أحمد فؤاد الثاني، كواليس ميلاد آخر أمراء الأسرة العلوية في مصر.. كيف احتفلت المساجد والصحف به.. وحكاية زواجه وطلاقه من الملكة فضيلة
أحمد فؤاد الثانى، آخر ملوك وأمراء الأسرة العلوية التي حكمت مصر قرابة مائتى عام، وحكم مصر رسميا من 26 يوليو 1952 حتى إعلان الجمهورية باعتباره ملك مصر والسودان، وشقيق مع ثلاث بنات غير شقيقات فريال، فوزية، فادية هن بنات فاروق من زوجته السابقة فريدة، وتزوج ناريمان من أجل إنجاب ولى العهد وتحقق له ذلك.
وفى مثل هذا اليوم 16 يناير 1952 ولد الأمير أحمد فؤاد الثانى آخر ملوك الأسرة العلوية ليتحقق به أمنية الملك فاروق فى أن يكون له ولى للعهد، وحضر الملك بنفسه عملية الولادة التي أجراها فريق من الأطباء برئاسة الدكتور مجدي إبراهيم وحضور الدكتور أحمد النقيب مدير مستشفى المواساة بالإسكندرية، وذلك داخل غرفة العمليات بقصر عابدين، وأطلق 101 طلقة في الهواء إيذانا بقدوم المولود الجديد، وخصصت الإذاعة يوما كاملا في انتظار ولادة الأمير بتكليف للمسئولين فيها حتى أعلنت البشرى وكان المولود ولدا.
مصر تسدد ملابس الأمير
وأحضرت ملابس ولى العهد أحمد فؤاد الثانى قبل ولادته من باريس بقيمة 10 آلاف جنيه سدد منها فاروق 6 فقط وطالب محل الملابس مجلس قيادة الثورة بباقى المبلغ بعد خلع الملك فاروق ومغادرته مصر.
يوم مشهود فى التاريخ
وكان يوم ميلاد الأمير أحمد فؤاد يوما مشهودا في مصر حيث أصدر الملك السابق فاروق أمرا ملكيا أبلغه إلى رئيس الحكومة ونشرت نصه جريدة الأهرام يقول فيه: حضرة صاحب المعالى رئيس مجلس الوزراء.. أحمد الله تعالى حمدا معتزا بنعمائه والشكر كل الشكر له سبحانه وتعالى من أنه منحنا إلى فضله فأجزل إلينا إطلاقا فى كرمه فمنحنا بسخاء ووهب إلينا، وهو الفضل العظيم مولودا ذكرا أسميناه أحمد فؤاد تيمنا باسم المغفور له والدنا العظيم وكان ذلك بقصر عابدين العالى.
واحتفالا بهذا اليوم أصدر الملك أمرا آخر ابتهاجا بميلاد ولى العهد الأمير أحمد فؤاد الثانى بمنح الموظفين فى الدولة إجازة اليوم وتعطيل الدراسة والأمر بصرف 30 ألف جنيه لأسر الشهداء والمصابين بالإضافة إلى إطعام 100 ألف فقير، و10 جنيهات لكل مولود من مواليد يوم 16 يناير وخاصة الذين أطلقوا اسم أحمد نسبة إلى أحمد فؤاد ـ على مواليدهم تيمنا وطمعا فى المكرمة الملكية، كما أطلق على المولود اسم أمير الصعيد.
وتولت منابر المساجد الدعاء بحياة الأمير وسادت الفرحة بين العامة والبسطاء وأحسن الملك معاملة زوجته ناريمان وأغدق عليها الهدايا والمجوهرات فقد كان قد تزوجها خصيصا من أجل إنجاب الذكور بعد أن طلق الملكة السابقة فريدة بسبب إنجابها للبنات الثلاث.
مجلس وصاية للحكم
وما هى إلا أيام بعد ولادة ولى العهد حتى اندلعت أحداث القناة بين قوات الاحتلال والشرطة المصرية فى الإسماعيلية التى تبعها حوادث حريق القاهرة فى 26 يناير 1952، وما هي إلا شهورا حتى قامت ثورة 23 يوليو 52 وعين مجلس وصاية يحكم البلاد بعد خلع الملك فاروق وتنازله عن العرش مع وجود النظام الملكى.
وقال الملك فاروق في وثيقة التنازل عن العرش: نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان.. لما كنا نتطلب الخير لأمتنا دائما ونبتغى سعادتها، ولما كنا نرغب رغبة أكيدة في تجنب البلاد المصاعب التي تواجهها في تلك الفترة الدقيقة ونزولا على إرادة الشعب قررنا النزول عن العرش لولى عهدنا الأمير أحمد فؤاد وأصدرنا أمرنا بهذا إلى حضرة صاحب المقام على ماهر باشا رئيس الوزراء للعمل بمقتضاه.
