نجيب محفوظ.. حكاية فيلم تبرأ منه أديب نوبل.. نور العيون سقط رغم توافر عناصر النجاح.. وتصريحات غاضبة من صاحب الثلاثية ضد فيفي عبده
الأديب الكبير نجيب محفوظ 1911-2006 من أكثر الكُتَّاب والأدباء الذين تحولت رواياتهم وقصصهم إلى أفلام مهمة أثارت الجدل، واحتلت مكانة كبيرة في تاريخ مصر السينمائي، منها ما كتب لها محفوظ بنفسه السيناريو ومنها من كتبه غيره، وقد صدرت بعض رواياته في أفلام تختلف أسماؤها عن الاسم بالرواية أو القصة الأدبية، فاتخذت قصص الحرافيش التي قدمت للسينما أسماء فتوات بولاق، وصمة عار، الخادمة، ليل وخونة ونور العيون، وتحل اليوم الذي الثانية عشرة بعد المائة الأولى لأديب نوبل وأحد الخالدين في الذاكرة المصرية نجيب محفوظ.
نجيب محفوظ، محطات بحياة قلب الأسد وأديب نوبل في ذكرى ميلاده الـ 112
وعلى الرغم من المسيرة الأدبية والفنية المدهشة له، فإن فيلمًا واحدًا عكر مزاجه ودفعه إلى التنكر له والتبرؤ منه وهو فيلم “نور العيون” فما القصة وما الكواليس، وماذا حدث؟
لفيلم نور العيون قصة مثيرة مع نجيب محفوظ؛ فهو الفيلم الوحيد الذي اعترض عليه الأديب الكبير حتى إنه أعلن تبرؤه من الفيلم وقصة الفيلم، على الرغم مما توافر له من سيناريست استثنائي هو الراحل وحيد حامد ومخرج كبير ومهم وهو المخرج حسين كمال، ووضع موسيقاه التصويرية الراحل عمار الشريعي.
الفيلم الذي تم إنتاجه في عام ١٩٩١، مأخوذ عن قصة قصيرة في بداية مجموعة نجيب محفوظ القصصية "خمارة القط الأسود" التي كتبها الأديب نجيب محفوظ، ونشرت بجريدة الأهرام عام 1969 بعنوان "كلمة غير مفهومة"، وتختلف تمامًا عن مضمون الفيلم.
القاهرة 30.. حكاية فيلم كتبه نجيب محفوظ ورفضه عندما تولى رئاسة الرقابة.. وسر نفوره من محجوب عبد الدايم
أحداث القصة الأصلية
وتدور قصة نجيب محفوظ “كلمة غير مفهومة” التي أصبحت فى الفيلم باسم “نور العيون” في أجواء دنيا الفتوات، في عالم الحارات المصرية، حول المعلم حندس الذي حلم حلمًا مزعجًا، ولما استيقظ راح يحكي لزوجته عما شاهده، فقد رأى نفسه في الحلم مع حسونة الطرابيشي الذي طمع يومًا ما في الفتوَنة، وقد صارع كل منهما الآخر فقتله، ورآه تحت قدميه والدم يغطي فمه، وقد أخبره حسونة ـ القتيل ـ في المنام أنه سيقتله وهو في القبر، وذلك بعد أن نذرت زوجة حسونة ابنها الذي وضعته للأخذ بثأر أبيه.
ويتم البحث عن ابن حسونة الطرابيشي وزوجته التي اختفت بعد أن انفرد حندس بالفتونة، وبعد سنوات يأتي مقرئ ضرير يقرأ في المقابر وهو الشيخ الدرديري ويخبر حندس أنه يعلم مكان زوجة حسونة وابنها لمداومتهم على زيارة قبر حسونة، وأخبره أن ابن حسونة سيزور والده في عيد الأضحى، ويذهب حندس إلى المقابر في العيد لكن لا يحضر ابن حسونة وامه، ويعنف حندس الشيخ ويتوعده ويخبره مرة أخرى عن مكان الابن ويتبين أنه مقام أحد الأولياء، وعندما يذهب إليه حندس يسقط قتيلًا فجأة وسط رجاله من حيث لا يعلم أحد.
«بداية ونهاية» أولى روايات نجيب محفوظ للسينما.. سبب انطلاقة سناء جميل.. وهذا سر رفض فاتن حمامة المشاركة بالفيلم
نهاية غير معلومة
هي أقصوصة في صفحات قليلة كتبها الأديب نجيب محفوظ مبهمة النهاية ليترك للقارئ استنتاج النهاية كما يشاء وهل هو حلم أم واقع ومَن يكون القاتل.
35 عامًا على فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، تأييد اللجنة المانحة لإسرائيل سبب رفضها ترشيح طه حسين
تغيير فى احداث القصة
أما الفيلم فقد استبدل الشاب ابن حسونة الذى سيقتل الطاغية حندس بفتاة هي الراقصة فيفي عبده، التي اعتمد عليها السيناريو، وتغيرت أسماء الأبطال جميعهم وبدلًا من ميلاد الابن يوم مقتل أبيه، نجد الفتاة قد شاهدت مقتل أبيها وهي في العاشرة من عمرها، وتكبر وتدخل السجن ظلمًا في قضية دعارة، ويبدأ الفيلم بخروجها من السجن وطلاقها من زوجها الذي تسبب في سجنها ويتوسط الشيخ الأعمى لها في وظيفة عند حندس الذي أصبح اسمه في الفيلم دعبس الذي يرمي شباكه حولها وهو لا يعلم عنها شيئًا، ثم يطردها فتحترف الرقص ويصعد نجمها وتشتهر وتقرر الانتقام منه لأبيها.
غضب الأديب الراحل نجيب محفوظ بعدما شاهد فيلم "نور العيون" لأنه بحسب تعبيره، لا يمت بصلة للقصة المأخوذ عنها الفيلم وقال في تعليق له بمجلة الإذاعة عام 1991: “أنا شفت إعلان فيلم اسمه (نور العيون) ومكتوب عليه بالبنط العريض (قصة الأديب الكبير نجيب محفوظ) وشجعني على دخول الفيلم إن كاتب السيناريو اسم كبير هو وحيد حامد والمخرج حسين كمال أيضا كبير، دخلت الفيلم وجدته مالوش علاقة أبدًا بالقصة التي كتبتها وكنت أحبها، ولما سألت قالوا إن القصة دي اشترتها شركة إنتاج، وفكرت الشركة مين اللي يصلح للبطولة فقالوا الراقصة فيفي عبده مع إن القصة لم يكن بها شخصيات نسائية أبدًا حتى يمكن أن تقوم راقصة ببطولتها، وأنهم غيروها وخلوها مافيهاش رجالة خالص علشان يفصلوه على فيفى عبده ويدخلوا في القصة عدة رقصات خليعة”.
نوبل للآداب.. تاريخ مثير للجائزة الأرفع عالميًا.. إعلان اسم الفائز الجديد خلال ساعات.. وتوقعات بفوز صاحب رواية آيات شيطانية
يذكر أن فيلم نور العيون أنتجته السينما المصرية عام 1991، وشارك في بطولته مع فيفي عبده كل من: عادل أدهم ومحمود الجندي ومحمد وفيق، وعلى الرغم من توافر جميع العناصر الكافية لإنجاحه على جميع المستويات فإنه لم يكتب له النجاح، ويكاد يكون عرضه معدومًا بالفضائيات، وهو ما يبرر لماذا تبرأ منه نجيب محفوظ فور عرضه، مشددًا على أنه لم يكتب النص الذي ظهرت أحداثه بالفيلم.
التقى الناقد الفني طارق الشناوي بأديب نوبل نجيب محفوظ في كازينو النيل بعدما شاهد فيلم "نور العيون" ـ كما نشرت مجلة صباح الخير عام 1991 ـ إخراج حسين كمال وقال له: "أنا خايف الناس يعاتبوني ويقولوا إيه اللي لمك يا نجيب على الرقاصة دي"؟، يقصد بطلة الفيلم فيفي عبده.
7 نساء خلدتهن كتابات نجيب محفوظ فى السينما المصرية
مسئولية المخرج اولا
أما الكاتب والسيناريست وحيد حامد، فقال إن كل ما جاء في الفيلم وشاهده الجمهور يُسأل عنه المخرج حسين كمال، حيث إن للمخرج وجهة نظر دائمًا ما تكون خاصة ومختلفة عن السيناريو والقصة الأصلية.
كيف بدأ نجيب محفوظ مشوار الكتابة؟
فيلم نور العيون بطولة فيفى عبده، عادل أدهم، محمود الجندى، محمد وفيق، سيد صديق، إبراهيم صالح، عبد السلام محمد وعزيزة راشد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.