قراء ومؤرخون وباحثون يتحدثون لـ"فيتو" عن القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل في ذكراه: مدرسة قرآنية متفردة.. صوته مكتمل الجمال..أبدع طرقًا وأساليب جديدة في الأداء.. وهذا سر خلوده
تقف أمامه عبارات الوصف عاجزة. حيَّر أهل الفن بموهبته الجبارة. تلاواته تفيض جمالًا وبهاءً. جذبت مدرسته في الأداء كثيرين. ورغم مرور 45 عامًا على رحيله.. لا يزال القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل شامخًا كالطود العظيم. لا يضاهيه قاريء شهرة وذيوعًا. كان في فنون التلاوة معجزًا. وفي الإبهار فريدًا متفردًا. لا كلام يوفيِّه حقه. ولا ثناء يعطيه قدره. ربما تجسَّد الشيخ مصطفى إسماعيل في تلاواته حديث الرسول الكريم: "زيّنوا القرآن بأصواتكم". ولا يكاد يكون هناك في العصر الحديث من حبَّر القرآن الكريم تحبيرًا مثله.
صوت مكتمل الجمال والقوة والإحساس
فى كتابه «الشيخ مصطفى إسماعيل.. حياته فى ظل القرآن» الصادر في العام 1986 كتب المؤرخ كمال النجمي: «أعظم قارئ للقرآن الكريم فى الأعوام المائة الماضية، فلم نسمع أدقّ منه إحساسًا بكلمات الكتاب الكريم، ولا أشد منه لباقةً فى التعامل مع المقامات العربية، والتصرُّف فيها بما يحفظ لقراءته الصحة التامة طبقًا لأصول علوم القرآن، بالإضافة إلى أن صوته مكتمل الجمال والقوة بجميع درجاته؛ نظرًا لاتساع مساحة حنجرته ووصوله لدرجة "جواب الجواب"، التى لم يصل إليها بإتقان صوتٌ غير صوته، ولا يحكمها أداءٌ إلا أداؤه، وكان عنصر المفاجأة فى المسارات والقفلات يمثل حالة إعجازية نادرة».
ابتدع طريقة غير مسبوقة في الأداء
لم يراهن الشيخ مصطفى إسماعيل مرة على طول النَّفس، ولا طلاوة الصوت، بل انتهج طرائق غير مأهولة، مثل: الاستهلالة المتدرجة، والوقفات فى مواضع لا يقف عندها أحد، والتجسيد الدرامى لآيات القرآن الكريم ومعانيه المتدفقة..كما يقول "النجمي"، مؤكدًا أن القراءة عند القاريء الراحل لم تكن بالخفض ولا بالرفع، إنما شجن وفرح، ورهبة وتحليق فى الأعالى، يُخفق فيها مع الطير، ويهطل مع المطر.
تشهد تلاوات الشيخ "مصطفى" بأنه كان يتشاجن بآيات الحزن، ويبتهج للبشارات، ويستعين بمكابح التأمل الفريدة، ويشوّق بالخواتيم المفاجئة، فى ذروة التجلى، بينما يلتقط أنفاسه بين الآيات براحة لا ترهقه، ليكمل قراءته بالهمّة التى بدأ بها.
حضور إلى القاهرة وانطلاقة مبهرة
ظهر الشيخ مصطفى إسماعيل –الذي حضر من الغربية إلى القاهرة في أربعينات القرن الماضي- وسط عمالقة عِظام مثل: محمد رفعت، عبدالفتاح الشعشاعي، محمد الصيفي، عبدالعظيم زاهر، طه الفشني، أبو العينين شعيشع، كامل يوسف البهتيمى، وآخرين ممن أسهوا بنصيب موفور في مجد دولة التلاوة المصرية، قبل أن تجفَّ أوراقها وتتساقط في السنوات الأخيرة.
وفي وقت قياسي.. لفت القارئ الشاب الأنظار إليه بموهبته الفائقة، ووضع قدمًا بين الكبار راسخة، وصار له شأن عظيم، واسم كبير، وعرفه القاصي والداني.
ورغم أن قارئًا بارزًا مثل الشيخ محمد سلامة انتقد طريقة الشيخ "مصطفى" في باديء الأمر، إلا إنه سرعان ما انقلب على رأيه، وقال عنه: "إن الله أعطاه حلاوة فى الصوت وإبداعًا فى الأسلوب، لم يكن له نظير فى الماضى ولا فى الحاضر".
مدرسة جديدة في التلاوة
من أبرز ملامح مدرسة الشيخ "مصطفى" في الأداء، أنه كان يتحرى الدقة، ويقف فى مواضع يراها ضرورية، كما اتضح طوال رحلته مع القرآن الكريم، لقُرابة ستة عقود تقريبا، وأثبت بالتكرار أن الوقف من ملامح قراءته، ابتكره لنفسه، وتوسع فيه على نحو غير مسبوق، وقلده من بعده كثيرون، وقليلون من أجادوه وأحكموه –بحسب القاريء الشيخ محمود الطوخي- الذي قال لـ"فيتو": إن الشيخ مصطفى إسماعيل كان معجزة قرآنية على كل المستويات، مشددًا على أنه أسَّس مدرسة في الأداء المنضبط والراقي والملتزم، وأنه كان يجسد معاني الآيات، كأنك في كل مرة مرة تسمعها لأول مرة.
وأردف "الطوخي": وظَّف الشيخ مصطفى إسماعيل المقامات الموسيقية توظيفًا دقيقًا في تلاواته، حيث يستخدم "النهاوند" في المبشرات، و"الصبا" في الحزن والنذير، و"الرست" في الأوامر والنواهي، مختتمًا: كان الشيخ مصطفى إسماعيل مخلصًا أشد الإخلاص لكتاب الله تعالى؛ ما كان سببًا رئيسًا في عبقرية تلاواته وذيوع شهرته وخلود سيرته حتى الآن.
من صفر انفعال إلى التفاعل الكامل
ما يقوله الطوخي يتماسُّ مع ذكره "النجمي"، حيث أكد أن قراءة الشيخ "مصطفى" تميزت بالتمهيد الاستهلالى المتصاعد، والبدء من قاع القرار، فى المفتتح المتعارف عليه: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. بسم الله الرحمن الرحيم"، والارتفاع بالصوت إلى الجواب، ومنه إلى جواب الجواب، وربما تجاوزه فى بعض الأحيان استثناء، توطئة للأسماع والأفئدة التى تنصت إليه، ونقلها من صفر انفعال إلى التفاعل الكامل مع المعانى، والصور، وتفاصيل القص القرآنى، وجلال مقاصده، ليدخل المستمعون ذُروة التماهى فى صوت الشيخ، ويصبحوا شركاءً وجزءًا من الأداء، ويردُوا بتعبيرات الاستحسان والإطراء، ويمنحوه ذبذبات متجددة من الحماس، ليحققا معًا –هو والجمهور- أقصى درجات الوجد، والاستمتاع بكلام الله تعالى، وتدبر أحكامه.
يقول "النجمي": " ظنِّى أن بعض السور والآيات كانت تهبه معانيها، ليُحلِّق بها فى سماء التلاوة، ويصنع وقفاته الباهرة التى يفاجئ بها من يسمعه، ويكرر الآيات فيُحبّرُها تحبيرًا. مستخدمًا أقصى إمكانات صوته من سلاسة الانتقال الناعم بين الطبقات، وتزيين الكلمات بحِليَات جمالية".
الجمال الظاهر والكامن في تلاوات الشيخ مصطفى
ماذا عند مصطفى إسماعيل وليس عند غيره؟ ما الذي يقدمه هذا الرجل فلا يقدر معه الكبراء والأعيان والعلماء والمشايخ وأساتذة الجامعات والملحنون والعازفون والعمال والفلاحون على ضبط أنفسهم والاحتفاظ بوقارهم؟ ما السر عند الرجل؟
يجيب عن هذا السؤال المركب الباحث في تراث التلاوة والإنشاد الديني هيثم أبو زيد قائلًا: الشيخ مصطفى إسماعيل عبقرية استثنائية انفردت فلم يكن لها نظير، في زمنه ولا بعد زمنه.
"أبو زيد" يُفصِّل القول: "في الجمال الظاهر، يتضح سريعًا ما امتلكه الرجل من أدوات: مساحة صوت كبيرة، وضخّ صوتي هائل، وحنجرة مطواعة قادرة على النهوض بأفكاره النغمية، مستدركًا: لكن هذه الأدوات لا تكشف سر مصطفى إسماعيل، فقد امتلك آخرون من كبار قرائنا بعض هذه الأدوات أو كلها، ولم تكن لتلاواتهم –على جمالها- هذا الأثر الضخم في أنفس الجماهير، ولم يترتب عليها رد الفعل الصاخب والمستمر سنواتٍ وعقودًا.
يستطرد "أبو زيد": "نحن بحاجة ماسّة إلى أن نتعمق في فهم فن الشيخ، وأن نجهد في تأمل هذه الحالة الاستثنائية التي عزّ نظيرها.. وإذا كانت الأدوات الصوتية لا تفسر الأثر الضخم للشيخ، وإذا كانت الانتقالات المقامية التي يمارسها كل القراء لا تكفي لإدراك سر عظمة الرجل، فما السر إذًا؟ مجيبًا: "جوهر التفوق الفني في تلاوة مصطفى إسماعيل يتجلى في أسلوب أداء الرجل للمقام الموسيقي الواحد، وليس في الانتقال من مقام إلى آخر، فما يفعله الشيخ مصطفى داخل المقام الواحد يكاد لا يقدر عليه أحد، ولا نجده بأي شكل من الأشكال عند غيره من القراء، فهو يؤدي المقام بطريقة علمية منهجية تترتب فيها الأجناس والعقود وتتضافر لإظهار شخصية المقام حتى تمتلئ منه نفس المستمع، وهو يطيل البقاء في المقام، مستخرجًا منه قدرًا كبيرًا من الجُمل الأنيقة والمطربة والجديدة.. والإطالة في المقام الواحد دون تكرار يمل منه السامع أمر بالغ الصعوبة.. فالبقاء 10 دقائق في مقام واحد، واستظهار شخصيته باعتباره "مقامًا" وليس مجرد "سُلّم"، والتفنن في نحت جمل جديدة من نسيجه، أصعب بمرات من تأدية 10 مقامات في نفس الزمن".
زخارف بالغة الدقة والأناقة
يستهل الشيخ مصطفى تلاواته –كما يقول "أبو زيد"- من مقام البياتي مخفوضًا درجة كاملة، وبلغة الموسيقيين "يصوِّر" البياتي من درجة الراست، ثم يتصاعد على مهل إلى الدرجات الوسطى للمقام، وفي هذه الأثناء يزيّن سيره المقامي بزخارف بالغة الدقة والأناقة، ففي جملة يمزج البياتي بالعجم، وفي أخرى يقفلها بكلمة من الراست، ثم يشرع في الصعود إلى الدرجات العليا عبر جنس حجاز على درجة النَّوَى، مكونا مقام "قارجغار"، المشتهر في مصر باسم "الشوري"، ويأخذ في المراوحة بين الدرجات الوسطى والعليا، إلى أن يصل إلى جواب البياتي بجملة قوية وقفلة مدهشة، لا يملك معها المستمعون أنفسهم.
يكمل "أبو زيد" وصفه الدقيق لعبقرية الشيخ قائلًا: "من أهم ما يقدمه مصطفى إسماعيل في أدائه الفذ العبقري غير المسبوق ولا الملحوق، حفاظه عبر عقود على كلاسيكية الجملة النغمية؛ فجملة مصطفى إسماعيل مقامية لا سُلمية، قديمة معتقة، تتجنب القفزات البهلوانية، وسلالم الكروماتيك، تذكّر المستمع بأدوار محمد عثمان وعبده الحامولي، وموشحات عمر البطش وكامل الخلعي وسيد درويش.. جملة تنتمي إلى عالم البشارف والسماعيات، والمؤلفات الآلية لكبار الموسيقيين الأتراك في القرنين الماضيين".
ومما تميزت به تلاوة الشيخ مصطفى –بحسب "أبو زيد"- أن جُمله بين الجوابات ومثيلاتها، والقفلات الحرّاقة ونظائرها، تأتي مدروسة ممتعة يلتذّ لها السامعون، وليست مجرد استراحة لالتقاط الأنفاس؛ فالرجل يملأ هذه الجُمل البينية بأفانين الأداء، ولا يجعل مستمعيه يعيشون حالة انتظار وترقب، يستعجلون فيها قفلة حراقة أو جملة طربية طويلة من طبقة حادة.. إنه يمتعهم في كل كلمة، وبكل حرف، فلا يعرف الملل إلى نفوسهم طريقًا، وبسبب حشد هذا القدر الهائل من الجماليات، يشعر المستمع مع ختام التلاوة أنه قد تلقى وجبة فنية تشبعه وتغنيه.
أيقونة المصحف المرتل
وعن المصحف المرتل للشيخ مصطفى إسماعيل..يقول "أبو زيد": "من الناحية الفنية..نحن أمام رحلة روحانية وجدانية طربية بالغة التميز"، مضيفًا: " كان الشيخ مصطفى هو القارئ الوحيد الذي وظف كل المقامات المستخدمة في التلاوة المجودة ليخدم بها ترتيله الرائع المتفرد".
