الاستيراد يهدد الصناعات الحرفية.. صاحب ورشة مستلزمات عيد الميلاد: لو الحال استمر كدا هنقفل (فيديو وصور)
فى الوقت الذي يضع فيه الناس أهدافا وخططا للعام الجديد، هناك فئة منعتها الظروف من أن تجد أملا للاستمرار في عملها وتوفير أبسط الاحتياجات، فمع ارتفاع أسعار السلع الأساسية لم تنجُ أغلب المنتجات الترفيهية من نيل نصيب أكبر في موجة الغلاء.
أزمة اقتصادية من نوع مختلف، بدأت في منطقة درب البرابرة منذ أول العام الحالي واحتدت مع اقتراب موسم عيد الميلاد.. أصحاب الورش يشتكون من ارتفاع سعر الخامات واستغلال التجار مع انخفاض ملحوظ في إقبال الناس هذا العام علي شراء مستلزمات عيد الميلاد مقارنة بالعام الماضي.
أسعار زينة الكريسماس
وقال مصطفى محمد صاحب ورشة حديثة: "إن موسم احتفالات السنة الجديدة يشهد إقبالا ضعيفا من الزبائن هذا العام، بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات عيد الميلاد، وشجرة الكريسماس، مقارنة بالعام الماضي، وايضا أولوية الناس تتجه نحو توفير احتياجاتهم الأساسية وليس هناك اهتمام قوي بالسلع الترفيهية مثل زينة الكريسماس وبابا نويل".
إشكالية استيراد زينة الكريسماس
بنظرة تحمل الكثير من الأسف والاستسلام بشأن ضعف حركة البيع بالأسواق يعقد مصطفى مقارنة بين موسم عيد الميلاد الماضي والجاري فيقول:“ في ٢٠٢٢ وضعت الدولة ضوابط على الاستيراد، فلجأنا لشراء مستلزمات الشجر من مصنع مصري، واشتغلنا بتلك الخامات لكن السنة دي لما الاستيراد اتفتح، المستوردين لديهم كميات كبيرة من إكسسوارات وزرع شجر الكريسماس، والزبون بقى يشتري المستورد".
فى كلمات بسيطة ومعبرة يلخص مصطفى صاحب ورشة التصنيع رحلة الـ 30 عاما الماضية التي عمل خلالها فى هذا السوق، وتعرف جيدا على طبيعة سلوك المستهلك المصري فيقول " الزبون لو المعروض قدامه قليل بيدفع ولو فيه سلع وبضائع كتير بيماطل ويفاصل، لأن ده كله قائم على العرض والطلب".
أزمة ورش تصنيع مستلزمات عيد الميلاد
وعن وصفه تأثير ارتفاع أسعار زينة الكريسماس على التصنيع يقول مصطفى: "لا يعتبر هناك موسم لأننا بنتسلى، شجرة عيد الميلاد الواحدة بتكلفني كهرباء وخامات ويومية عامل فلما أعمل شجرتين كل يوم الواحدة فيها 50 جنيه مش مكسب فى ظل ظروف المجتمع، وأصبحت بنشتغل بكميات قليلة علشان الشغل ميتركنش".
أحوال اقتصادية شاقة، فتحت على الحرفيين أبوابا من الأعباء المادية يصعب عليهم تحملها وفرضت تهديد لامحال منه لمستقبل الصناعة اليدوية فى مصر".
ويستكمل مصطفى حديثه قائلا: "لو الحال استمر كدا هنقفل مش هيكون فى شغل، ليس بالنسبة لي فقط بل لكل ورش التصنيع الحرفية" .
وضع الصناعات اليدوية في مصر
وأضاف: "لا نتيجة بدون مقدمات هكذا تعلمنا من دراسة المنطق، يستكمل مصطفى حديثه ليس عن بداية أزمة الورش فى حد ذاتها بل المتاعب التي تواجه الصناعات الحرفية فى مصر من بعد ثورة يناير.. الصناعة زمان كان ليها قيمتها لكن دلوقتي في خان الخليلي قل التصنيع اليدوي، لأن فتح الاستيراد فى مصر أتاح لدى المستهلك المصري خيارات عديدة جعلته يقارن بين المنتج المستورد والمحلي فأصبح يتجه لشراء المنتجات الواردة من الصين بسبب قلة تكلفتها وبالتالي قلة عدد المترددين علي شراء الصناعات المحلية".
تغّير أولويات العمالة المصرية
اتقان جميع التفاصيل الفنية والجوانب الدقيقة فى مهنة الحرف اليدوية ليس بالسهل أبدا، فالأغلب يستغرق سنوات طويلة من أجل أن يتشرب هذه الصنعة التي تحتاج للفن والخبرة معا، يستكمل مصطفى حديثه بنوع من الحزن على هذه الصناعة القيمة التي أصبح مستقبلها غامضا فيقول: "العمال غير مؤهلين بشكل كافٍ، واتجه الكثير منهم إلى مهن لا تتطلب مجهود شاق عكس تلك الصناعات موضحا "دلوقتي الشباب مش عايز يتعب ولا يشقى في مهنة زي بتاعتنا دي فبيروح يشتغل دليفري ولا سواق على توكتوك ".
البحث عن الحلول الممكنة
وبين الاستسلام لليأس أو محاولة الوصول إلى أمل جديد لايزال يحاول أصحاب الصناعات الحرفية تطوير الصناعة اليدوية الأصيلة التي بدأت منذ زمن بعيد في خان الخليلي وورثوها عن آبائهم منذ زمن بعيد، حاول البعض منهم جعل المنتجات الترفيهية أكثر احتياجا للناس لتتحول إلى سلع أساسية، من الضروري شراؤها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.