مصر في قلب وعقل طوني خليفة
سافرت كثيرا وتنقلت بين العديد من دول العالم، وعملت مع الكثير من المؤسسات الإعلامية الدولية وتقابلت مع جنسيات مختلفة، وكان دائما مصدر سعادتي ما أسمعه منهم عن عشقهم وحبهم لمصر، فاذكر مثلا أثناء زيارتي لمتحف اللوفر في باريس، ووقوفي في الجناح المصري الذي يحتوي علي العديد من الآثار المصرية العظيمة، بترحيب غير عادي بي من أحد مسئولي المتحف وكان هذا في وجود صديق لي يعمل بالسفارة المصرية بباريس..
حيث تحدث عن حبه لمصر وحضارتها وأن الجناح الفرعوني المصري يحقق إقبالا كبيرا، وتحدث معي عن الكثير من الأسباب التي جعلته يحب مصر، وهذا حدث معي في الصين وداخل أروقة جريدة الشعب الصينية التي يحتوي أرشيفها علي العديد من الصفحات التي تتحدث عن مصر، ورأيت هذا وأنا أراجع هذا الأرشيف ومعي رئيس تحرير الجريدة الذي كان مبهورا بمصر وحضارتها وتاريخها..
وداخل الحزب الشيوعي الصيني ووكالة شينخوا التي تزين مدخلها بصورة للرئيس السيسي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ دون غيره من رؤساء العالم، وحدث هذا أيضا في كل الدول العربية وكان لي شرف زيارتها، الشعوب تتحدث عن حب مصر..
كم أنا فخور بكى أيتها الكنانة، أنا فخور لأني ابن هذه الأرض الطيبة التي كرمها الله، وعبر عن هذا التكريم الصديق العزيز الفنان القدير طارق الدسوقي عندما قال ليس صدفة هذا المقطع الذي يبهرني ويبهر كل من يستمع إليه.
مصري الهوى
كل من تقابلت معهم من شعوب العالم كان لهم أسبابهم التي سمعتها منهم، وكنت سعيدا أن لدينا من الأسباب التي تجعل مصر محط أنظار هؤلاء وحبهم لها، ولكن هناك صديقا عزيزا جعلني أقف أمام كلماته عاجزا مبهورا بهذا الحب العذري الجميل، أنه الإعلامي اللبناني الكبير طوني خليفة، فطوني لبناني الجنسية مصري الهوى.
في آخر لقاء بيننا علي هامش فعاليات المنتدى المصري للإعلام 2023 الذي أقيم في القاهرة في نوفمبر الماضي تحدثنا كثيرا أنا وطوني عن الكثير من الأحداث المختلفة التي تحدث علي الساحة وعن الكثير من القضايا العربية والإعلامية المختلفة..
وأنا أسعد بالحديث معه فهو إعلامي كبير ومتميز وله رؤية احترمها جدا وأسعد بالحوار معه، خاصة عندما يتحدث عن مصر وعشقه لها، وطوني خليفة عبر عن هذا كثيرا وأعلنه بل طلبه بشكل مباشر أكثر من مرة علي الهواء في أكثر من لقاء تليفزيوني معه، بل تعدي الأمر التعبير عن حبه لمصر بطلب الجنسية المصرية..
كل من تقابلت معهم أحبوا مصر وعبروا عن هذا الحب ولكن طوني خليفة طلب الجنسية المصرية، وكان لازما على أن أساله عن أسبابه، الجميع لديهم أسبابا لحبهم لمهد الحضارات وأرض الأديان صاحبة التاريخ والحضارة.
فقلت له لماذا تحب مصر يا صديقي العزيز؟ وكنت متوقع الإجابة بذكره الأسباب التي تعودت أن أسمعها ممن عبروا أمامي عن حبهم لمصر، ولكنه قال لي هل هناك أسباب للحب؟ فقلت له هناك حب له أسبابه، وهناك حبا آخر لم أجد له أسبابا وهذا النوع أنا أعرفه كثيرا..
فقال لي أنا أحب مصر دون أسباب، فقلت له هذه أعظم إجابة علي سؤالي، وأضاف أنها تسري مسرى الدم في عروقي وحبها يستقر في قلبي وعقلي، أعشق كل شيء فيها دون أي أسباب، لها في قلبي مكانا خاصا عن كل دول العالم التي زرتها وعشت فيها، وأعشق غيرة وحب المصري علي بلده، فالمصري ولائه لمصر وليس ولائه لطائفة او حزب او دين ويتساوى في ذلك المسلم والمسيحي..
هذا الحب لهذا البلد العظيم جعلني أعلن عنه بشكل رسمي ومباشر أكثر من مرة عبر وسائل الإعلام وفي اللقاءات التليفزيونية التي تتم معي وللأسف لم أتلق ردا، أنا متعلق جدا بهذا البلد العظيم ولدي الرغبة لأكون جزءا منه أحمل جنسيته وختم كلامه عن حبه لمصر بقوله "إنها مصر".
بالفعل هذا الحب الذي رأيته وأراه في قلب صديقي الإعلامي الكبير طوني خليفة ليس مجرد ورقة هوية بل انتماء وارتباط عميق رأيته عبر كلماته.. فهو الإعلامي الكبير الذي حقق شهرة كبيرة ويتنقل بين العديد من دول العالم.. ومتاح له أن يعيش في إي دولة من الدول، ولكنه أحب مصر بلا أسباب، وأثق أن مصر وشعبها يبادلونه نفس الحب، وما هي إلا مجموعة إجراءات ليكون طوني خليفة مصري الهوى والجنسية.
MOustafaelbolok@yahoo.com