ملكا لمدة 11 شهرا
واستمر ولى العهد الأمير أحمد فؤاد ملكا على مصر مدة 11 شهرا فقط تحت مجلس الوصاية المكون من الأمير محمد عبد المنعم، وبهى الدين بركات والقائمقام رشاد مهنا، حيث أعلنت بعدها الجمهورية في يونيو 1953 لينتهى العهد الملكى الى الأبد.
وبعد طلاق الملك لناريمان مقابل تنازلها عن الأمير أحمد فؤاد له، ثم وفاة الملك السابق فاروق انتقل الأمير إلى العيش في سويسرا حيث تخصص في دراسة العلوم السياسية والاقتصاد، تزوج من الفرنسية دومينيك فرانس بيكار، وهي يهودية اعتنقت الإسلام ولقبت بالملكة فضيلة، وأنجبت ثلاثة أبناء هم محمد علي، فوزية، فخر الدين، حتى دبت الخلافات بينهما ووصل إلى المحاكم التي قضت بطلاق أحمد فؤاد لزوجته فضيلة عام 2008.
وفى عام 1979 حضر الأمير وأسرته إلى القاهرة بعدما وافق الرئيس السادات على ذلك، كما رد الرئيس أنور السادات الاعتبار للأمير أحمد فؤاد، وقدم له جوازات السفر المصرية له ولعائلته، بعد أن نزعت عنهم الجنسية المصرية لفترة طويلة، وسمح له ولأبنائه بدخول مصر كثيرا، فحضر لزيارة والدته الملكة السابقة ناريمان قبل رحيلها عدة مرات، كما منحه الرئيس السيسى وثيقة رسمية تحمل وظيفة ملك سابق وتكررت بعدها زيارته إلى مصر.
وفي حوار أجرته جريدة الشرق الأوسط مع آخر ملوك مصر أحمد فؤاد عام 1998 قال: إن والدي كان يحب مصر حبا كبيرا وأن مأساة الملك فاروق أنه أصبح ملكا في السادسة عشرة من عمره، وعندما بلغ الثامنة عشرة كانت الحرب العالمية الثانية قد نشبت وانتصر القائد الألماني روميل على حدود مصر الغربية فحدث التخبط واصطدم الإنجليز بالسيادة الوطنية المصرية، ووالدي هو الذي أدرك توحيد البلدان العربية فدعا ملوك ورؤساء العرب في أول قمة عربية في أنشاص لإقامة جامعة الدول العربية، والرحلة الرسمية الوحيدة التي قام بها والدى كانت إلى السعودية.
وأضاف أحمد فؤاد الثانى: كما أن والدي الملك فاروق هو الذي أمر الجيش المصري بالزحف إلى فلسطين عام 1948 للحيلولة دون قيام إسرائيل على أنقاض الوطن العربى، وأعلن الحرب بالرغم من أن رئيس الوزراء في ذلك الوقت محمود فهمي النقراشي عارض ذلك بشدة وطلب تأجيل القرار، ويا ليته سمع حتى يستعد أفضل فكانت مصيبة الأسلحة الفاسدة، مؤكدا أن فاروق أحب مصر بقوة وكان ملكا وطنيا ضد الاحتلال البريطانى فقد كشر أنيابه واحتقر عملاءه وكاد بسبب ذلك يفقد عرشه عندما حاصرت دبابات الاحتلال قصر عابدين في حادثة 4 فبراير 1942
وأضاف:هناك حقيقة تاريخية وهي أن والدي رفض بشكل قاطع أن يكون سببا في إراقة دماء مصرية فمنع وحدات الجيش التي كانت تدين له بالولاء من الاشتباك مع من قاموا بالحركة وآثر الخروج من البلاد والتنازل عن العرش لكي يحقن دماء المصريين.
واختتم حديثه بقوله: من الظلم أن يعتبر فاروق المسئول الأول والأخير عن السلبيات والأخطاء فمصر كانت دولة ديمقراطية برلمانية ووالدي كان ملكا دستوريا بمعنى أنه كان يملك ولا يحكم.
حب شديد لمصر
في مقابلاته الصحفية العالمية يؤكد الملك السابق أحمد فؤاد الثاني حبه الشديد لمصر ويقول: الناس فى مصر رائعون وأعتقد أن أهل مصر هم سر قوتها الحقيقية وهم شعب رائع ومضياف وكريم، فأنا دائما فخور وسعيد بمصر وأكتر ما أعجبنى أن مصر بقت دولة حديثة ومتقدمة وأنا عاشق للشعب المصرى الذى أتواصل معه دائما.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
