رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى صدوره.. إنجازات دستور 1882.. أخضع الحكومة لرقابة البرلمان.. جعل السلطة تستمد من الشعب.. ألزم النواب بمراعاة مصالح الأمة كلها وليس الدائرة الانتخابية

البرلمان في شكله
البرلمان في شكله القديم، فيتو

تملك مصر تاريخا طويلا من التجارب الدستورية، التي تراكمت وزادت نضجا منذ قرنين، لكن يبقى دستور 1882 الصادر في عهد الخديوي توفيق، أحد أهم التجارب الدستورية المصرية التي وضعت مصر على طريق الأمم الحديثة وجعلتها تسبق كل بلدان الشرق الأوسط بسنوات في التقدم والرقي.  

 

ملامح دستور 1882   

وضع دستور 1882 مصر على أول طريق الديمقراطية، كما منح البلاد مزيدا من الاستقلال عن الدولة العثمانية وعدم التبعية لها في شئونها الداخلية، وجعل الحكم في مصر قائما على أسس مدنية، على رأسها رقابة مجلس النواب لعمل الحكومة الذي يمثله مجلس النظار، أو الوزراء. 

 

جعل دستور 1882 من مصر دولة قانونية نسبيا، بعد أن تبنى وظيفة الرقابة والتشريع وجعلها حصرا في يد البرلمان، كما جعل الحكومة متمثلة في مجلس النظّار مسئولة أمام مجلس النواب الذي هو ممثل للأمة المصرية. 

 

ولد هذا الدستور وسط تفاعلات سياسية واجتماعية قوية، أزمة التدخل الأجنبي، من ناحية واندلاع الثورة العرابية والخلافات مع الخديوي توفيق، والديون الصعبة التي ورثتها البلاد عن الخديوي إسماعيل، ومع ذلك خرج بشكل أفضل من سابقه الذي كان يكرس سلطة الخديوي. 

 

مجلس نيابي يمثل الأمة المصرية

أوجد الدستور مجلسا نيابيا أسماه مجلس النواب، مقره القاهرة يعتمد على انتخاب النواب، ويستمر عمل المجلس مده خمس سنوات، ولا يتم حل هذا المجلس إلا في حالة الخلاف المستحكم بينه وبين مجلس النظار ( الحكومة ).      

 

ونص الدستور على أنه إذا استمر الخلاف ولم تقم النظارة بالاستقالة، يقوم الخديوي بفض المجلس والدعوة لانتخاب مجلس نواب جديد يمثل سيادة الأمة المصرية، بحيث إذا جاء مجلس جديد وأقر رأي المجلس السابق الذي كان محل خلاف بينه وبين مجلس النظّار(الحكومة)أصبح رأي المجلس نهائيا ويتم العمل به..

 

وكان المجلس يقوم بدور تمثيلي للأمة المصرية ككل، وله مساءلة الحكومة وطلب إيضاحات وعلى النظّار ـ الوزراء ـ الاستجابة لدعوات مجلس النواب بالحضور، ليقوم مجلس النواب بعمله.

                                              

مباديء أساسية تبناها الدستور

بموجب هذا الدستور، فان السلطة تستمد من الأمة ويكون الحكم باسمها والأمر يصدر تعبيرا عنها كلها، ارتكازا على ان أمة قديمة مثل مصر لا تتكون فقط من شعب اليوم أو المواطنين الذين يعيشون الآن بل تشمل إلى جانب ذلك أجيال الأمس وأجيال الغد.

 

ولذلك فإن جيل اليوم الحاضر عندما يتخذ قرارات سياسية معينة فانه إنما يمثل في ذلك تقاليد وثقافة وقيم المجتمع في الماضي والحاضر والمستقبل. 

 

ويتوافق هذا الدستور في هذا المنحى نحو سيادة الأمة مع إعلان حقوق الإنسان والمواطن التي اعلنتها الثورة الفرنسية في سنة 1789 م، فقد نص هذا الإعلان في مادته الثالثة على أن: «مبدأ السيادة كلها يكمن أساسا في الأمة ولا تستطيع أي هيئة أو فرد أن يمارس سلطة لا تكون الأمة مصدرها الصريح».

 

مبدأ الانتخابات والتمثيل النيابي

ترتب على الارتكاز على نظرية سيادة الأمة في هذا الدستور أن الانتخاب يكون وظيفة وواجب، فالتصويت فيه إلزامي، وقد ترك الدستور تحديد شروط الانتخاب لقانون يصدر لاحقا على هدى من هذا الدستور. حيث يقع على عاتق الشخص هذا الواجب وهو كل من تتوافر فيه شروط الانتخاب، وعليه أن يقوم باختيار النواب الذين سيمثلون الأمة كلها ويعبرون عن آرائها ومصلحتها وهذا مرجعه نص المادة السادسة من هذا الدستور، بما مفاده أن تمثيل النائب ووكالته عن الأمة كلها:  «كل نائب يعتبر وكيلًا عن عموم الأمة المصرية وليس فقط عن الجهة التي انتخبته». وبهذا فان النائب يمثل الامة كلها كوحدة كاملة وليس دائرته الانتخابية فهو نائب عن الامة كلها وليس عن الدائرة التي رشح نفسه ونجح فيها.

 

حصانة النواب واستقلالهم

وحصن الدستور النواب ضد أية إجراءات تقوم بها الحكومة تتعلق بالمساس بحريتهم الشخصية من جراء اتهامهم بأي جريمة. وعلّق الدستور اتخاذ إجراءات تتعلق بوقوع جناية أو جنحة من النائب على إذن من المجلس، تأكيدا لمبدأ الحصانة، وبهذا تبنى الدستور أهم وسائل الحصانة البرلمانية وهو الإذن. وهو بحد ذاته قيد على الحكومة من النيل من النواب، وهو ضمانة لحسن سير عمل المجلس النيابي.

 

ونص الدستور على استقلال النائب، بمعنى عدم تبعيته لسلطان ناتج من أوامر أو تعليمات تصدر إليه بشأن ممارسة وظيفته كنائب في مجلس النواب، وله في مجال الاستقلال؛ مطلق الحرية في إبداء رأيه غير مرتبط بأي وعد أو تهديد (وعيد) ولا يجوز التعرض للنائب بأي شكل من الأشكال.

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية