رئيس التحرير
عصام كامل

المادة 99 ووقف إطلاق النار في غزة، ماذا يعني استخدام المادة الأهم في ميثاق الأمم المتحدة ضد إسرائيل، ورفض أمريكي إسرائيلي لاستخدامها

رئيس حكومة الاحتلال
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فيتو

هجوم ليس الأول من نوعه تشنه قيادات دولة الاحتلال على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، إلا أن الساعات القليلة الماضية ازداد هجوم حكومة الاحتلال على الأمين العام للأمم المتحدة بسبب استخدام المادة "99" من الميثاق التأسيسي للمنظمة الدولية للتحذير من أن الحرب في غزة قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة للسلام والأمن الدوليين، وهو الأمر الذي أثار مخاوف دولة الاحتلال خاصة أن استخدام هذه المادة يأتي وسط استعدادات للتصويت على مشروع قرار مدعوم عربيًا ودوليًا  لوقف إطلاق نار فوري بقطاع غزة، فماذا يعني استخدام المادة 99 ؟


تنبيه مجلس الأمن الدولي إلى التهديد العالمي الذي تمثله حرب غزة


واتخذ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، خطوة نادرة الأربعاء الماضي عندما نبه مجلس الأمن الدولي في رسالة رسمية اعتمد فيها على المادة 99 من ميثاق المنظمة، إلى التهديد العالمي الذي  يمثله العدوان الإسرائيلي على غزة.

وتسعى الدول العربية إلى استخدام هذا التنبيه في دفع المجلس إلى الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غضون أيام، إذ قدمت دولة الإمارات إلى المجلس مشروع قرار يطالب، بناء على رسالة جوتيريش، "بوقف إنساني فوري لإطلاق النار" في غزة.


وكان خلاف دبلوماسي قد اندلع بين إسرائيل والأمم المتحدة في أكتوبر الماضي، حين دعا مسؤولون إسرائيليون إلى استقالة غوتيريش بعد أن قال إن  طوفان الأقصى "لم تحدث من فراغ".

 

استخدام المادة 99 لمواجهة الأخطار


وتعد المادة 99  بحسب تقرير أعدته “ هيئة الإذاعة البريطانية ”بي بي سي" أقوى أداة على الإطلاق يمكن أن يستخدمها أي أمين عام للأمم المتحدة، لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمن والسلم الدوليين.
وكانت المرة الأخيرة التي استخدمت فيها هذه المادة عام 2006. وبذلك تكون هذه المادة استخدمت 10 مرات فقط منذ إنشاء الأمم المتحدة عام 1945.
وردت المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة في الفصل الـ 15 الذي يتعلق بالأمانة العامة للمنظمة ومهام الأمين العام.
وتقول المادة 99: "يحق للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".

 

اقرأ أيضا.. الأمين العام للأمم المتحدة يستخدم المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لأول مرة.. جوتيرش يدعو مجلس الأمن لوقف الإبادة الجماعية في غزة.. والفيتو الأمريكي والتواطؤ الغربي يعطل جهود وقف الحرب

 


المادة الأكثر أهمية في ميثاق الأمم المتحدة


وهذه المادة واحدة من بين خمس مواد في ميثاق الأمم المتحدة تحدد مهام الأمين العام، وهي أكثرها أهمية في سياق السلام والأمن الدوليين.

وتسمح المادة 99 للأمين العام ببدء مناقشة في مجلس الأمن.

وكان الأمين العام السابق، داج همرشولد، قد شدد على أن "المادة 99 هي التي حولت منصب الأمين العام من مسؤول إداري بحت إلى مسئول يتمتع بمسؤولية سياسية واضحة".
وأشار جوتيريش إلى تلك المادة صراحة في رسالة رسمية بعث بها إلى رئيس مجلس الأمن الدولي.

 

مجازر الاحتلال في غزة، فيتو


رسالة الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي


"أكتبُ إليكم بموجب المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لكي أسترعي انتباه مجلس الأمن إلى مسألة أرى أنها قد تفاقِم التهديدات القائمة التي تكتنف صون السلم والأمن الدوليين".
وأشار غوتيريش في رسالته إلى "المعاناة الإنسانية المروعة والدمار المادي والصدمة الجماعية في شتّى أرجاء إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة" بسبب القتال المتواصل لأكثر من ثمانية أسابيع.
وقال الأمين العام إن المدنيين في غزة "يواجهون خطرا جسيما" بسبب المعارك التي أدت إلى اكتظاظ السكان والحط من كرامتهم وافتقارهم النظافة الصحية واضطرارهم إلى المكوث في الشوارع لعدم وجود مأوى.
وفي ظل هذه الظروف، كما يقول غوتيريش، "سوف يموت المزيد من الأشخاص دون أن يحصلوا على العلاج في غضون الأيام والأسابيع المقبلة".
ونبه الأمين العام إلى الخطر الجسيم الذي "يتمثل في انهيار المنظومة الإنسانية.. بما تنطوي عليه من تبعات لا سبيل إلى إزالتها وتغيير مسارها بعيدا عن الفلسطينيين والسلام والأمن في المنطقة. ويجب تفادي هذه النتيجة بأي ثمن".
وقال: إن "على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية استخدام كل ما في وسعه من نفوذ.. لوضع حد لهذه الأزمة". وحث "أعضاء مجلس الأمن على ممارسة الضغط لدرء حدوث كارثة إنسانية"، مجددا مناشدته "للإعلان عن وقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية".

