فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، تفسير الشعراوي للآية (28-29) بسورة الكهف
سورة الكهف، تناول الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره قضية (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) التي أوضح فيها معنى هذا الأمر من الله وسبب نزول الآية التي قبلها.
سورة الكهف
هي سورة مدنية، تتكون من 110 آيات، وسميت بسورة الكهف لأنها تتضمن قصة معجزة أصحاب الكهف.
تفسير الشعراوي للآية (28-29) من سورة الكهف
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير الآية: إن آية (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) جاءت بعد قوله تعالى: «وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا» (سورة الكهف: 28).
وإن خصوم النبي –صلى الله عليه وسلم- كانوا حينما رأوا الدعوة تنتشر شيئا فشيئا، حاولوا إيقافها لا من جهتهم ولكن من جهته –صلى الله عليه وسلم- فذهبوا إليه بوفد وقالوا يا محمد إنا بُعثنا إليك لنعذر فيك، أي لا يلومنا أحد بعد ذلك، لأنك قد أدخلت على قومك ما لم يدخله أحد قبلك فشتمت آلهتنا وسفَّهت أحلامنا وسببت ديننا، فإن كنت تريد مالًا، جمعنا لك مالًا فصرت أغنانا، وإن كنت تبغي جاهًا وشرفَا سودناك علينا جعلناك رئيسنا، وإن كنت تبغي ملكَا ملكناك، فقال –صلى الله عليه وسلم- والله ما بي ما تقولون ولكن ربي أرسلني بالحق إليكم، فإن أنتم أطعتم فبها، وإلا فإن الله ناصري عليكم.
رسول الله يتمسك بدعوته
وأضاف الشيخ الشعراوي: حاولوا بينهم وبينه، لعل الأمر حين يكون سرًا يتساهل رسول الله فيه، فلما لم يجدوا ذلك، قالوا نتوسل إليه بمن يحب، لعله خجل أن يقبل منا ونحن خصومه فنرسل إليه من يحبه ليفاهم معه، فذهبوا إلى عمه ليتحدث معه فقال له رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مقولته الشهيرة: «والله يا عمي لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يُظهره الله أو أهلك فيه ما تركتُه».
وأردف الشعراوي: فاتجهوا لرسول الله من جهة ثالثة، وقالوا سنجد حلًا وسطًا، وهو أن تصرف نفسك عن هؤلاء الفقراء الذين يدعون ربهم غدوا وعشيا وتتجه إلينا، فأنزل الله قوله تعالى: «وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا» (سورة الكهف: 28).
الحق من ربكم
وتطرق الشعراوي إلى قول الله تعالى: (الحق من ربكم)، وقال: فلم يقل الله الحق من ربي وإنما قال الحق من ربكم أنتم بإقراركم، فالذي خلقكم هو الذي أنزل هذا الكلام، والحق هو الشيء الثابت، وما دام الحق من الله فلا تغيير له، لأن الذي يتغير كلام شخص يقضي شيئًا ويجهل شيئًا مقبلًا فبعد ذلك يعدِّل، إنما الحق من الله فلا تغيير فيه.
معنى من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
وأكمل الشعراوي: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، فادخلوا على هذا الأساس، أن كل حقٍ ينزل من الله، وعلى هذا الأساس من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
فإذا وجدنا أمرًا بغير مطلوب، فلنفهم أن الأمر استعمل في غير موضعه، ووضح الشيخ معنى ذلك فضرب مثالا، كأن يجد الأب ابنه يلعب وهو لا يريده أن يلعب ورغم ذلك يقول له العب فمعناها أنه تهديد له وليس طلبًا من أن يلعب.
فلو أُخذت الآية على إطلاقها لكان من آمن مطيعًا على (من شاء فليؤمن)، والعاصي مطيع لـ (من شاء فليكفر)، وما دام الاثنان مطيعين فلمَ يعذبهم الله، إذن فالأمر ليس على حقيقته وإنما هو تسوية وتهديد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.