رسالة صادمة من مديري المستشفيات في تل أبيب: 300 ألف جندي إسرائيلي يعانون من أمراض نفسية.. تزايد حالات الانتحار بين الجنود.. ومتلازمة الأنفاق تسبب اضطرابات عقلية
الحالة النفسية لجنود الاحتلال، تتزايد أعداد الجنود الذين يعانون من أمراض نفسية داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة بعد عملية طوفان الأقصى، وما يواجهه جنود الاحتلال في حربهم البرية داخل قطاع غزة، حيث يعاني عدد كبير منهم من اضطرابات نفسية تُعرف بـ "صدمة الحرب".
جندي احتلال يطلق النار على زملائه
وظهرت الحالة النفسية لجنود الاحتلال، عندما أطلق جنديًا من لواء المظليين العائدين من غزة، النار على زملائه، عندما استيقظ من كابوس مرعب، فأخذ مسدسه وأخذ في إطلاق النار على زملائه، وأصابهم.
الغريب أن القناة (12) العبرية ذكرت أن الجندي كان يتلقى الرعاية في مركز بعسقلان بعد عودته من الحرب بغزة، واستيقظ من كابوس وقام بفتح النار عشوائيًا، ليصيب العديد من أصدقائه بشظايا إطلاق النار.
قلق مستشفيات تل أبيب بسبب الصحة النفسية للجنود
بعد ذلك نشرت صحيفة "معاريف" خبر بعنوان: "قلق في الصحة النفسية من تداعيات 7 أكتوبر: لم نعرف حجم الضحايا"، وكشفت عن رسالة كتبها عشرة مديري مستشفيات الصحة العقلية إلى مراقب الاحتلال الإسرائيل، فجروا خلالها مفاجأة عن الصحة النفسية لجنود الاحتلال، وطالبوا فيها بإعلان حالة الطوارئ، ووصفوا ذلك بـ "الظروف غير الإنسانية في مستشفيات الطوارئ".
وأرسلت مجموعة مديري مستشفيات الصحة العقلية في تل أبيب، رسالة إلى هيئة التفتيش الخاصة بجنود الاحتلال، أكدوا فيها على التدهور الكبير في الصحة العقلية للإسرائيليين، بسبب انتشار الأمراض النفسية منذ عملية طوفان الأقصى.
300 ألف جندي إسرائيلي يعانون من مرض نفسي
وذكرت مجموعة مديري مستشفيات الصحة العقلية في تل أبيب في رسالتها للتفتيش أن "أحداث السابع من أكتوبر ستضيف لمن يحتاجون إلى العلاج النفسي 300 ألف شخص جديد، سيعودون من القتال في غزة، فلا يعرف حتى الآن عدد الذين سيعانون منهم من المشاكل النفسية من الجنود".
وطالب مديري الصحة النفسية لجنة التفتيش بأن يستخدموا قوتهم وسلطتهم لإنقاذ الصحة العقلية للإسرائيليين.
جاءت رسالة مدراء مستشفيات الصحة العقلية في إسرائيل، عندما شاهدوا ما وصفوه بـ "أوضاعًا غير إنسانية في مستشفياتهم"، مطالبين بإعلان حالة الطوارئ بسبب ارتفاع نسب الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية والانتحار أيضًا بين جنود الاحتلال.
