رئيس التحرير
عصام كامل

أول شجرة عيد ميلاد في تاريخ الإنسانية

تنتشر البهجة وتكثر الاحتفالات في أماكن كثيرة في العالم، ونحن نحتفل هذه الأيام برأس السنة الميلادية الجديدة 2024، من ميلاد السيد المسيح، ومن أهم مظاهر الاحتفالات شجرة التنوب أو ما تسمى شجرة الكريسماس. أو شجرة ميلاد يسوع المسيح.. 

 

وقصة هذه الشجرة حسب المخطوطات والمراجع التاريخية القبطية المطبوعة عن أشجار الكريسماس قد ظهرت في ألمانيا مصدر الشجرة عام 1531 م، والمظهر الثانى بابا نويل الذى ظهر سنة 732 م عندما أخذ أحد الرهبان الذين يخدمون بألمانيا وهو القديس ولفرد جماعة من الكهنة وذهب بهم إلى جماعة من الأمراء الذين يعبدون (إله الرعد)، وهو أحد العبادات التى كانت سائدة فى ذلك الوقت، ولكى يدعوهم إلى ترك عبادتهم ويتجهوا إلى عبادة الله القدوس. 

 

ولما وصل هذا الراهب ولفرد ومعه مجموعة من الرهبان وجدهم مجتمعين إلى جوار الشجرة الخاصة بهم التى يعبدونها جميعًا، ووجد أيضًا الكاهن الوثنى التابع لهم وهم على وشك تقديم ذبيحة حية لذلك الإله، وكان الذبيح هو رئيس قبيلتهم الفتى الجميل الصغير.. 

 

وعندما عرف القديس ذلك الأمر هاجمهم بشدة و استطاع بمعونة الله أن يخلص هذا الشاب الصغير من الذبح، ثم أوضح لهم الحقيقة الكاملة لمصدر الخلاص، وأقنعهم بذلك، فصار ذلك القديس مصدر البهجة والسرور والفرح الذى غمر كل أفراد القبيلة.. 

 

ثم أخذ القديس وزعيم تلك القبيلة فأسًا حادًا، وظلا يقطعان هذه الشجرة بعزم شديد حتى سقطت من جذورها العميقة على الأرض أمام الآمراء وكل أفراد القبيلة، وأثناء سقوطها نزلت عليها من السماء صاعق من النيران فأحرقتها ولم يتبقى من أثرها شيء سوى رمادها.. 

 

وعلى الفور ظهرت بعد ذلك فى نفس حفرة الشجرة السنديان المحرقة، شجرة أخرى جديدة في غاية الروعة والجمال، وعلى الفور حملها أفراد القبيلة إلى مقر رئيس قبيلتهم، واجتمعوا حولها جميعًا وهم فرحون، وحول هذه الشجرة صارت كل القبائل الوثنية بألمانيا تسمع وتؤمن بمحبة السيد المسيح للبشر أجمعين دون تفرقة بين أحد..

 

ثم انتقلت الشجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكل بلدان العالم وتم تزينها بالأنوار وأشكال بابا نويل أو سانتا كلوز الذى يمثل شخصية حقيقية، وليس كما يرسمه بعض الفنانين وهو على العربة الاسطورية وتشدها الغزلان وحوله الثلوج البيضاء، وأنما هو قديس عظيم صار أسقفًا لمدينة مورا ويدعى الأنبا نيقولاس عضو مجمع المقدس بمدينة نيقة عام 325 م.. 

 

 

ويشتهر بتوزيع الهدايا على الأطفال في الأعياد لاسعادهم ومساعدة الفقراء، فهذا العيد له معانى روحية كثيرة ومنها السلام القلبى، والسلام مطلوب لكل شخص هو مع الله ومع الآخر أيضًا، والذى يعيش مع الله يكون له قلب طاهر، فلابد أن نترفع فوق مستوى الحب والتعاون والإخاء، وهذه فضائل إيجابية سلام مقدس يرسخ الروابط الأخوية والعلاقات الإجتماعية، وكل عام وحضراتكم بخير.

الجريدة الرسمية