سيناريوهات ما بعد العدوان الإسرائيلى.. مستقبل المقاومة.. خبراء يكشفون خطط دمج أجنحة الفصائل الفلسطينية فى الضفة الغربية وغزة.. د. أسامة شعت: غطرسة الاحتلال أمر مرهون بدعم واشنطن
مع اشتعال الحرب والسعار الإسرائيلى الذى يسعى لاستغلال ما حدث فى 7 أكتوبر الماضى لابتلاع قطاع غزة، يسارع خبراء فلسطينيون لاستباق العدو بتجهيز وطرح سيناريوهات للحفاظ على مستقبل المقاومة فى الداخل الفلسطينى، سواء فى غزة أو الضفة، للتوصل إلى صيغة جماعية للفصائل الفلسطينية تتوحد بموجبها تحت العلم الفلسطيني، وإنهاء ميراث الانقسام الصعب الذى يعطى الاحتلال الفرصة لالتهام المقاومة والقضاء عليها فى خطوة تهدف للاستفراد بالشعب الفلسطيني.
يقول الدكتور جهاد الحيزراني، القيادى الفلسطيني: إنه منذ بداية العدوان الإسرائيلى على غزة وبنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل يسعى إلى ضرب المقاومة والتخلص منها، وهو الأمر الذى فشل حتى هذه اللحظة.
وأضاف جهاد الحيزراني، أنه من المتوقع إنتاج سيناريو بديل عن فكرة تفكيك المقاومة وحركة حماس، وذلك لصعوبة تنفيذ هذا المخطط، وهو ضم غزة إلى الضفة الغربية موضحا أنه سيناريو فى صالح القضية الفلسطينية لعدم اختزالها فى قطاع غزة فقط، وأشار إلى أن الضفة الغربية تعانى أيضا من جرائم الاحتلال وهناك اشتباكات مسلحة مع المقاومة فى الضفة وينفذ عمليات اقتحام واعتقال ضد سكان الضفة.
وأكد الحيزرانى على أنه من الضرورى توحيد الفكر السياسى فى جميع الأراضى الفلسطينية والتنسيق بين المقاومة فى كل المناطق، لعدم اختزال القضية فى قطاع غزة فقط. ونوه الحيزرانى إلى أن فكرة القضاء على حركة حماس ليست سهلة كما يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولكن قد يكون هناك مخرج سياسى لهذه الأزمة عن طريق دمج أجنحة المقاومة الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غز،ة تحت مسمى قوات الأمن الوطنى وتتولى الإشراف على الضفة والقطاع، وشدد القيادى الفلسطينى على أن المواجهة مع جيش الاحتلال مفتوحة، مشيرا إلى أن المقاومة حق مشروع للشعب فى الدفاع عن أرضه ومقدساته، مشيرا إلى أن الاحتلال لجأ إلى استخدام السيناريو العسكرى لمحاولة القضاء على المقاومة ولكنه فشل، وقد يلجأ إلى العمل السياسى لمحاولة إعادة هيكلة المقاومة من خلال دمجها معا تحت قيادة السلطة الفلسطينية، وشدد الحيزرانى على أن هناك تنسيقا بالفعل بين فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل التصدى للمخططات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بداية من مؤتمر شرم الشيخ الذى جمع بين جميع الفصائل لتوحيد الصفوف للحفاظ على هوية الشعب والتصدى لأى محاولة لتصفية القضية الفلسطينية
وفى السياق ذاته، قال الدكتور أسامة شعت، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن مخطط إسرائيل الواهم بشأن احتلال قطاع غزة والقضاء على المقاومة الفلسطينية وحركة حماس فشل على أرض الواقع، وأضاف أن جيش الاحتلال الإسرائيلى لن يستطيع تغيير هيكل المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة أو حتى القضاء عليها، لأنها مدعومة من القانون الدولي، الذى أعطى الحق لأى إنسان فى الدفاع عن نفسه وأرضه. وأكد أسامة شعت أن المقاومة الفلسطينية غير مقتصرة على حماس والجهاد الإسلامى فقط، مشيرا إلى أن هناك فصائل مقاومة أخرى مثل الحراك الشعبى وجماعة عرين الأسود وإن كانت عملية 7 أكتوبر تمت بتخطيط وتنفيذ من قيادة كتائب القسام، موضحا أن المقاومة تنطوى على جميع أفراد الشعب الفلسطيني، وشدد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الفلسطينى على أن صمود الشعب وبقاءه ثابتا فى مواجهة العدوان الإسرائيلى على غزة، وعدم التخلى عن أرضه مقاومة أيضا، وأوضح أن المقاومة ليست فقط المواجهة العسكرية ولكن هناك أيضا مقاومة سياسية ومعارك يخوضها الساسة الفلسطينيون على مدار سنوات الاحتلال لاستعادة حق الشعب الفلسطيني، وتابع: وهناك مقاومة مدنية يقوم بها أبناء الشعب الفلسطينى من مظاهرات واحتجاجات فى وجه الاحتلال الإسرائيلى ويدفعون ثمنا باهظا، بالإضافة إلى المقاومة الاقتصادية من خلال مقاطعة منتجات الاحتلال ومنتجات الدول الداعمة له، والمقاومة الإعلامية التى تكشف جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى ونقلها للعالم بأسره.