واستطرد: " الختمة المرتلة هي الأثرى نغميًا بين المصاحف الخمسة العظيمة التي تبثها الإذاعة، وبعض هذه المصاحف دارت كلها حول ثلاثة مقامات دورانًا تقليديًا، وأكثرها خلا من مقامات مهمة ورئيسة"، متابعًا: "في ختمة الشيخ مصطفى المرتلة، سنجد: البياتي، والصبا، والحجاز، والراست والسيكاة والنهاوند، والجهاركاه، والشورى.. وسنجد غيرها بدرجات أقل.. هذا أمر غير مسبوق ولا ملحوق".
خطة إنقاذ لواقع سييء
وإسقاطًا على الواقع.. يقول "أبو زيد": "في ظل حالة التراجع والتردّي التي يعيشها فن التلاوة المصري منذ سنوات طويلة، يصير الشيخ مصطفى إسماعيل وصوته وطريقته ومنهجه طوق نجاة، وخطة إنقاذ، يستعصم بها كل قارئ يريد الابتعاد عن التورط في هدم هذا الفن العظيم، ويهدف إلى وضع أقدامه على الطريق الصحيح.. ولا نعني بهذا الدعوة إلى التقليد، وإنما نقصد فهم الفلسفة العامة للأنماط الموروثة عن أعلام القراء، تلك الفلسفة التي يمثل مصطفى إسماعيل قمة نضجها وتطورها ووضوحها"، متابعًا: "مظاهر التردي والتراجع في فن التلاوة تحاصرنا من كل جانب: قراء تصدَّروا قبل أن يتعلموا، وجماهير افتقدت أدوات التمييز بين التِّبر والتراب، وألقاب مزورة، وسماسرة حفلات، وقنوات وصفحات".
قراء في مدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل
من أبرز القراء الذين تخرجوا في مدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل: القارئ الكبير الدكتور أحمد نعينع، القارئ الشاب ياسر الشرقاوي.
يدين "نعينع" بفضل كبير للشيخ مصطفى إسماعيل؛ فقد عاصره وتعلق به شابًا وتأثر بطريقته في الأداء، وكان امتدادًا طبيعيًا له عندما توفي في العام 1978.
يحكي "نعينع" لـ"فيتو" قائلًا: عندما استمع الرئيس الراحل أنور السادات –الذي كان متيمًا بالشيخ مصطفى- لي في أول مرة العام 1979، التفت إلى سكرتيره الخاص فوزي عبد الحافظ: "الشيخ مصطفى رجع تاني يا فوزي، وأمر بتعييني في مؤسسة الرئاسة"، مضيفًا: "الشيخ مصطفى إسماعيل كان معجزة قرآنية بكل المقاييس، وكان ملهمًا لمعاصريه ولاحقيه، مبهرًا لكل من يستمع إليه".
الشيخ ياسر الشرقاوي يقول لـ"فيتو": "من دواعي سروري وشرف لي أن أتكلم عن سيدي الشيخ مصطفى إسماعيل في ذكراه العطرة؛ فقد كان –رحمه الله- موهبة فذة، ومعجزة ربانية".
يضيف "الشرقاوي": "لقد حباه الله من من جمال الصوت والأداء والاستيعاب النغمي والإدراك ما لم يعطه أحدًا"، متابعًا: "رغم معاصرته قراء كبارًا في عصره إلا إنه أحدث نقلة نوعية في مسارات التلاوة؛ لذلك اقتدى به كل من أتى بعده، وإن لم يكن مقلدًا له، فإنه اقتبس من أدائه بشكل مباشر وغير مباشر".
يصف "الشرقاوي" جانبًا من عبقرية القاريء الراحل قائلًا: "الشيخ مصطفى يعتبر أعظم من جسد معاني القرآن الكريم على الإطلاق؛ وهذا سبب خلوده حتى الآن"، مردفًا: "الشيخ مصطفى صاحب أكبر مخزون نغمي بين القراء، وقد حوت تلاواته العديد من المقامات الموسيقية: أساسية وفرعية، استطاع تطويعها في خدمة كتاب الله،ما منحه الهيبة والتمكين والحب في قلوب المستمعين".
احتفال خاص من إذاعة القرآن الكريم
وبمناسبة مرور 45 عامًا على رحيله، خصصت إذاعة القرآن الكريم معظم تلاوات اليوم للقاريء الشيخ مصطفى إسماعيل؛ حيث تذيع له نحو عشر تلاوات، متفاوتة المدة، فضلًا عن الأذان على مدار اليوم، ولقاء نادر يحكي فيه جانبًا من أسراره..بحسب رضا عبد السلام رئيس شبكة القرآن الكريم.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.