 

الأمين العام للأمم المتحدة، فيتو

صلاحيات إضافية للأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار بغزة

 

وبحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي " أنه إذا اختار المجلس العمل بناء على نصيحة جوتيريش واعتماد قرار لوقف إطلاق النار، فسيكون لديه، كما يقول مراقبون، صلاحيات إضافية تحت تصرفه لضمان تنفيذ القرار، من بينها سلطة فرض عقوبات أو التفويض بنشر قوة دولية.
وردا على رسالة جوتيريش، نشرت دولة الإمارات، عضوة مجلس الأمن حاليا، منشورا على موقع إكس قالت فيه إنها قدمت مشروع قرار جديد إلى المجلس، و"دعت إلى اعتماد قرار لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية بشكل عاجل".
لكن محللين يقولون: إن القرار المزمع لن يغير الحسابات السياسية للقوى الدائمة العضوية في مجلس الأمن.
وقال دبلوماسيون: إن الإمارات تهدف إلى طرح النص للتصويت يوم الجمعة عندما يطلع جوتيريش، كما هو مقرر، المجلس على الوضع في غزة.
ويتطلب تبني القرار موافقة تسعة أصوات مؤيدة، على الأقل، وعدم استخدام الأعضاء الخمسة الدائمين – الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين أو فرنسا أو بريطانيا – حق  الفيتو- ضد القرار.

رفض أمريكي إسرائيلي لاستخدام المادة 99


وفي محاولة إسرائيلية لإرهاب الأمين العام للأمم المتحدة، دعا وزير خارجية الاحتلال، إيلي كوهين، إلى استقالة جوتيريش، قائلا إن ولاية الأمين العام للأمم المتحدة "تشكل خطرا على السلام العالمي".
وقال نائب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، إن الولايات المتحدة لا تدعم أي إجراء آخر من جانب مجلس الأمن في الوقت الحالي.
وقال مندوب إسرائيل، جلعاد إردان، عبر منصة إكس، إن جوتيريش "بلغ مستوى جديدا من التدني الأخلاقي" لاستخدامه المادة 99.
وأضاف أن الأمين العام قرر "تفعيل هذه المادة بشكل نادر من أجل أن يُسمح له فقط بالضغط على إسرائيل".
ووصف إردان خطوة جوتيريش بأنها "دليل إضافي على الانحراف الأخلاقي للأمين العام وانحيازه ضد إسرائيل".
وكرر دعوته إلى الأمين العام للاستقالة على الفور.

مجلس الأمن الدولي، فيتو


جامعة الدول العربية تؤيد استخدام المادة 99

 

الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عبر في منصة إكس،  أعرب عن تأييده لمبادرة جوتيريش، وأضاف أن لجوء الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن وفق المادة 99 من الميثاق لأول مرة منذ توليه منصبه "يشهد على فداحة الموقف، ولابد أن يتحمل المجلس مسؤوليته بعد هذا الإفشال المتكرر".
وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس جيبريسوس، دعمه لتفعيل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة.
وقال جيبريسوس إن النظام الصحي في غزة "على وشك الانهيار".
وأكد على وجود حاجة للسلام من أجل الصحة.

 

استخدام  "المادة 99 " 10 مرات فقط من إنشاء الأمم المتحدة

 

وكانت المرة الأخيرة التي استخدمت فيها هذه المادة عام 2006. وبذلك تكون هذه المادة استخدمت 10 مرات فقط منذ إنشاء الأمم المتحدة عام 1945.
وهذه المرات هي: الكونغو (13 يوليو 1960)، وشرق باكستان (3 ديسمبر 1971)، وقبرص (16 يوليو 1974)، وأزمة الرهائن الأمريكيين في إيران (25 نوفمبر 1979)، والحرب الإيرانية - العراقية (23 سبتمبر 1980)، ولبنان (15 أغسطس 1989)، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (15 مايو 2003)، وليبيريا (28 يونيو 2003)، ولبنان (29 يوليو 2006)، والآن غزة.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

الجريدة الرسمية