مصر في الصومال!
الرئيس السيسي يبحث عن المبرر الشرعي والقانوني والقومي والسياسي لدعم الصومال! المبررات والحيثيات كلها موجودة بالفعل، لكن هذه الإشارات أمس في المؤتمر الصحفي مع الرئيس الصومالي والإعلان عن استعداد مصر لحماية الصومال، أحد أهم تصريحات الرئيس الفترة الأخيرة على الإطلاق وينبغي التوقف عندها..
إذ يعكس رغبة مصرية مؤكدة في حماية أمنها القومي بكافة الوسائل والإجراءات.. والقصة عن ذلك معقدة لكن يمكن شرحها للقارئ بسهولة ولكن بتبسيط شديد.. فالصومال الشقيق يعاني من تفتت الدولة منذ أواخر عهد الرئيس الصومالي الأسبق محمد سياد بري..
وسيطرت ميليشيا مسلحة على مناطق نفوذ لها، وفي إحدى الفترات أعلنت كل مجموعة منها أنها هي دولة الصومال وباقي المجموعات هي التي تمردت على الدولة! وبعد سنوات من هذا الانهيار تمكنت الحكومة الحالية من استعادة السيطرة على أغلب مساحة البلد الشقيق، لكن أعلنت أثيوبيا الاتفاق مع إحدى هذه الجماعات المتمردة التي تسيطر على شريط ساحلي على منحها ميناء بحريا..
حيث أثيوبيا دولة مغلقة لا موانئ لها.. لكن أثيوبيا بذلك تعاملت مع جماعة مصنفة إرهابية وخارجة عن القانون ضد الحكومة الصومالية المعترف بها دوليًّا!
الموقف المصري "فيتو" ضد الاتفاق الأثيوبي.. وهو أول موقف مصري منذ الخط الأحمر في ليبيا يلوح بالخروج بعيدا عن الحدود المصرية.. لكن يعكس غضبًا مصريًّا عارمًا من التحرك الأثيوبي واعتقادنا أن الموقف المصري سيتطور تجاه التعاون مع الصومال.. وحتى إفشال المسعى الأثيوبي.. وسنفشله!