النظام الصحي في إسرائيل منهار بالكامل
الغريب أن مدراء الصحة العقلية وصفوا النظام الصحي في إسرائيل بأنه في حالة انهيار كامل، ويعاني من سنوات من الإهمال الشديد ونقص الميزانية وقلة عدد القوى العاملة في مراكز الصحة العقلية، بينما ارتفعت حالات الإصابة بالمشاكل العقلية في أعقاب الأحداث الجارية في قطاع غزة، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية
كما زاد الإقبال على مراكز الطب النفسي، حيث وصفت رسالة مدراء مستشفيات الصحة النفسية في الكيان الوضع بأنه "صعب ومثير للقلق، خصوصًا مع ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض العقلية، وزيادة حالات الانتحار في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي، مقابل تدهور خدمات الرعاية لمن يحتاجها"
وقال البروفيسور هيزي ليفي، مدير مستشفى برزيلاي ورئيس الأطباء السابق والمدير العام لوزارة الصحة: "لقد عالجنا أكثر من 3500 جريح منذ 7 أكتوبر"، الأمر يتعلّق بالعلاج النفسي طبعا، أما أعداد الجرحى، فهي أكبر من ذلك بكثير، إذ كانت نحو 5000 قبل شهر تقريبا، بحسب الخبر الذي نقلته "يديعوت".
انهيار جنود من جيش الإحتلال
كما رصد الكنيست الإسرائيلي حالة انهيار جنود الإحتلال، شاركُوا في الحرب على غزة، كانوا يبكون ويصرُخون أمام لجنتي الدّفاع والأمن القومي، ويطالبون بعلاجهم من صدمة الحرب في الكنيست الإسرائيلي بعد استدعائهم للإدلاء بشهاداتهم.
وجاءت شهادات جنود الاحتلال الإسرائيلي وانهيارهم النفسي، بعد مصرع الجندي بار كلف الذي أحرق نفسه بسبب صدمة الحرب التي تعرض لها، وانتحار الجندي أور دانينو المصاب بصدمة الحرب، حيث عقدت لجنة الكنيست الخاصة بالجنود المصابون بصدمة نفسية من الحرب، يطلق عليها صدمة الحرب، جلسة نقاش طارئة.
قال أحدهم "لقد رأيت الجنود وهم يحترقون في الميدان، فهل يجب أن أرى جنود وهم يحرقون انفسهم بعد انتهاء الخدمة العسكرية، هل من المعقول أن أتحمل كل ما يحدث، ما الذي دهاكم، يجب أن تعالجوا قضيتنا فورًا، صرخة الجنود المصابين بصدمة الحرب سُمعت اليوم في الكنيست".
تزايد حالات الانتحار بين جنود الاحتلال
قال ألون ساهر، ابن الجندي رونين ساهر، الذي يرقد في المستشفى في حالة خطرة بعد أن حاول الانتحار أكثر من 10 مرات: "لا استطيع النوم في الكثير من الليالي، إذا أردتم الدليل لدي مقطع فيديو لأبي وهو يحاول شنق نفسه أمام مكتب تأهيل الجنود، لكي يعترفوا به كمصاب بصدمة الحرب، فلماذا يجب أن أرى هذا المشهد، لماذا يجب عليّ كجندي يخدم على الحدود مع غزة أن أتلقى اتصالات من مقربين يطالبونني بفتح الفيسبوك بشكل مباشر لأن أبي يحاول الانتحار".
وقال جندى الاحتلال المصاب بصدمة الحرب، رونين ساهر: "وزارة الجيش تتحمل المسئولية لأنها تجاهلت قضيتنا وتركتنا معلقين، فإذا كان الأمر كذلك، فسأقوم بشنق نفسي بنفسي".
أما جندي الاحتلال أنشك سعيديان، الذي أحرق نفسه فكان يقول: "نشعر بأنهم استغلونا ويعتقدون بأن الأمور تسير بشكل اعتيادي".
ومن خلال مجموعة "واتس أب" الخاصة بجنود الاحتلال الإسرائيلي المصابين بصدمة نفسية نتيجة حرب غزة، هناك العديد من حالات لجنود الاحتلال أصيبوا بصدمة نفسية، وانتحروا بسبب إصابتهم بصدمة الحرب بعد أن وصلوا لمرحلة اليأس.
وقال نحاف هيرس، جندي احتلال مصاب بصدمة الحرب: "20 جنديا مصابا بصدمة الحرب أقدموا على الانتحار بسبب عدم توفر حلول لهم، بسبب الإهمال والتجاهل الكبير من وزارة الجيش".
