اليوم التالي للحرب يفجر أزمة بين واشنطن وتل أبيب، إحباط أمريكي من موقف نتنياهو باستمرار العدوان، وانقسام داخلي يضرب حكومة الاحتلال
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة الذي دخل شهره الرابع ومع سقوط مئات الضحايا الفلسطينيين يوميا جراء القصف العنيف لقوات الاحتلال على مناطق مكتظة بالسكان في غزة، يثير أزمة كبيرة بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحكومة نتنياهو بسبب عدم الإفصاح عن خطة الاحتلال لليوم التالي للحرب خاصة مع المعارضة الإسرائيلية لوجهة النظر الأمريكية بعودة السلطة الفلسطينية لحكم القطاع من جديد.
تعمد نتنياهو إطالة الحرب في غزة تثير غضب بايدن
وباتت التوترات بين بايدن ونتنياهو حديث الصحف العالمية خلال الآونة الأخيرة حيث كشف تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن مقربين من الرئيس الأمريكي جو بايدن نصحوه بالإعلان عن عدم ثقته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب تعمده إطالة الحرب في غزة لأسباب شخصية، لكن الرئيس بايدن ما زال مترددا إزاء مثل هذه الخطوة.
وبحسب الصحيفة فإدارة بايدن تشعر بالإحباط من إطالة أمد الحرب، ومن حقيقة أن نتنياهو يرفض مناقشة الواقع في غزة في اليوم التالي.
ويحتاج بايدن، في مرحلة حساسة قبيل بدء السباق الانتخابي إلى البيت الأبيض، إلى إنجاز دبلوماسي لإنهاء الحرب.
معارضة نتنياهو لقيام دولة فلسطينية
أفادت تقارير صحفية بأن نتنياهو أبلغ البيت الأبيض أنه يعارض قيام دولة فلسطينية في إطار أي سيناريو لما بعد الحرب، بخلاف الرغبة الأمريكية.
وكشف الإعلان عن اعتراف نتنياهو بالانقسامات العميقة بين الحليفين المقربين، بعد أكثر من 3 أشهر من حرب إسرائيل في قطاع غزة، سعيا للقضاء على حركة حماس.
وفي مؤتمر صحفي، تعهد نتنياهو بإستمرار العدوان على غزة حتى تحقق إسرائيل "انتصارا حاسما على حماس"، كما رفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، وقال إنه أبلغ واشنطن بموقفه.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "في أي ترتيب مستقبلي تحتاج إسرائيل إلى السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن. يجب أن يكون رئيس الوزراء قادرا على قول (لا) لأصدقائنا"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
ودعت واشنطن إسرائيل إلى خفض الضربات على قطاع غزة، وقالت إن إقامة دولة فلسطينية يجب أن يكون جزءا من أي سيناريو لما بعد الحرب.
خلافات بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو
والخلافات قائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في عدد من النقاط حول غزة، منها مستقبل القطاع وحماية المدنيين، وأموال الضرائب الخاصة بالسلطة الفلسطينية التي ضمنتها اتفاقية أوسلو، ومرحلة ما بعد انتهاء الحرب في غزة.
ونقل الموقع الإلكتروني واللا، الأسبوع الماضي، عن مسئولين أمريكيين كبار أن بايدن محبط من تصرفات نتنياهو تجاه الحرب الإسرائيلية الدائرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
إحباط إدارة بايدن من حكومة نتنياهو
وأوضح المسؤولون أن بايدن محبط وصبره بدأ ينفد، حيث نقل الموقع عن سيناتور ديمقراطي أن "الوضع فظيع ونحن عالقون. صبر الرئيس بدأ ينفد"، موضحا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يرفض جميع الطلبات الأمريكية الخاصة بالحرب على غزة أو الوضع في الضفة الغربية.
ومن بين المطالب الأمريكية التي رفضها نتنياهو، الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية التي تجمدها إسرائيل، وأن الرئيس الأمريكي بايدن لم يجر اتصالا برئيس الوزراء الإسرائيلي منذ حوالي عشرين يوما كاملة.
وأفادت تقارير نقلا عن مسؤولين أمريكيين، بأن بايدن يشعر بإحباط متزايد من قرار إسرائيل حجب أموال الضرائب في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، ودفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى حل المشكلة.
