فضيحة جديدة للاحتلال الإسرائيلي.. الكشف عن رجل الموساد بإفريقيا.. دان جيرتلر ينهب مناجم الألماس والنحاس بالكونغو.. شريك إيفانكا ترامب ومتورط في حربي غزة والسودان
فضيحة دان جيرتلر، الملياردير الإسرائيلي المتطرف، دان جيرتلر، ظهر اسمه مرة أخرى، أمس السبت، في فضيحة عبر صحيفة "هآرتس" العبرية، إذ يوصف دان بأنه الملياردير الإسرائيلي الذي يستغل أطفال الكونغو، للاستيلاء على ثروات البلاد من الألماس.
ويسيطر المتطرف دان جيرتلر على موارد الكونغو، وينظر إليه كأحد أدوات إسرائيل وجهازها الاستخباراتي "الموساد"، لتوسيع نفوذها في أفريقيا.
فضيحة دان جيرتلر تظهر في الكونغو
عن فضيحة الملياردير الإسرائيلي، يقول الباحث المتخصص في الشأن الإفريقي، الدكتور إدريس آيات: "إن دان جيرتلر، ينحدر من عائلة كانت تنهب الماس من القارة الأفريقية خلال فترة الاستعمار، وتوجه إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد أن أكمل خدمته العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي وعمره 23 عامًا. كانت الكونغو في ذلك الوقت تمر بحرب أهلية وتشهد حالة من الفوضى الأمنية الشديدة".
أما جد دان جيرتلر ويدعى موشي شنيتزر روماني، استوطن في فلسطين عام ١٩٣٤، وأسس منصة لتداول الألماس في دولة الاحتلال، التي أصبحت أكبر منصة لتداول الألماس في العالم، لينحدر دان من أسرة غنية لكن ثروته كونها في جمهورية الكونغو الديموقراطية.
دان يخترق الكونغو لصالح الاحتلال الإسرائيلي
عندما بدأ دان جيرتلر في اختراق الكونغو لصالح الاحتلال الإسرائيلي، كان لوران ديزيريه كابيلا، قائد المتمردين في الكونغو آنذاك، بحاجة إلى تمويل وأسلحة لتنفيذ هجومه على عاصمة الكونغو، وهنا التقط الشاب الصهيوني المتطرف دان الخيط، حيث يطمح في الاستفادة من رواسب الماس في شرق الكونغو، وتمكن دان من تجميع 20 مليون دولار لدعم التمرد.
وعند وصول لوران كابيلا إلى الحكم، تمكن جيرتلر من بناء علاقة قوية معه، وحصل على حقوق استخراج المعادن بأسعار تنافسية، وأقل بكثير من الأسعار في السوق، وتعهد دان جيرتلر بتأمين الدعم الدولي لنظام كابيلا من الدول الغربية، لتستمر فاتورة استنزاف الكونغو لصالح إسرائيل.
جيرتلر يساعد المتمردين في الكونغو للسيطرة على الألماس
في يناير عام 2001 بعد اغتيال لوران كابيلا على يد أحد حراسه الشخصيين، تسلم ابنه جوزيف كابيلا، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 30 عامًا، السلطة، واستغل دان جيرتلر عدم خبرة الرئيس الجديد للكونغو، وقام بالتقرب منه، وفي ظل الشكوك والجدل الذي أثير حول مقتل الرئيس السابق وكيفية تولي جوزيف السلطة، قام جوزيف بتكليف جيرتلر بمهمة التفاوض مع الولايات المتحدة من أجل كسب دعمها ودعم المجتمع الدولي.
كون دان جيرتلر علاقة قوية مع جوزيف، رئيس الكونغو، حيث كانا من نفس الجيل، فأصبح دان يسافر إلى الكونغو أسبوعيًا من إسرائيل، ولعب دور الوسيط بين جوزيف والحكومة الأمريكية لترتيب لقاء مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش في ٢٠٠٧.
جيرتلر يفوز بعقود غير قانونية لتصدير الألماس والذهب
وعلق إدريس آيات قائلًا: "خلال الفترة الطويلة التي حكم فيها جوزيف كابيلا، التي استمرت لأكثر من عشرين عامًا، تمكن دان جيرتلر من الفوز بعقود ضخمة وغير قانونية لتصدير الألماس والذهب والنفط، بالإضافة إلى الكوبالت، نتيجة لذلك، بنى جيرتلر ثروة ضخمة تقدرها مجلة "فوربس" بحوالي 2 مليار دولار، وذلك من خلال استثماراته في قطاعات مثل المعادن والزراعة والبنوك، واستفاد من علاقاته المريبة مع أفراد متورطين في جرائم حرب، سواء كانوا في الحكومة أو ضمن الميليشيات المتمردة."
توسعت أعمال دان لتشمل التعدين، مع زيادة الطلب على المعادن في الصين. وفي ٢٠١١ كان جوزيف في حملة انتخابية واحتاج المال، فقام دان بتمويل حملته الانتخابية. باع جوزيف الموارد الطبيعية للدولة لشركات تعود ملكيتها لدان. وحسب الأمم المتحدة تقل القيمة ١.٣٦ مليار دولار عن القيمة الحقيقية.
نمو ثروة رجل الموساد دان جيرتلر في الكونغو
بدأت ثروة دان الحقيقية تتكون بعد أن اشترت شركة تدعى "Glencore" أسهم في أحد المناجم التي يملك فيها دان حصة كبيرة. فتكونت شراكة بينهما يصعب كسرها لقوة الشركة في العالم ومتانة العلاقات السياسية لدان في الكونغو، فكان دان يحصل على أسعار زهيدة تصل إلى السدس من القيمة الحقيقية.
