قتل الصحفيين، لماذا يستهدف العدوان الإسرائيلى الصحفيين؟
قتل الصحفيين، يوميا، يتحول الصحفيون الفلسطينيون وعائلاتهم إلى قصص مؤلمة ودامية يضطر زملاؤهم لتغطيتها على الهواء، دون أفق لنهاية الاستهداف المُمنهج للصحفيين في ظل استمرار الوحشية الإسرائيلية والتواطؤ الغربي.
والجريمة البشعة، التى اقترفتها قوات الاحتلال الصهيوني غرب خان يونس بقطاع غزة المنكوب، حيث استهدفت سيارة الزميلين الصحفيين مصطفى ثريا، وحمزة وائل الدحدوح مما أدى لاستشهادهما ليرتفع عدد الشهداء بين الصحفيين، والعاملين فى مجال الإعلام لأكثر من 109 شهداء.
إحصائيات الشهداء
وفقا لآخر حصيلة نشرتها نقابة الصحفيين الفلسطينيين قبل الهدنة في غزة، استشهد 109 صحفيين وعامليين في مجال الإعلام منذ انطلاق الحرب الدموية التي شنَّها الاحتلال في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. بدوره، وثَّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استشهاد أكثر من 60 صحفيا حتى 19 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو ما يجعل هذه الفترة الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين منذ عام 1992، إذ لم يتجاوز عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين وثَّقت لجنة حماية الصحفيين مقتلهم على مدار عقد كامل منذ 1992 وحتى مايو/أيار 2022 أقل من نصف هذا العدد
قتل متعمد بدم بارد، وترويع واعتقالات، واستهداف لأفراد العائلة والمنازل والممتلكات، هذه هي وقائع الحياة اليومية للصحفيين في قطاع غزة، هذا إلى جانب التهديدات والاعتقالات خارجها في بقية أنحاء فلسطين، في محاولات لا تنتهي من الاحتلال لإسكات صوت الحقيقة الذي يفضح ممارساته ويُعرّي مزاعمه أمام العالم.
القتل اليومي المتعمد
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة ونحن نشهد هذا الانحياز الغربي غير المسبوق في صف السردية الإسرائيلية، وهو ما حاربه الصحفيون والمراسلون الصحفيون الموجودون داخل قطاع غزة منذ اليوم الأول، بمحاولاتهم المستمرة لكشف جرائم الإبادة العِرقية التي تقوم بها قوات الاحتلال، وهو ما تواجهه الأخيرة بدرجة غير مسبوقة من التعمد الواضح لقتل الصحفيين وترويعهم سعيا وراء طمس واقع ما يحدث على الأرض ومنع وسائل الإعلام من نشر الحقيقة.
ولا تقتصر الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين في الميدان، بل تمتد إلى قصف أفراد عائلاتهم في البيوت، وهو ما عبَّر عنه الزميل وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة في غزة، بعبارته: "بينتقموا منا في الولاد". وكان الدحدوح قد تلقى على الهواء مباشرة، أثناء تغطيته للقصف المتواصل على قطاع غزة في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نبأ استشهاد زوجته وأبنائه وعدد من أفراد عائلته في غارة جوية إسرائيلية، إثر قصف الاحتلال منزلهم في مخيم النصيرات وسط غزة، وهو المنزل الذي لجأوا إليه بعد قصف حيّهم وعقب دعوة قوات الاحتلال الإسرائيلية للمدنيين إلى التحرك باتجاه جنوب قطاع غزة.
اتساع الجرائم الإسرائيلية
هذا القصف لم يأتِ مصادفة، فقد علَّق محرر الشؤون الفلسطينية في القناة 13 الإسرائيلية تسفي يحزقيلي قائلا إن عائلة مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح كانت هدفا لقصف جيش الاحتلال، مؤكدا أن قوات الجيش تعرف ما تضربه بالضبط.
ولم تكن تلك هي المرة الوحيدة التي يستهدف فيها الاحتلال الصحفيين عمدا، إذ واصلت إسرائيل استهدافها المتعمد لمنازل الصحفيين الفلسطينيين، واتسعت قائمة الجرائم لتشمل على سبيل المثال لا الحصر استهداف منزل محمد أبو حطب، مراسل التلفزيون الفلسطيني، ليستشهد مع 11 فردا من أسرته. وهناك أيضا استشهاد الصحفي في "وكالة وفا" محمد أبو حصيرة مع أكثر من أربعين فردا من أفراد عائلته، وإصابة زميله محمد حمودة في قصف استهدف منزليهما
قصف 50 مقرا إعلاميا
لا يقتصر الأمر على الصحفيين أفرادا فقط، ولا على عائلاتهم، فقد قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلية أكثر من 50 مقرا إعلاميا أجنبيا ومحليا داخل قطاع غزة خلال الفترة الماضية، من بينها مكاتب عدد من المؤسسات الإعلامية في برج الغفري في غزة، الذي يضم وكالة الأنباء الفرنسية، وقناة الجزيرة، وقناة الشرق، والمجموعة الإعلامية الفلسطينية. كما تعطلت الإذاعات الأربعة والعشرون في قطاع غزة وتوقفت عن البث بسبب نفاد مصادر الطاقة.
وقد حذرت قوات الاحتلال بشكل مباشر بعض وكالات الأنباء العالمية من عدم قدرتها على ضمان سلامة موظفيها أثناء القصف، من بينها وكالة رويترز التي علقت على هذا التحذير بأنه "يهدد قدرة موظفيها على إيصال الأخبار حول الصراع دون خوف من الإصابة أو القتل"
وخارج غزة أيضا
وتكشف الجرائم الإسرائيلية التى لا تقتصر على الترويع ومحاولات تكميم الأفواه على الصحفيين في غزة، حيث شهدت الضفة الغربية موجة واسعة من الاعتقالات والمضايقات التي طالت عشرات الصحفيين الفلسطينيين. على سبيل المثال، تعرض الصحفيان مهند توتونجي وهيثم أبو دياب من فريق "بي بي سي" للاحتجاز تحت تهديد السلاح بينما كانا في سيارتهما التي تحمل علامة الصحافة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منازل عشرات الصحفيين في الضفة واحتجزتهم وعرَّضتهم للتنكيل والتهديد، من بين أبرزهم أمير أبو عرام، الصحفي في شبكة الإرسال، والصحفي المستقل محمد أحمد عبيد، والصحفي مصعب إبراهيم سعيد، كما ألقت قوات الاحتلال أيضا القبض على الصحفية سمية جوابرة رغم كونها حاملا في شهرها السابع، واقتحمت السلطات الإسرائيلية عددا من المطابع في مدينة الخليل وصادرت محتوياتها وأغلقتها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.