كما كشف مسؤول أمريكي لموقع "أكسيوس" إن بايدن لم يتحدث مع نتنياهو منذ أكثر من 20 يومًا، مؤكدا ان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أبلغ نتنياهو أنه يستحيل تنفيذ خطة إسرائيل لغزة بعد الحرب.
شرط أمريكي لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة
وسبق أن تحدثت تقاريرا أمريكية أن واشنطن تصر على وجوب أن يولي الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية في قطاع غزة الأولوية للضربات –الجراحية- التي توقع أقل عدد ممكن من الضحايا المدنيين.
وعلى الرغم من الإصرار الأمريكي بتخفيف حدة العدوان الإسرائيلي على غزة خرج كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقادة الجيش للحديث عن استمرار الحرب لعدة أشهر من أجل تفكيك حركة حماس، فضلا عن الرفض الإسرائيلي لرغبة واشنطن في عودة السلطة الفلسطينية إلي حكم غزة وهو الأمر الذي رفضته حكومة نتنياهو.
البيض الأبيض يطالب حكومة نتنياهو بتخفيف حدة العدوان على غزة.
إقرأ ايضا.. 100 يوم حرب إبادة على الفلسطينيين، موقف إدارة بايدن من استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.. ونتنياهو يصر على استمرار الحرب والبيت الأبيض يحذر
انقسام داخل حكومة الحرب الإسرائيلية
ولم يقف حد الخلاف على اليوم التالي للحرب فقط بين بايدن ونتنياهو، بل تسبب هذا الملف الشائك في انقسام داخلي لكابينت الحرب حيث كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن ملامح الانقسام في حكومة الاحتلال بشأن مستقبل غزة، ومدى تأثيره على الحرب التي تشنها على القطاع منذ أكثر من 3 أشهر.
وبدأت الخلافات بين أعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية تتسرب إلى العلن، مما يهدد تنفيذ الاستراتيجية العسكرية التي تنتهجها دولة الاحتلال في غزة.
وتختلف مجموعة كابينت الحرب، التي تتألف من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت، والقائد السابق للجيش الإسرائيلي بيني جانتس، علنا حول أكبر معضلتين، الأولى ما إذا كان على إسرائيل التفاوض لإنهاء العدوان وتحرير الرهائن، والثانية من يجب أن يحكم القطاع المنكوب بمجرد انتهاء الحرب.
وتعكس الانقسامات في الحكومة الإسرائيلية خلافات شخصية ومهنية طويلة، بين المشرعين الذين اجتمعوا بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي لتشكيل "حكومة وحدة".
ومع تصاعد الضغوط من واشنطن لتقليل الحصيلة المفجعة من الشهداء المدنيين في غزة، وفشل الحكومة في مهمتها المعلنة لتدمير حماس وإعادة جميع الرهائن، عادت الانقسامات بين القادة إلى الظهور.
من سيتولى مسؤولية غزة بعد الحرب؟
وقال وزير دفاع الاحتلال يوآف جالانت إن "التردد السياسي" بشأن من سيتولى مسؤولية غزة بعد الحرب سيضر العدوان على غزة، مشيرا إلى أن إنهاء الحرب "يجب أن يستند إلى عمل سياسي"، وفق تعبيره.
وفي خطته التي أوضحها في وقت سابق من يناير، دعا جالانت إلى "الحكم الذاتي الفلسطيني وتشكيل قوة عمل متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، مع شركاء أوروبيين وشرق أوسطيين، للإشراف على إعادة تأهيل القطاع".
ويريد وزير الدفاع الإسرائيلي أن تتولى السلطة الفلسطينية بعد تنشيطها إدارة القطاع، بمساعدة دول عربية.
أما بالنسبة لنتنياهو، فلم يطرح، تحت ضغط من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف لمنع السلطة الفلسطينية من حكم غزة، رؤية واضحة لإدارة القطاع بعد الحرب حتى الآن.
وتحت ضغط عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس وفصائل أخرى في غزة، يسعى جانتس، رئيس حزب الوحدة الوطنية، ونائبه جادي آيزنكوت، للدخول في محادثات مع حماس من أجل إعادة أكثر من 100 رهينة ما زالوا في غزة، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية.
لكن في المقابل، يرى نتنياهو وجالانت، وكلاهما في حزب الليكود الحاكم، أن مواصلة الضغط العسكري على حماس هو ما سيجبر الحركة على تقديم تنازلات.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.