وقال آيات: " تمكنت شركة Glencore، بفضل أكثر من 12 صفقة تضمنت أصولًا في الكونغو، من الارتقاء لتصبح ثالث أكبر منتج للنحاس في العالم، حاليًا، تتلقى شركات تابعة لجيرتلر إتاوات من ثلاثة من أكبر مشاريع الكوبالت عالميًا، التي تديرها كل من Glencore Plc وEurasian Resources Group Sarl. هذه المشاريع لديها القدرة على إنتاج أكثر من 70 ألف طن من الكوبالت سنويًا، وهو ما يقارب نصف الإنتاج العالمي. هذه الصفقات ساهمت في تكوين ثروة جيرتلر التي تقدر بأكثر من 2 مليار دولار".
علاقة دان جيرتلر مع الموساد الإسرائيلي، قال عنها الباحث في الشأن الإفريقي إدريس آيات: "إن يوسي كوهين، الرئيس السابق للموساد، قام بثلاث زيارات إلى الكونغو مصاحبًا لدان جيرتلر، ليعمل كوسيط في الحصول على حقوق استخراج بعض الموارد هناك."
لكن منذ عام 2017، يواجه دان جيرتلر اتهامات بالفساد، التي تم توسيع نطاقها في عام 2018، بسبب الحصول على تراخيص التعدين والنفط بأسعار منخفضة جدًا من حكومة الكونغو وشركات تعدين مملوكة للدولة، ثم بيعها لشركاء دوليين، مما أدى إلى تحقيق أرباح ضخمة.
جيرتلر يستخدم الأموال في تمويل مليشيات متمردة
وأضاف آيات أن "دان جيرتلر استخدم الأموال في تمويل مليشيات متمردة، كما حصلت شركته على سلسلة من المدفوعات التي كان من المفترض أن تذهب للدولة وشركاتها، وذلك تحت ظروف مثيرة للشكوك".
عندما بدأت التحقيقات تأخذ منحى جدي، أحس دان بالخطر، فباع حصصه في المناجم بالكونغو لشركة Glencore بمبلغ ٩٦٠ مليون دولار، وعندما كان يتعرض للاتهامات بأنه غش حكومة الكونغو، كان يصر على أنه يجب أن يحصل على جائزة نوبل للسلام لمساهمته في تطوير الدولة، حسبما جاء في كتاب " The World for Sale".
جيرتلر شريك إيفانكا.. وترامب يرفع عنه العقوبات
في عام 2016، ظهر دان جيرتلر مع موشي لاكس في أحدى المناسبات، وموشي هو شريك إيفانكا ترامب في تجارة الألماس، كما أنه حكم عليه 2022 بالتهرب الضريبي في أمريكا.
وفي ٢٠١٧ أنزلت الحكومة الأمريكية عقوبات على دان. لكن ترمب ألغى العقوبات قبل مغادرته الرئاسة. وخلال فترة رئاسة ترامب، مارس اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ضغوطًا على الإدارة الأمريكية لمنح جيرتلر ترخيص عمل لمدة عام يعفيه من العقوبات إلى حد كبير.
وعندما تولى جو بايدن الرئاسة، تم تعليق العقوبات الاقتصادية ضد جيرتلر، وقرر إخضاعه لنظام صارم من العقوبات، فخضع دان جيرتلر لنظام من العقوبات بموجب قانون ماجنسكي، الذي يقضي بعزل الأشخاص المتهمين بارتكاب فساد خطير على الساحة المالية الدولية، ويتضمن ذلك منعه من إجراء أعمال تجارية بالدولار أو التعامل مع الكيانات الأمريكية.
وقال إدريس آيات أن "جيرتلر الآن يعتبر معضلة كبيرة لحكومة جمهورية الكونغو في الآونة الأخيرة، حيث يؤثر سلبًا على تجارة الماس التي تُستخدم في النزاعات المحلية. ومحاولات الحكومة الكونغولية لتحرير تجارة الماس من سيطرة جيرتلر واجهت تهديدات بالمقاضاة من شركته، التي تملك عقد استغلال حصري للماس. هذا الاحتكار عطل التنمية الاقتصادية للبلاد كليًا."
جيرتلر والحرب في غزة والسودان
يبرز أشخاص مثل جيرتلر كأحد الأمثلة على كيفية استخدام إسرائيل لرجال الأعمال لتعزيز نفوذها في أفريقيا والسيطرة على مواردها الطبيعية، تتشابك أعمال هؤلاء المليارديرات بين تجارة المعادن والأسلحة، مما يساهم في تأجيج النزاعات والحروب الأهلية.
وذكر تقرير لصحيفة "هآرتس العبرية أنه نقلًا عن صحيفة TheMarker عبر تسجيل حصلت عليه، أن دان جيرتلر، نجح في التحايل حتى على العقوبات الأمريكية الموقعة ضده التي كانت هي الأمل الأخير لحده عن نهب الكونغو.
وكانت العقوبات قد فرضت على جيرتلر بسبب تورطه في قضايا رشوة في الكونغو، والتسجيل يكشف كيفية إخفائه لمنجم نحاس وكوبالت، تُقدر قيمته بحوالي 1.5 مليار دولار، متجاوزًا بذلك القيود المفروضة عليه أثناء التحقيق.
أكد إدريس أن "هناك رابط بين الأحداث في غزة والصراع في الكونغو، حيث كُشف في 20 نوفمبر 2023 عن انسحاب إسرائيل سرًا لعسكريين كانوا يدربون فصائل متحاربة في الكونغو للمشاركة في العمليات بغزة. هذه الأعمال تشير إلى تورط إسرائيل في جرائم الإبادة الجماعية في الكونغو، الحروب في السودان، والأوضاع في غزة."
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.