تبول ورعب صدمة الحرب لدى جنود الاحتلال
أما جندى الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي ليفي فأخذ يصرخ أمام الكنيست قائلًا: " كدت أن أقتل زوجتي وأتبول على نفسي في أثناء النوم، من الرعب ليلا".
انسحب أفيخاي ليفي، من المعارك في غزة وقال أمام الكنيست: "أتخيل الآن أن قذائف (آر بي جي) تطير فوق رأسي.. وأتخيل نفسي داخل الجرافة وأقاتل وأشم رائحة الجثث".
وأخذ أفيخاي ليفي يصرخ، في مقطع فيديو تم بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، فقال "أتبول على نفسي خلال نومي من الخوف.. وإذا لم أشرب زجاجة كحول فلا أتمكن من النوم".
وحمّل أفيخاي ليفي مسؤولية ما حصل له ولرفاقه للحكومة الإسرائيلية، قائلا إن "هذه الحكومة تخلت عنا في الحرب".
وتابع منفعلا "أقوم بجمع الجرحى بيدي هاتين.. أين أنتم؟.. تتكلمون عن المعاقين الجدد.. في الوقت الذي يوجد فيها معاقون هنا.. وهناك العشرات منهم تم التخلي عنهم.. أنا أتكلم عن نفسي تم التخلي عني".
وقال أفيخاي ليفي في اعترافاته: "أنا قتلت رجالًا بيدي من أجلكم وأنتم تقولون إن الإرهابيين تلطخت أيديهم بالدماء.. أنا قتلت من أجلكم أكثر من 40 إنسانًا".
وتابع أفيخاي ليفي فقال: "الآن لا يعطى لي حتى العلاج النفسي.. أنا أشتكي بسبب الصدمة التي عشتها، أنا أتبول على نفسي ليلًا.. إنهم يأتون في كوابيسي ويسألون: لماذا قتلتنا؟"، أصبح ليفي مدمن خمور لينسى صدمته النفسية، حتى أن دينه بلغ 800 ألف شيكل بسبب ذلك.
هوس الأنفاق مرض نفسي منتشر بين جنود الاحتلال
الأمراض النفسية التي يعاني منها جنود الاحتلال كثيرة، ومنها مرض جديد بدأ ينتشر في إسرائيل اسمه"هوس الأنفاق "، فقد ذكرت صحيفة "تايمز اوف إسرائيل" أن المجلس المحلي في مستوطنة بيت حيفر في الضفة الغربية قد أمر بتنفيذ مزيد من البحث عن أنفاق محتملة بعد بلاغ السكان عن سماع أصوات حفر تحت منازلهم وخوفهم من خروج المسلحين الفلسطينيين لهم من الأنفاق، ورغم أن هذه الشكاوى بدأت قبل 18 شهرًا لكن الرعب ازداد بعد طوفان الأقصى، حيث بدأت تنتشر أمراض نفسية وعصبية كثيرة، لم تكن موجودة في المجتمع الإسرائيلي على رأسها "هوس الأنفاق".
وفي دراسة للدكتور مجدي هلال، استشاري العلاج السلوكي والعلاقات الاسرية والتدريب العلاجي والتربوي والاجتماعي، يقول في دراسته النفسية عن "متلازمة الأنفاق في غزة"، أنها تُضاف إلى قائمة متلازمات نفسية ناجمة عن الحوادث والأزمات.
وعن متلازمة الأنفاق في غزة، يقول الدكتور مجدي هلال في دراسته "أنه تطور نمط سلوكي سادي، مضطرب، ومبالغة في الكراهية والأنانية. ويأتي للجندي المحتل أعراض مثل الحساسية النفسية، اضطرابات عصبية، واضطراب الوعي".
وتؤكد الدراسة وجود متلازمة نفسية فريدة ترتبط بالأحداث في غزة، تعكس تأثيرات مختلفة على الأطراف المتورطة في الصراع.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
