بالأدلة من القرآن والسنة، كيف يكون العبد في معية الله بكل مكان؟
قال تعالى في كتابه الكريم “وهو معكم أين ما كنتم”، إن من تمام نعمة الله على عباده المؤمنين والموحدين، أنهم دائما في معيته وحفظه ورعايته فهو معهم في كل مكان.
معية الله عز وجل لعباده المؤمنين
ومعية الله تعني حفظه ورعايته لعباده المؤمنين ونجدتهم في أوقات الشدة وإغاثتهم من كل كرب، لذلك يحرص كل مسلم أن يكون في معية الله عز وجل.
ووصف المولى -عز وجل- هذه المعية التي خص بها عباده المؤمنين في آيات كثيرة في القرآن الكريم، وذلك مصداقا لقوله تعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ". سورة الحديد أية (4).
معية الله من القرآن الكريم
وقال الطبري في تفسير هذه الأية (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)، أن الله يخبر عباده أني معكم أينما كنتم ويعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سماواته السبع".
وقال السعدي: "{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} كقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} وهذه المعية، معية العلم والاطلاع".
وفي أية أخرى عن المعية قال الله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}(المجادلة:7).
وقال ابن كثير في تفسير هذه الأية: " أن قوله "هُوَ رَابِعُهُمْ" يعني أنه مُشاهدهم بعلمه، وهو على عرشه". وقال البغوي: "أي: ما مِنْ شيء يناجي به الرجل صاحبيه، إلا هو رابعهم بالعلم. وقيل: معناه ما يكون من متناجين ثلاثة يُسار بعضهم بعضا إلا هو رابعهم بالعلم، يعلم نجواهم".
وفي أية أخرى قال الله سبحانه: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}(التوبة:40)
وقال ابن عباس في تفسير هذه الأية: إِنَّ الله مَعَنَا "أي معيننا". وقال الماوردي: "لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا أي ناصرنا على أعدائنا". وقال السعدي: "لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا، أي معنا بعونه ونصره وتأييده".
وفي أية أخرى قال الله تعالى لموسى عليه السلام: {قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ}(الشعراء15).
وقال سبحانه في أية أخرى: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}(طه:46). قال ابن عباس في تفسير إِنَّنِي مَعَكُمَا، أي معينكما. وقال القرطبي في تفسيرها أيضا أنه يقصد بها النَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ وَالْقُدْرَة على فِرْعون".
الأدلة على معية الله من الأحاديث النبوية
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني) رواه البخاري.
قال البيضاوي في "تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة": "وقوله: (وأنا معه إذا ذكرني) أي: بالتوفيق والمعونة". وقال الطيبي في "الكاشف عن حقائق السنن": "قوله: (وأنا معه إذا ذكرني) أي: "بالتوفيق والمعونة".
وقال ابن حجر في "فتح الباري": "قوله: (وأنا معه إذا ذكرني) أي: بعلمي، وهو كقوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}(طه:46)".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.