رئيس التحرير
عصام كامل

تزامنا مع احتفالات الكنيسة، قصة الأنبا آبرام بن زرعة

الكنيسة، فيتو
الكنيسة، فيتو

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة البابا أبرآم بن زرعة البطريرك الثاني والستين من بطاركة الكرازة المرقسية.

قصة الأنبا آبرام بن زرعة

تنيح سنة 695 للشهداء ( 979م ) تنيَّح البابا القديس الأنبا أبرآم بن زرعة البطريرك الإسكندري الثاني والستون.

كان الأنبا آبرام من مسيحيي بلاد السريان، وكان تاجرًا ثريًا يتردد على مصر كثيرًا لشئون تجارته، ثم أقام بها وكان يتحلى بفضائل كثيرة أهمها الرحمة على ذوى الحاجات، كما شاع ذكره بالعلم والصلاح.

لما خلا الكرسي البطريركي أجمع الأساقفة والشعب على اختياره بطريركًا. فلما جلس على الكرسي المرقسي وزَّع كل أمواله على الفقراء والمساكين، وقد أبطل العادات الرديئة ومنعَ وحرمَ السيمونية في الكنيسة، واتخاذ السراري، ولما تمسَّك أحد الأغنياء بسراريه حرمه الأب البطريرك فمات شر ميتة واتّعظ الكثيرون مما أصابه.( ومن أهم الأساقفة معاصريه الأسقف العالم الروحاني والمؤرخ الضليع الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين الذي كتب تاريخ البطاركة وبعض الكتب الروحية والطقسية).


وفي عهد هذا البابا تمت معجزة نقل الجبل المقطم الشهيرة. وذلك أنه كان للخليفة المعز لدين الله الفاطمي وزير اسمه يعقوب بن كِلِّس يكره المسيحيين ويريد الإيقاع بهم، فدخل على الخليفة وقال له: يوجد في إنجيل المسيحيين آية تقول: " لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل "( مت 17: 2). ولا يُخفي على أمير المؤمنين ما في هذه الأقوال من الادعاء الباطل.

وللتحقُّق من ذلك يجب استدعاء بطريركهم ليقيم الدليل على صدق قول مسيحهم. ففكَّر الخليفة قليلًا ثم قال " إذا كان قول المسيح هذا صحيحًا فلنا فائدة عظمى، فإن الجبل الذي يكتنف القاهرة إذا ابتعد عنها يصير مركز المدينة أعظم وأوسع، وإذا لم يكن صحيحًا تكون لنا حجة على اضطهاد المسيحيين ".

ثم دعا الخليفة الأب البطريرك وعرض عليه هذا الكلام، فطلب منه مهلة ثلاثة أيام فأمهله. ولما خرج من لدنه جمع الأساقفة والرهبان القريبين ومكثوا بكنيسة القديسة العذراء – المعلقة – بمصر القديمة، ثلاثة أيام صائمين ومصلين لله، وفي فجر اليوم الثالث ظهرت القديسة العذراء للأب البطريرك وأعلمته عن إنسان دبَّاغ قديس اسمه سمعان، سيجرى الله على يديه هذه المعجزة. فاستحضره وأخذه معه وجماعة من الأساقفة والكهنة والرهبان والشعب، ومثلوا بين يدي المعز، وأبلغوه باستعدادهم لنقل الجبل، فخرج المعز ومعه رجال الدولة إلى قرب الجبل المقطم، فوقف البطريرك ومن معه في جانب، والمعز ومن معه في جانب آخر. ثم صلى البطريرك والمسيحيون الذين معه وسجدوا ثلاث مرات قائلين: ( كيرياليسون... يارب ارحم ) وكان عندما يرفع البطريرك والشعب رؤوسهم بعد كل ميطانية يرتفع الجبل، وكلما سجدوا ينزل إلى الأرض، وإذا ساروا سار أمامهم.

فوقع الرعب في قلب الخليفة ومن معه، فتقدم الخليفة من البطريرك وهتف قائلًا ( عظيم هو الله وتبارك اسمه، لقد أثبتم أن إيمانكم حقيقي حي، فاطلب ما تشاء وأنا أعطيه لك ). فلم يقبل البطريرك أن يطلب شيئًا ولما ألح عليه قال له ( أريد تعمير الكنائس وخاصة كنيسة القديس مرقوريوس – أبو سيفين – بمصر القديمة ). فكتب له منشورًا بذلك وقدَّم له من بيت المال مبلغًا كبيرًا، فشكره ودعا له وامتنع عن قبول المال، فازداد توقيرًا عند المعز. فعَمَّرَ البابا البطريرك كنيسة أبى سيفين وكنائس أخرى كثيرة.
 

وتذكارًا لمعجزة نقل الجبل المقطم أضافت الكنيسة ثلاثة أيام إلى صوم الميلاد فأصبح 43 يومًا، كذلك أخذت الكنيسة عن هذا البابا صوم يونان ( 3 أيام ) التي كان يصومها السريان.

ولما أكمل سعيه الحسن تنيَّح بسلام بعد أن أقام على الكرسي المرقسي ثلاث سنين وستة أشهر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية