التاريخ يعيد نفسه!
ستظل مصر هدفا لكثير من القوى والكيانات الدولية وسيظل عبد الفتاح السيسي هدفا لتلك الجهات هو الآخر، هذا الاستهداف لن تقل حدته ولن تخفت قوته مهما طال الزمن. مصر والسيسي ومن خلفهم جيش مصر، سيظلوا ـوفق تلك الجهات ـ مطالبين بسداد فاتورة إقصاء الإخوان المسلمين عن حكم مصر في ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013.
الحادث أن خروج المصريين في يوم الثلاثين من يونيو من العام 2013 لإزاحة حكم الإخوان لم يكن هزيمة وكسرا لجماعة الإخوان، بقدر ما كان ردا عنيفا وقويا من المصريين جيشا وشعبا على إعادة ترتيب أوضاع المنطقة وفق نظريات ومبررات، بصرف النظر عن اسمها وأسماء واضعيها، لم تكن تستهدف دور مصر الإقليمي فحسب، بل كانت تهدف الى اسقاط هذه الدولة واستبدالها بحكم جماعة الإخوان!
آنذاك وفى أعقاب احداث الخامس والعشرين من يناير 2011، وبعد اسقاط الشرطة ودفع نظام مبارك بالتنحي اتخذ القرار بتحويل سيناء الى ولاية إسلامية، واستكمالا لتهيئة الأجواء لتنفيذ القرار، تم تجميع كل المنتمين للتيارات الدينية المتسترة بالدين من مناطق النزاعات المختلفة وتوجيهيهم الى سيناء..
في الوقت ذاته اصدر محمد مرسي الرئيس الإخواني مئات القرارات بالعفو الرئاسي عن الكثير من المدانين في قضايا إرهابية ارتكبوها خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، وقتلوا المئات من المواطنين ورجال الشرطة وزوار مصر من السياح، وتم دفعهم الى سيناء، واضافة إلى ذلك ووفق المخطط تم تهريب أكثر من عشرين مليون قطعة سلاح من ليبيا إلى سيناء.
مخطط اسقاط مصر
التصور المخطط كان توسيع النطاق الجغرافي لسيناء ليضم قطاع غزة، الذي كانت تسيطر عليه حركة حماس الجناح العسكري للإخوان المسلمين الذي شارك في تنفيذ مخطط هز أركان الدولة المصرية، والحقائق المؤكدة لا تزال ماثلة في الأذهان عما ارتكبته حركة حماس من جرائم في حق مصر.
في تلك المرحلة كذلك، وفى إطار تثبيت مخطط تبديل موازين القوي في المنطقة، كان القرار قد اتخذ بإنشاء ما يعرف بجيش مصر الحر، لاستبداله بجيش مصر الحقيقي في إطار اسقاط الأجهزة التي تستند عليها الدولة المصرية، وسبق وأن أسقط الإخوان الشرطة المصرية..
تنظيم جيش مصر شارك بالتمويل والدعم لتكوينه قوي ودول معروفة بالاسم، وكانت جماعة الإخوان المسلمين فرع ليبيا الجهة التنفيذية لتجميع المرتزقة والإنفاق على تدريبهم وتم اختيار أماكن تجميع ما سمي بجيش مصر الحر في أقرب القري الليبية القريبة من الحدود المصرية.
وفى أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو، بات ما يعرف بجيش مصر الحر، تنظيم في طي النسيان وإلى الأبد بعدما استهدفته قوات الجيش المصري في عملية ناجحة، فقد كانت عملية تشكيله وتجميعه تحت بصر ونظر نسور المخابرات الحربية المصرية.
الجدير بالذكر أيضا أن مخطط اسقاط مصر كان متابع بالصوت والصورة من جانب أجهزة الأمن المصرية وخاصة جهاز مباحث أمن الدولة، وفى القلب منه المقدم محمد مبروك، الذى نجح في اختراق كافة الاجتماعات واللقاءات التي كانت تجري في تركيا وبيروت وبدعم امريكي وإحدي دول الخليج..
ولهذا كان المقدم محمد مبروك وبعد ثورة الثلاثين من يونيو أول من استهدفهم الإخوان المسلمين، قتلوه بدم بارد بعد أن اخترقوا خط سيره بواسطة ضابط شرطة مريض العقل والقلب نظير مليون جنيه نقدا!
المقصد من سرد ما سبق الإشارة اليه من حقائق، هي عينة من أمارات تؤكد مخطط اسقاط الدولة المصرية، والتنويه إلى أن ما يجري من حولنا وخاصة في غزة، ليس أمر ببعيد عن هذا المخطط، رغم تغليفه بشعارات التعاطف مع الشعب الفلسطيني في غزة، وهو حق يراد به باطل.
الأمر المهم كذلك.. هو تذكر سيناريو استهداف جمال عبد الناصر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، فيما تم الكشف عنه بعد سنين طويلة وعرف بخطة اصطياد الديك الرومي، التي أعدتها أجهزة مخابرات عديدة لإسقاط عبد الناصر ومصر، خلال حربي 56 و67.
الأمر المهم الإشارة إليه والتأكيد عليه.. هو أن عبد الفتاح السيسي ليس مستهدفا لشخصه، كما أن جمال عبد الناصر لم يكن مستهدفا لشخصه.. المستهدف دوما هو مصر.. وأعتقد جازما أن الأمر جد خطير ويجب الانتباه والحذر الشديد.