب الباشا. رحل في مثل هذا اليوم 14 فبراير 1979.
فكرى أباظة يكتب عن معاناة المصريين مع الضرائب
لم يسجل شيخ القرية فكري أباظة عند مولده في دفتر المواليد مجاملة لوالده حتى لا يطلب في التجنيد، فعانى كثيرا لعدم وجود شهادة ميلاد له، ولأنه كان ساقط قيد استخرج شهادة تسنين، وحسبما قال له أهله إنه ولد في أغسطس عام 1896 في قرية أبو شحاتة محافظة الشرقية، وتخرج في كلية الحقوق عام 1918، وعمل بالمحاماة في مكتب حامد جودة بأسيوط.
ثلاثون عاما رئيسا للتحرير
بدأ حياته الصحفية فى جريدة المؤيد ومنها إلى جريدة الأهرام ثم دار الهلال رئيسا لمجلس إدارتها ومجلة المصور 1924 التى أصبح رئيسا لتحريرها عام 1926 لمدة تصل لأكثر من ثلاثين عاما، نشر فكرى أباظة خلالها أكثر من 5500 مقالة صحفية تنوعت ما بين القضايا السياسية والاجتماعية والكتابة الجادة والساخرة والكتابة الأدبية.
الكاتب فكري أباظة صاحب مبدأ فى الصحافة يقول: “من لا يستطيع أن يساعد نفسه بنفسه لن يستطيع أى إنسان أن يساعده مهما كانت سلطاته، وفى كل الأحوال لن يتبقى من الصحفى إلا ما وقع عليه باسمه، فإما أن يكون له أو عليه".
حواديت مذكرات الباشا
وضع فكرى أباظة كتابا صغيرا يقع فى 176 صفحة بعنوان (حواديت سنة 1969) روى فيه ذكرياته التى أسماها حواديت يقول عنها: نعم حواديتى ومالى أنا والكتب والمجلدات والموسوعات، وفى هذا الزمن السريع الملهوف لا تطيق عامة الناس صبرا على قراءة الكتب والمجلدات وهم يفضلون عليها قراءات خاطفى مختصرة فيها ملح وسكر وحوادق وحلوى وعسل وخل وضحك وبكاء وتسلية ومواساة، كلها عنى وعن غيرى قد تكون تافهة لكنها ذات مغزى، سياسية كانت أو اجتماعية أو اقتصادية تقفز وتنط من سنة 1906 إلى 1966.
الأهلى أبو النوادى بلا منازع، فكري أباظة يتغزل في حب القلعة الحمراء
مقال الحالة ج
كتب مقالا فى الستينات 1961 ينتقد الأوضاع الاقتصادية فى المجتمع وسيادة حالة الفقر والتقشف بعنوان (الحالة ج) كانت سببا فى إعفائه من الكتابة واعتزاله الصحافة، إلا أنه كتب اعتذارا إلى الرئيس جمال عبد الناصر نشرته الصحف، وصدر الإعفاء، لكن لم يعد فكرى أباظة إلى مؤسسته ولا إلى الكتابة.
تأسيس نقابة الصحفيين
يقول الكاتب فكري أباظة عن نفسه: بدأت مشوارى البرلمانى كنائب يحسب له ألف حساب فى يوليو عام 1926 عضوا عن دائرة منيا القمح شرقية بعد التألق كمحامٍ وصحفى فى المصور والأهرام، وإذاعي مفوه ينتظره المستمع كما ينتظر حفلات الست أم كلثوم.
ساهم الكاتب فكري أباظة في تأسيس نقابة الصحفيين، وانتخب نقيبا للصحفيين أربع دورات متتالية، يهوى الموسيقى وله 100 مقطوعة من تأليفه، كما أنه يعزف على الناى والمندولين، كما كان يهوى كتابة الأناشيد.
خطيب ثورة 1919
كان فكري أباظة من خطباء ثورة 1919 محاميا شابا، حتى إنه كان مؤلف وملحن نشيد الثورة الوطنى وقتئذ "بنى وطنى هلموا"، وقدم بسببه الى المحاكمة وطالب الحاكم العسكرى بإعدامه ولكن تم تهريبه من أسيوط إلى القاهرة في صورة تاجر حمير.
انضم فكرى أباظة إلى الحزب الوطنى وانتخب عضوا فى مجلس النواب عام 1923 وحظى باحترام الأحزاب جميعها، وكان مثالا للنائب البرلماني المعارض الشجاع من أجل صالح الوطن، وظل نائبا برلمانيا طيلة ربع قرن، وقال عنه الكاتب مصطفى أمين: "برلماني متألقا يؤمن بما يقول، كان أحد نجوم البرلمان خطيبا رائعا ومعارضا خفيف الدم سهامه تجرح الحكام ولا تسيل دماءهم، كلماته تصيب وكأنها طلقات الرصاص لكنها لا تقتلهم".
الدفاع عن طه حسين
طالب الكاتب فكري أباظة في كتاباته بتوفير القوت للشعب وتبنى مشاكل الفلاحين والعمال وعندما يشعر بأن هناك من يحاول الاعتداء على حرية الصحافة ينبرى كالأسد يدافع عنها بكل قوته ولم يترك قضية من قضايا الوطن إلا ودافع عنها، فى عام 1939 اندلعت فى مصر حملة نقدية ضد الدكتور طه حسين وكان عميدا لكلية الآداب بعد صدور كتابه (الشعر الجاهلى)، واتهمه المعارضون بالكفر والزندقة وطالبوا بطرده من الجامعة، ووقف فكرى أباظة يدافع عنه في البرلمان وفي مقالاته.
وفي دنيا الغرام لـ فكرى أباظة أسلوب خاص في الغرام يتميز به عن أسلوب محمد التابعى ومحمد عبد الوهاب وباقى دونجوانات الجيل السابق، بالحديث الشيق الممتع الذى يجعل به الحياة ضحكة حلوة، فهو يقول عن الحب "أصبح الحب تاريخا فى خبر كان من عهد أن تبادل المحبون العواطف بالتليفون بعد الرسائل الرائعة التى كنا نصب فيها مشاعرنا الحقيقية وليست الكلام المعسول وكانت القلوب فيما مضى صالحة للحب كان هناك خير ورزق وروقان بال، أما وقد خلفت الحروب الفقر واللهفة على لقمة العيش والأنانية والسعى على طريقة اخطف وأجرى فقد اختفى الحب ولم يعد له مكانا فى القلوب.
عرف الصحفى الكبير فكرى أباظة المعروف بتعصبه وانتمائه لـ النادى الأهلى، الذى كان يلعب كرة القدم بين صفوفه حمل رئاسته الشرفية مدى الحياة حتى رحيله وكتب نشيدا من تأليفه يقول في مقدمته: “الأهلى هو أبو النوادى بلا منازع.. أبو النوادى بتاريخه وأمجاده وأعضائه والأهم من ذلك جمهوره، الممول الأكبر للنادى هو الشعب وشعبية النادى تكاد تكون معجزة غير مفهومة لكنها من عند الله”.
نشيد النادى الأهلى
وتقول كلمات النشيد: قوم يا أهلي شوف ولادك والبنود.. شوف كتايبك، شوف جنودك والحشود / شوف آيات النصر في كل الجهود.. شوف وسجل بين أمجاد الخلود / أنت دايما، أنت دايما في الأمام / كل نعمة في رحابك عندنا.. دي مشيئة وإرادة ربنا / من شيوخك اكتسبنا مجدنا.. وبشبابك احتفظنا باسمنا / أنت دايما، أنت دايما في الأمام / الرياضة دي غريزة في طبعنا.. من زمان جرتها جرى في دمنا / والبطولة منبتها في أرضنا.. أهديناها للجميع من عندنا.
جنازة فكرى رسالة وفاء
يوم الرحيل كتب عنه الكاتب مصطفى أمين يقول: في جنازة فكرى أباظة رأيت الوفاء في بلادى.. هذا رجل لم يترك وراءه زوجة تعزى ولا أبناء يواسى، ولا ابنة يرسل لها برقيات العزاء، ليس له قريب أو نسيب يتبوأ منصبا كبيرا في الدولة حتى يسارع الناس للاحتفال بتشييع جنازته زلفى لأصحاب النفوذ والسلطان.. لكن كان الناس يعزون بعضهم بعضا، عزاء الأخ والابن والأب وهم أسرة الفقيد من الآلاف التي رأيتها لم تعرفه ولم تره، حقا كان فكرى أباظة فارس الكلمة الذي بكت عليه أمة بأسرها.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
