رئيس التحرير
عصام كامل

امتياز في الابتزاز.. !!


رغم علمي ويقيني بأن جماعة الإخوان في مصر تخوض معركة البقاء في الحياة السياسية داخل الغرف المغلقة مع كل الأطراف بعيدا عن شعارات عودة مرسي الوهمية إلا ان هذه الجماعة نجحت خلال الأيام القليلة الماضية في إظهار الدولة بالشكل الضعيف .. الشكل الذي سمح لأطراف خارجية التدخل في الأزمة وعقد لقاءات هنا وهناك بل والذهاب الى مرسي والشاطر في مكاني حبسهما .. قد يكون هناك من المبررات المنطقية لدي الدولة للسماح بهذه التحركات بل والوساطات الخارجية ..


ولكن أنا بصفتي مواطنا مصريا يراقب ويتابع بشغف كل ما يدور داخل بلده خلال هذه الفترة .. أرفض تماما كل ما يحدث... رفضا مطلقا وحاسما .. فكل ما يحدث هو في المقام الاول اعتبره تدخلا خارجيا وفي مصلحة جماعة الاخوان التي ثار عليها الشعب وعزل رئيسها ..

من مصلحتهم هذا اللغط السياسي واستمرار الأزمة لكي يكون التدخل والوساطة الخارجية اكثر وأكثر لأنهم يدركون تماما بأنهم على الأرض في الشارع لم يعد لهم أي وجود .. والغضب يزداد منهم يوما بعد يوم .. فمطالبهم المعلنة من على منصة رابعة مستحيل أن تتحقق.. ومطالبهم داخل الغرف المغلقة مستحيل أيضا أن تتحقق .. فعودة مرسي أصبحت الكذبة الكبرى والخروج الآمن للقيادات المطلوبة للعدالة لن يسمح بها الشعب ..

اذن فماذا تنتظر الدولة في التعامل مع هذه الجماعة ؟.. ماذا تنتظر وهم حصلوا على تفويض شعبي غير مسبوق للتعامل مع الارهاب وإعادة الأمن والأمان للمواطنين .. أي حسابات التي تجعل الدولة في موقف المرحب للأطراف الخارجية للمساعدة في إنهاء الأزمة رغم ان الأزمة مصرية خالصة .. أي حسابات التي تجعل الدولة تسمح لهذه المجموعات بقطع الطرق بشكل يومي..

ناهيك عما يحدث في اعتصامي رابعة والنهضة.. لست أدري ما اذا كانت القيادة التي تحكم البلد بعد ثورة 30 يونيو تتعرض لضغوط خارجية عنيفة - فهذه مصيبة - أم أنها لا تدرك حقيقة الموقف على أرض الواقع - فهذه مصيبة أيضا - أم انها ليست بالخبرات الكافية للتعامل مع هذه الأزمات – فهذه مصيبة أكبر - .. فمع كل يوم تتهاون فيه الدولة في أمن شعبها يكون الابتزاز أكثر من جماعة الإخوان .. هذه الجماعة تستحق درجة الامتياز في استخدام الابتزاز مع كل فرصة تتاح لها .. فمن يتاجر بالدين والدم والنساء والأطفال بإمكانه ان يفعل أي شيء في أي وقت.

الصبر على ما يحدث له مبرراته من وجهه نظر الدولة.. ولكن هذا الصبر يجعل الطرف الآخر يزداد فرحا بنفسه وقوته وهو ما يساعده على الابتزاز أكثر وأكثر .. قد يكون الصبر هدفه هو كشف حقيقة الجماعة أمام كل الأطراف الخارجية قبل اتخاذ قرارات حاسمة بالتفويض الشعبي.. ولكن هذا الكلام غير مقنع بالمرة على الأقل بالنسبة لي.. لأن الجميع يعرف حقيقتهم ولكن المصالح والصفقات هي التي تحدد المواقف .
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية