أوجاع السكة الحديد .. 970 مليون جنيه خسائر .. الطحان: لابد من الرقابة.. "شمالة": مشكلات الهيئة حلها "سهل"
طالب عدد من خبراء النقل بالعمل على إعادة
تأهيل وتطوير السكك الحديد، موضحين أن خسائر السكك الحديد والمترو جميعها كانت بفعل
فاعل وخسائرها تحتاج إعادة دراسة؛ لأنها ناتجة عن سوء وتخسر السكك الحديد سنويا
970 مليون جنيه، الأمر الذى دفع خبراء النقل باقتراح تحويله إلى شركة قابضة تتبعها
شركات للصيانة والخطوط ونقل البضائع حتى يتم السيطرة على إهدار المال العام داخلهما،
وآخرون أكدوا أن تحويلها إلى شركة لن يقضى على إهدار المال العام.
من جانبه أكد حمدى الطحان، رئيس لجنة النقل
بمجلس الشعب سابقًا، أن ملف السكك الحديد من أهم الملفات التى تحتاج إلى حكومة جادة
فى الإصلاح.
وتساءل الطحان: لماذا تخسر السكك الحديد
بالرغم من أن إيراداتها بلغت خلال 9 أشهر الأولى من العام الجاري 758.4 مليون جنيه،
كما أن ميزانيتها التى تقرها الدولة نحو مليار و300 مليون جنيه.
وتساءل أيضًا: ما هو سبب هذه الخسائر وكيف
يتم مواجهتها، حيث إن سوء إدارة الهيئة والإهمال الذى تعانى منه كان السبب الرئيسى
فى هذه المشكلة، حيث تخسر الهيئة سنويًا أكثر من 900 مليون جنيه، نتيجة سرقة الفلنكات
وسرقة قضبان السكك الحديد، ثم تعاود الخسائر فتخسر أكثر من هذا المبلغ بكثير نتيجة
ضعف عمليات الصيانه للجرارات والعربات حيث تخسر أكثر من 200مليون جنيه بسبب تخارج وتلف
العديد من الجرارات لضعف عمليات الصيانة، إضافة إلى الخسائر التى تحدث نتيجة الإهمال
والحوادث المختلفة بخلاف التشغيل الخاطئ لبعض الخطوط الأقل كثافة على حساب خطوط ذات
كثافة مرتفعة، بالإضافة إلى المصاريف الإدارية ومرتبات العاملين بالهيئة.
وطالب الطحان بفتح تحقيق فى منحة قطر وليبيا
التى كانت أهدتها للسكك الحديد والتى تبلغ 120جرارًا بتكلفة تعدت 700مليون، ولم يحصل
منها سوى 20جرارًا.. فأين اختفى الباقى ومن استفاد من ذلك؟.
وحول جدوى فصل السكك الحديد عن وزارة النقل
أو تحويلها إلى شركة قابضة، أكد الطحان، أن المشكلة ليست فى الفصل، ولكنها فى الرقابة
على الهيئة، مطالبًا برقابة الإنفاق العام داخل الهيئة، وبحث أسباب تدهورها بهذا الشكل.
من جانبه أكد يحيى شمالة، رئيس الإدارة
المركزية بالهيئة القومية للسكك الحديد، أن مشكلات خسائر الهيئة يمكن أن تحل بسهوله
وهناك آليات لحل هذه المشكلة، منها الاهتمام بعمليات وقطاعات التسويق بالهيئة، خاصه
قطاع نقل البضائع حيث يمكن أن يوفر هذا القطاع للهيئة إيرادات سنوية تتخطى 400 مليون
جنيه دون المساس بحركة قطارات الركاب؛ لأن عمليات نقل البضائع وقطارات البضائع تعمل
ليلًا أى بعد انتهاء عمل قطارات الركاب.
من ناحيه أخرى، طالب محمود الصادق، نائب
رئيس هيئة السكك الحديد السابق بإعطاء القطاعات الاقتصادية مثل نقل البضائع اهتمامًا
خاصًا بالاستحواذ على10إلى 15% من عمليات نقل البضائع لصالح السكك الحديد، بما يحقق
أرباحًا هائلة للهيئة تعوض خسائرها.
كما طالب صادق بإحياء مشروع ميكنة التذاكر
للقضاء على عمليات التهرب من دفع التذاكر مع العمل على إعادة دراسة خطوط السكك الحديد
الأكثر كثافة، وتلك التى لا توجد عليها كثافة تشغيل أى خاسرة.
من ناحية أخرى، أكد حسنى الخطيب، مدير قطاع
التسويق فى الهيئة القومية للسكك الحديدية، أن ميزانية السكك الحديدية منفصلة عن المترو،
وإن سكك الحديد بالفعل تخسر، ولكنها وضعت خطة لمواجهة هذه الخسائر، حيث أدرجت إنشاء
3 موانئ جافة فى خطة العام المالى القادم 2012- 2013 فى مدينة برج العرب والعاشر من
رمضان و6 أكتوبر بتكلفة تصل لنحو 22 مليون جنيه مقتصرة على الإنشاءات الخاصة بالموانئ
البرية بخلاف تكلفة التجهيزات الخاصة بالموانئ، وشرح طبيعة عمل الموانئ الجافة التى
تعد بمثابة امتداد لعمل الموانئ البحرية، حيث تستهدف الهيئة من جراء المشروع سحب التكدس
التى يحدث فى الموانئ البحرية بسبب الإجرءات الجمركية، ما يساهم فى الحد من ذلك.
وأكد أن الهيئة تمتلك عددًا من المقومات
التى تتيح لها القدرة على إنشاء موانئ جافة فى حالة تعديل القوانين المنظمة لعملها،
وأبرزها امتلاك خطوط سكك حديدية متصلة بكافة الموانى البحرية، ما يساعدها فى نقل البضائع
من المناطق الصناعية إلى داخل الموانئ دون اللجوء إلى وسيلة نقل وسيطة علاوة على تخطيط
الهيئة لعمل خطوط لنقل البضائع منفصلة عن حركة نقل الركاب لسرعة نقل البضائع عبر خطوط
السكك الحديدية، بإلاضافة إلى امتلاك أسطول من العربات مجهزة لنقل كافة أنواع البضائع،
حيث تمتلك الهيئة نحو 12 ألف عربة، منها المسئولة عن نقل الحاويات المتداولة فى الميناء
ولفت إلى عمل 6 آلاف عربة فقط لعدم حاجة الهيئة لتشغيل كافة أسطولها لعدم وجود بضائع
قادرة على شغل هذا الأسطول.
ولفت إلى استحواذ الهيئة على 15% من الحاويات الترانزيت التى يتم تداولها عبر الموانئ نتيجة امتلاك أسطول قادر على نقلها علاوة على وصول الهيئة إلى داخل الموانئ من خلال خطوطها الممتدة.