اغتيال غاندي، ثمن تسويق ثقافة السلام ورفض العنف والتطرف
في مثل هذا اليوم من عام 1948 اغتيل المهاتما غاندي على يد أحد الهندوس المتطرفين، بعد أن أدى غاندي دورا بارزا في تقليل حدة الصراع بين الهندوس والمسلمين في شبه القارة الهندية مع اقتراب الاستقلال عن الاحتلال البريطاني.
عن غاندي ومولده وحياته
ولد غاندي في 2 أكتوبر 1869 وهو سياسي بارز وزعيم روحي للهند خلال حركة استقلالها، إذ كان رائدًا للساتياغراها، وهي حركة مقاومة الاستبداد بالعصيان المدني الشامل التي أدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم.
وغاندي معروف في جميع أنحاء العالم باسم المهاتما غاندي أي "الروح العظيمة"، وعيد ميلاده 2 أكتوبر، يتم الاحتفال به كعطلة وطنية، وعالميًا هو اليوم الدولي للاعنف.
خلال الثورة الهندية، استعمل غاندي العصيان المدني اللاعنفي حينما كان محاميًا مغتربًا في جنوب أفريقيا في الفترة التي كان خلالها المجتمع الهندي يناضل من أجل الحقوق المدنية.
بعد عودته إلى الهند في عام 1915، قام بتنظيم احتجاجات من قبل الفلاحين والمزارعين والعمال في المناطق الحضرية ضد ضرائب الأراضي المفرطة والتمييز في المعاملة وبعد توليه قيادة المؤتمر الوطني الهندي في عام 1921، قاد غاندي حملات وطنية لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حد للنبذ، وزيادة الاعتماد على الذات اقتصاديًا.
عاش غاندي متواضعًا في مجتمع يعيش على الاكتفاء الذاتي، وارتدى الدوتي والشال الهنديين التقليديين، والذين نسجهما يدويًا بالغزل على الشاركا. وكان يأكل أكلًا نباتيًا بسيطًا، وقام بالصيام فترات طويلة كوسيلة لكل من التنقية الذاتية والاحتجاج الاجتماعي.
أزمة التقسيم التاريخية في الهند
تقسيم الهند هو مصطلح يعبر عن تقسيم الهند البريطانية إلى دولتين مستقلتين في عام 1947، هما الهند وباكستان، وظهرت الدولتان ذات الحكم الذاتي في الهند وباكستان للنور بشكل قانوني في منتصف شهر أغسطس عام 1947، وشمل تقسيم مقاطعتين، وهما البنغال والبنجاب، على أساس الأغلبيتين الحاكمتين المسلمة وغير المسلمة، الهند اليوم هي جمهورية الهند، بينما انقسم دومينيون باكستان لاحقًا إلى جمهورية باكستان الإسلامية وجمهورية بنغلاديش الشعبية.
أدى التقسيم إلى نزوح ما بين 10 إلى 12 مليون شخص على أسس دينية، ما خلق أزمات لاجئين هائلة في المناطق التي تشكلت حديثًا كما نتج عن ذلك عنف واسع النطاق، وخلقت الطبيعة العنيفة للتقسيم جوًا من العداء وعدم الثقة بين الهند وباكستان التي ابتليت بهما علاقتهما حتى الوقت الحاضر.
عارض غاندي مساعي البريطانييّن لتقسيم شبه القارة الهنديَّة على أَسّس دينية، ودعا غاندي والمُؤتَمَر الوطنيّ الهندي البريطانييّن للانسحاب من الهند، بينما طالبت الرابِطَة الإسلاميَّة بالتقسيم قَبل الانسحاب، واقترح غاندي عقد اتفاقية تعاون بَين المُؤتَمَر الوطنيّ الهندي وَالرّابِطَة الإسلاميَّة لِتَحقِيق الاستِقلال في ظَلّ حكومة مؤقتة، ومن ثم حَل مسألة التقسيم عَن طَرِيق استفتاء في المُقاطعات ذَات الأغلبيَّة المسلمة.
جناح يرفض اقتراح غاندي
رفضَ محمد جناح، مؤسس دولة باكستان والمعروف باسم أبو الأمة الباكستانية اقتراح غاندي، ودعا إلى إضراب عام عُرف بيوم الحراك المباشر في 16 أغسطس 1946 للضغط على المُسلمين لدعم اقتراحه بتقسيم شبه القارة الهنديَّة إلى دولتين مسلمة وَغير مسلمة.
وشهد يوم الحراك المُبَاشِر أَعمَال شغب طائفي واسعة النطاق بَين المُسلمين والهندوس في كلكتا، وقتل فِيه المئات من الهندوس وأُحرقت مُمتلكاتهم، أَثناء إجازة الشرطة، وَلَم يتحرك الجيش البريطانيّ لاحتواء العنف، وأدت أحداث هَذَا اليوم لأعمال عنف انتقامية ضدَّ المُسلمين في جَمِيع أنحاء الهند، قتل فِيهَا آلاف الهندوس والمُسلمين وأصيب عشرات الآلاف في دوامة عنف في الأيام التَالِيَة، وزار غاندي المناطق الأكثر شغبًا لِلمُطالبة بوقف المذابح.
وَافَق البريطانيُّون على مَنح شعب شبه القارة الهندية الاستِقلال، على اساس تقسيمها إلى باكستان والهند وفقًا لاقتراح جناح.
أثار التقسيم الجدل، وتسبب في نزاعات وأَعمَال شغب دينية عنيفه، قتل فيها أَكثَر من نصف مليُون شخص، وهاجر مَا بَين 10 إلى 12 مليُون شخص معظمهم من الهندوس والسيخ من باكستان إلى الهند، وَفِي المقابل هاجر المُسلمون من الهند إلى باكستان عبر الحدود الحديثة بين الهند وشرق وغرب باكستان.
لَم يحتفل غاندي بالاستِقلال ونهاية الحُكم البريطانيّ، وأمضى يدعو المُواطنين لِلسّلام والصوم في أغسطس 1947، بعد أن شهدت شبه القارة الهنديَّة أَعمَال عنف ديني، وامتلأت الشوارع بالجثث، ويُرى بَعض الكتاب أن مساعي وصيام غاندي واحتجاجاته ساهمت بشكل كَبِير في وقف أَعمَال الشغب والعنف الطائفي.
اغتيال غاندي، ثمن السلام والسكينة
لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبالفعل، في 30 يناير سنة 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ويدعى ناثورم جوتسى ثلاث رصاصات قاتلة سقط على إثرها المهاتما غاندي صريعًا عن عمر يناهز 78 عامًا.
كان غاندي تعرض في حياته إلى ستة محاولات اغتيال، وقد لقي مصرعه في المحاولة السادسة وقال غاندي قبل وفاته جملته الشهيرة: سيتجاهلونك ثم يحاربونك ثم يحاولون قتلك ثم يفاوضونك ثم يتراجعون، وفي النهاية ستنتصر.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.