رئيس التحرير
عصام كامل

لا.. لوصاية أمريكا


لا أدرى كيف يغيب عن أمريكا والغرب أن الشعب المصرى قال كلمته بحسم وحزم.. قالها في ٣٠ يونيو وفي ٣ يوليو، وأخيرًا في ٢٦ يوليو ليعطى الجيش والشرطة تفويضًا لكى يبدأ في مقاومة الإرهاب والتطرف.


دعوة الفريق أول السيسى للمصريين لم يكن مخطئا فيها أبدًا، لأن هناك تدابير ومخططات دموية خطط لها من قبل تيارات وجماعات وأذرع مختلفة سواء في سيناء أو العريش أو القاهرة أو المحافظات - ولأن هناك أيضًا ضغوطا أمريكية وأجنبية بشأن حماية ودعم الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته من تطبيق القانون عليهم.. وعلى ممارستهم المخالفة للقانون سواء في رابعة العدوية أو ميدان النهضة أو في شوارع مصر.

إن الملايين من المواطنين المصريين نزلوا وشاركوا في مظاهرات الجمعة الماضية في كل الميادين والشوارع ليقولوا بأعلى صوت «لا للإرهاب».. «لا للتنظيم الدولى للإخوان».. «لا لمعونة أمريكا وتدخلها السافر".

لا لمحمد مرسي.. وضرورة محاكمته على الجرائم العديدة التي ارتكبها في حق الوطن.. لا لجماعة الإخوان ومكتب الإرشاد.. والتأكيد على محاسبة قيادتها.

إن ما تنشره فضائيات الجزيرة من كذب وافتراء وعدم مصداقية - مسئولة عنه - دولة قطر التي أعطت هذه الفضائيات المشبوهة إلى خطباء رابعة العدوية كى يعبئوا المصريين في حرب مقدسة ضد بعضهم البعض؟

ما ينشره أيضًا الإعلام الغربى والأمريكى ضد مصر ونظامها.. وما تهدد به الحكومة الأمريكية وتدخلها في الشأن المصرى هو ابتزاز رخيص لإخضاع الإدارة المصرية للإدارة الأمريكية، ولا يقلل من فجاجته ما يقال دبلوماسيًا إنه لن يؤثر على مستقبل العلاقات القوية بين البلدين!!

لقد آن لأمريكا وغيرها أن تتوقف عن التدخل في شئون مصر بصورة أو بأخرى، وأن تطبق شعاراتها ومبادئها التي صدعتنا بها ليل نهار بإعلاء سيادة القانون وأن تدرك - وهى حتمًا تدرك- أننا إزاء تغيير جذرى وواقع جديد وإرادة سياسية مستقلة ترفض تقديم التنازلات أو لى الذراع بعد ثورة ٣٠ يونيو وخروج الملايين في ٢٦ يوليو التي تسلم الشعب بموجبها زمام أمره ليقرر مصيره وسياسته بنفسه دون وصاية أو تأثير لأحد مهما يكن، وحتى لو أدى ذلك إلى قطع معونات ومساعدات تعايرنا أمريكا بها وهى أول من يعلم أنها تستفيد منها أكثر منا.. فجيش مستشاريها العاملين لدينا والأجندة المفروضة لكيفية صرف تلك المنح يجعلنا نحرص أكثر منها على ضرورة وقف هذا العبث حتى نصبح دولة قائدة بحث في محيطها لا دولة منقادة بالمساعدات تارة - والتهديدات تارة أخرى.. فشعار المرحلة ينبغى أن يكون «هيا نعمل وننتج».. الشعب يريد الاستغناء عن المعونات.

الأولويات القصوى وحدها هي ما ينبغى العمل وفقا له حتى نعيد البناء ونحفظ للثورة النقية بهاءها وحتى نعبر بمصر فلابد من تطبيق القانون على الجميع وبسط الأمن ودوران عجلة الإنتاج وإعداد دستور جديد إلى آفاق الحرية والعدالة والتقدم.

إن ترك الخلاف فضيلة، والاتفاق على الأولويات الوطنية فريضة، وبين الفضيلة والفريضة ينبغى أن تظل مصلحة الوطن هي الحاضر الغائب في كل ما نأتى، وفى كل ما ندع.. وقبل هذا وذاك محاسبة من خانوا الوطن وتلوثت أياديهم بالدماء.

وأخيرًا.. تحية لشعب مصر العظيم الذي لبى نداء قائده العام للقوات المسلحة.. وتحية خاصة للمرأة المصرية التي كانت وقودًا الثورة ٣٠ يونيو و٣ يوليو و٢٦ يوليو.. كما كان الشباب هم وقود ثورة ٢٥ يناير.

لقد أكد الملايين سلامة جسد شعب مصر وقوته وتماسكه.
أكدوا أن النظام القائم حاليًا يحظى بدعم عربى قوى بالشرعية الجماهيرية.


حفظ الله الكنانة وشعبها..
الجريدة الرسمية