رئيس التحرير
عصام كامل

جورجى زيدان، بدأ حياته صانعًا للأحذية، وأصبح رائدا للقصة التاريخية الإسلامية، أصدر 22 رواية، وأسس دار الهلال

جورجى زيدان صاحب
جورجى زيدان صاحب مؤسسة دار الهلال،فيتو

جورجى زيدان ، صحفى وأديب ومؤرخ من لبنان، يعد رائدا فى القصة التاريخية الإسلامية فى العالم العربى، أصدر ما يقرب من 22 رواية تاريخية اعتمد فيها على الأسلوب الروائى السهل، أسس أعرق مؤسسة صحفية في مصر هي مؤسسة دار الهلال، قام بترجمة العديد من الموسوعات وأصدر مجموعات من سير العظماء بلغت مائة شخصية، مزج فيها الترجمة بالتاريخ، كما اتصفت كتاباته بالمصداقية؛ من خلال حرصه على ذكر جميع المصادر والمراجع التي استقى منها معلوماته.

 
ولد جورجى حبيب زيدان الشهير بـ جورجى زيدان  السورى الأصل الذى ولد في بيروت في مثل هذا اليوم 14 ديسمبر 1861  ، بدأ حياته صانعا للأحذية وهو فى الثانية عشرة من عمره تحقيقا لرغبة والده، لكنه لم ينس القراءة والاطلاع التى أدمنها جورجى زيدان منذ تعلمها فى السنوات الأولى بمدرسة القديس إلياس ببيروت، حتى إنه التحق عضوا بجمعية شمس الدين بدر الأدبية وهو صغيرا.

 

تاريخ اللغة العربية 

درس اللغات الشرقية خاصة العبرية والسريانية ووضع كتابا باسم (الفلسفات اللغوية والألفاظ العربية) عام 1886، ثم أصدر كتاب تاريخ اللغة العربية عام 1904.
بدأ الكتابة فى مجلة المقتطف التى أصدرها فارس نمر ويعقوب صروف حتى رأس تحريرها مقابل 8 جنيهات شهريا.


فشل فى دراسة الطب 

رفضت أمه عمله بصناعة الأحذية فالتحق بمدرسة الطب في بيروت وفُصِل منها لاشتراكه في مظاهرة، اقترض من جار له وأتى إلى مصر للالتحاق بكلية الطب حيث كانت لديه رغبة شديدة فى دراسة الطب بمدرسة قصر العينى فى مصر فاقترض من صديقه مصباح الحمصانى 6 جنيهات وحضر إلى مصر عام 1883 إلا أنه فوجئ بطول سنوات الدراسة فى الطب فاتجه إلى الكتابة والعمل الصحفى وعمل محررا بصحيفة الزمان اليومية التى كان يصدرها عكسان صرافيان فى القاهرة وكانت الصحيفة اليومية الوحيدة التى تصدر فى القاهرة فى هذا الوقت بعد أن عطلت بريطانيا الصحافة المصرية بعد الثورة العرابية، درس جورجى زيدان اللغات الشرقية خاصة العبرية والسريانية ووضع كتابا باسم (الفلسفات اللغوية والألفاظ العربية) عام 1886.

إصدار مجلة الهلال 

أصدر جورجى زيدان مجلة "الهلال" عام 1892 وجعل أول باب فيها بعنوان (أشهر الحوادث وأعظم الرجال) كان يترجم فيه للعظماء من أبطال التاريخ والأدباء والفنانين ورجال الطب والدين والملوك والقواد والمصلحين والوزراء حتى وصل عدد الشخصيات التي قدمها مائة شخصية، ضم هذه الشخصيات في كتاب يقع في جزءين سماه (تراجم مشاهير الشرق) منهم الطهطاوي، محمد على باشا، أرسطو، ابن رشد، جانكيزخان، المتنبي، على مبارك، عبده الحامولي، الشيخ محمد عبده، فيردي، الملكة فيكتوريا، الخديوي إسماعيل، ابن خلدون، جورج واشنطن، تسي هسي إمبراطورة الصين.

جورجى زيدان وسط مجلداته 

جمع جورجى زيدان من مجموعة هذه التراجم كتابا ضخما يقع فى جزأين باسم (مشاهير الشرق الذين رحلوا فى القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين فى مصر والبلاد العربية والعالم ) ضم فيه شخصيات الامراء والفنانين والمفكرين والسياسيين ولم ينس المرأة.

منهجه فى جمع المعلومات 

كان جورجى زيدان قبل أن ينشر ترجمة عن شخصية يطلب من القراء كل من يملك صورة للشخصية التالية يرسلها له على دار الهلال، وكان إذا أخذ صورة من جريدة أخرى يشير إلى ذلك، ويقول "من خلال ترجماتى وتقديمى لهذه الشخصيات أردت أن يرى القارئ الأنوار المنبعثة من ثقافة الماضى البعيد. كما أراد أن يقوى الأخلاق ويعفف النفوس من خلال شخصيات كان لها أثر كبير على البشرية.

وتتعدد المناسبات التي اختار منها جورجى زيدان شخوص ترجماته،فعندما اقيم تمثل كلوت بك فى مدرسة الطب المصرية كتب ترجمة له لأنه هو الذى أقام مدرسة الطب، وعندما وضع حجر الأساس للمتحف المصرى أصدر ترجمة لمارييت باشا مؤسس المتحف.وهذا من منطلق ان عظمة الشخص تتوقف على مدى إتمام عمله لخير البشرية فربط بين العظمة والمنفعة.ويستبعد من العظمة سفاكى الدماء الذين يعملون لأنفسهم ولا ينفعون أنفسهم إلا بضرر الآخرين وضرب المثل على ذلك بالاسكندر الأكبر ونابليون بونابرت.

باحث فى التراث العربى 

قال عنه الأديب والقاص إبراهيم عبد المجيد في تصريح خاص لفيتو: أن جورجي زيدان يعد أحد مؤسسي الصحافة المصرية والعربية، نظرا لتأسيسه دار الهلال، ويعد زيدان باحث وأديب، فقد بحث في التراث العربي عن الروايات التي تقدم المعاني الإنسانية، وهو أول من كتب الرواية التاريخية في العالم العربي، فهو استنارة كبرى في تاريخ الأدب العربي، موضحا دور مصر في تمهيد الطريق لزيدان في الوصول لهدفه.

جورجى زيدان كاتبا 

أصدر أول رواية تاريخية بعنوان (المملوك الشارد) ليدخل بعدها مجال الطبع والنشر فقام بإنشاء مطبعة بالشراكة مع نجيب مترى صاحب دار المعارف، وعندما دب الخلاف بينهما استقل جورجى بالمطبعة وأطلق عليها مطبعة التأليف التي أصدر عنها مجلة الهلال وسميت المطبعة باسم مطبعة الهلال عام 1892 وكانت تقع بشارع الفجالة فى ذلك الوقت وما زالت تصدر الهلال حتى يومنا هذا.

الراحل جورجى زيدان 

رحل جورجى زيدان عام 1914 عن 53 عاما، وقبل رحيله أوصى ابنيه إميل وشكرى زيدان بمجلة الهلال قائلا:حافظا على الهلال فهو الأثر الذي وقفت له حياتى ونشاطى.

سلسلة روايات تاريخ الإسلام 

ترك زيدان وراءه تراثا من الكتب منها تاريخ العرب قبل الإسلام، وتاريخ اللغة العربية، وتراجم مشاهير الشرق فى الأدب، والفلسفة اللغوية فى الألفاظ العربية، وطبقات الأمم، وعجائب الخلق، بالإضافة الى سلسلة روايات تاريخ الإسلام من 18 مجلدا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
 

الجريدة الرسمية