مصر لازم تذاكر لغة عربية للحفاظ على الهوية
الحوار حول أهمية رفع الوعي في المجتمع، قضية في منهى الأهمية، اللغة العربية.. والإعلام.. والهوية الضائعة، حوار بين ثلاثة من كبار الإعلاميين في الإذاعة المصرية، الإعلامى الكبير حازم طه أشار إلى أن الإذاعة كانت أهم مصادر الثقافة، بل إن ثقافة جيل وربما أجيال استوحت من الإذاعة..
وإذا كنا نطالب بإعادة الرصانة للمتحدثين خلال وسائل الإعلام المختلفة، فإننا يجب أن نعلم أن أصول المهنة الإعلامية بدأت تتحطم! وأضاف الإعلامى الكبير حازم طه أنه عندما إلتحق بالاذاعة كنا نتعلم من الإساتذة صبرى سلامة، فاروق شوشة، تعلمنا أنه لا يجوز الخطأ في نشرة الأخبار، لإننا كنا ندرك أن أحد سمات الإذاعة المحافظة على اللغة..
المحافظة على اللغة العربية
كان الشعب يسمع قصائد الشعر من أم كلثوم وعبد الوهاب، وكان المواطن البسيط لا يعرف القراءة والكتابة ولكنه يحفظ ويغنى القصائد! وأشار الإستاذ حازم طه إلى اللغة هوية، وهذا أمر ليس جديدا أن نذكره، وعلى سبيل المثال الألمان لا يتحدثون مع أحد إلا بالألمانية، وغيرهم يعتدون بلغاتهم التى تعبر عن هويتهم..
وربما لا يعرف البعض أن اللغة العربية لها موسيقى مدهشة جميلة، وإذا كنا نطالب بعودة اللغة العربية إلى سابق زمانها، فلابد أن نبدأ من المدرسة التى أصبح مستوى اللغة العربية فيها سيىء، وطالما القاعدة مستواها سيىء، فان الخريج الجامعى الذى لا يدرس اللغة العربية مستواه سيىء..
ومن يتقدم للإعلام ليس أفضل حالا، في زمن كل من يريد أن يكون إعلاميا يصبح بلا أى مؤهلات أو إعداد، على الجميع أن يعى حجم المشكلة التى تتسرب في المجتمع، جميع الوزرات مسئولة، التربية والتعليم والثقافة والشباب.. الخ.
وتحدثت الدكتورة لمياء محمود رئيسة شبكة صوت العرب السابقة وأكدت أن الإذاعة سببا مهما في المحافظة على اللغة العربية، وإن كان القرأن الكريم قد حفظ اللغة العربية، إلا أن الإذاعة لها دور كبير ومؤثر، وهى أحد الادوات التى يمكن من خلالها مواجهة محاولات تدمير اللغة العربية وتدمير هويتنا!
وأضافت الدكتورة لمياء محمود: الجميع يعلم أن شبكة صوت العرب كانت ذراع مصر الممتد إلى الأمة العربية، ومن تجربتنا، أدركنا أن التعامل باللهجات المختلفة لن نفهم بعض كعرب، الشمال الافريقى يتحدث الفرنسية أو الامازيغ.. الخ، ولكن باللغة العربية نفهم بعض في أى مكان في الوطن العربى، اللغة العربية تقربنا بعضنا البعض كعرب!
وأضافت الدكتورة لمياء محمود: مستوى اللغة العربية في صوت العرب والإذاعة بشكل عام كسبنا ملايين من المستمعين، ولابد علينا الحديث باللغة العربية المبسطة في الحوار الإعلامى بدلا مما يحدث الآن من تدنى في الحوارات، المدارس الحكومية مستوى اللغة العربية متدهور فما بالنا في مدارس اللغات..
الحفاظ على الهوية
البعض يتهمنا بالرجعية من بعض الجهات لتمسكنا باللغة العربية، ولهذا علينا ان نستفيق مسئولين في الإعلام وكافة الجهات المنوط لها بانقاذ اللغة العربية، وعلى التربية والتعليم إعادة النظر فيما يقدم للتلاميذ، لقد كنا ندرس الشعر الجاهلى في المرحلة السنوية، الجميع مطالب بالعمل من أجل المحافظة على هويتنا، باختصار مصر لازم تذاكر لغة عربية من أجل المحافظة على الهوية!
أما الدكتور عبدالله حامد رئيس شبكة البرنامج العام السابق فقال: لابد من الوعى بالمفاهيم الخاصة باللغة والإعلام والهوية لآن اللغة هى مجموعة من الاشارات تكون الحروف والكلمات وتستخدم للتواصل بين الناس، أما الإعلام فهو نقل الخبر،ووسيلة رجع الصدى للحدث، والهوية هى التمسك بالثوابت بشر وأرض وكل ثوابت الوطن..
فى هذا الزمن السوشيال ميديا يعتبرونها إعلام، وأنا لا اعتبرها إعلام لأسباب علمية، على سبيل المثال الدراما الانجليزية تدرس بالعامية الانجليزية، أما شيكسبير فيدرس بلغة أصيلة، نحن ندرس الأدب الانجليزى باللغة العادية المبسطة، وكلنا نعرف بان اللغة تكتب كما تنطق..
ومن المفارقات أن هناك لغة موازية للغة الحقيقية، كما اللغة العربية تعد من أهم ستة لغات في العالم، وترتيبها الرابع من حيث عدد من يتحدثون بها، الجميع يدرك أن هناك من يريد القضاء على هويتنا وذلك عن طريق ضرب رموز الوطن في تاريخه وفي لغته.
وكان السفير سامى الزقم قد أشار في هذا إلى جذور الهوية المصرية منذ مصر القديمة مرورا بكل مراحلها وصولا إلى الهوية التى نتمتع بها الان، وطالب بدراسة اللغة المصرية القديمة في المدارس لإعادة الإعتبار لها.. ملمحا إلى أن مصر في حالة حرب حقيقية بسبب ما يحدث حولنا في ليبيا والسودان وسوريا وغزة واليمن، في ظل هذا فإن هويتنا معرضة للاختراق..