وأشاد أسامة شعت بالشعوب العربية والمقاومة التى تنتهجها ضد جرائم الاحتلال من خلال المظاهرات المناهضة الاحتلال الإسرائيلى وعدوانه الغاشم على قطاع غزة، مؤكدا أن العدو الصهيونى ليس موجودا فى جغرافيا فلسطين فقط، ولكنه يتغلغل فى جميع أنحاء العالم ويمتلك لوبيهات ضاغطة فى أغلب الدول العظمى وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وأكد شعت ان حماس ليست فقط حركة عسكرية ولكنها فصيل سياسى فى النسيج الفلسطينى لن يستطيع الاحتلال القضاء عليها وهى متواجدة فى كل أنحاء فلسطين سواء غزة أو الضفة الغربية أو حتى خارج فلسطين وتحظى بدعم العديد من الدول، وأوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أنه حال تم القضاء على الذراع العسكرى لحماس لا يعنى ذلك القضاء على الحركة كفكرة سياسية تحظى بشعبية داخل فلسطين وخارجها، مشيرا إلى أن المقاومة لا تتوقف على فصيل أو شخصية بعينها، واستشهد الدكتور أسامة شعت بحركة فتح التى حاول الاحتلال الإسرائيلى على مدار السنوات العديدة الماضية القضاء عليها، وحاول اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات ظنا منهم أنه حال موته ستنتهى المقاومة ولكنها على العكس أصبحت أكثر قوة وشراسة وقال شعت إن جيش الاحتلال الإسرائيلى قضى مدة ٥٠ يوما يكثف فيها من عدوانه الغاشم على قطاع غزة إلا أنه فشل فى تحقيق أى أهداف مدنية سوى قتل المدنيين وهدم المنازل والمستشفيات، ولم يستطع احتلال القطاع أو حتى القضاء على المقاومة أو تغيير أى شيء فى غزة سوى جرائمه التى ستظل تلاحقه إلى الأبد.
وأضاف أن جيش الاحتلال الإسرائيلى تكبد خسائر كبيرة فى الهجوم على غزة، موضحا أن هناك مصادر ومسؤولين إسرائيليين تحدثوا عن مقتل قرابة ٢٠٠٠ جندى منذ بدء الهجوم البرى على القطاع، لذلك فإنه كلما طالت فترة بقائه فى غزة زادت خسائره وأشار إلى أن إسرائيل تعانى من أزمة اقتصادية حادة والبلاد شبه متوقفة بسبب استدعاء قوات الاحتياط، لذلك بدأت فى تسريح عدد كبير من قوات الاحتياط منذ أسبوع لإعادة تشغيل القطاعات المشلولة فى تل أبيب بسبب الحرب سواء الصناعة أو الزراعة وغيره من القطاعات قبل أسبوع من الهدنة ونوه إلى أن الاحتلال عندما كان بكامل قوته لم يستطع تحقيق أهداف الحرب التى أعلن عنها فهل يستطيع تحقيق ذلك بعد تسريح جنود الاحتياط، مشيرا إلى أن المقاومة تكاتفت وأفشلت مخططات إسرائيل وأمريكا للسيطرة على القطاع وإنهاء التواجد العسكرى لحركة حماس، واستطرد أن المقاومة ستتوقف فقط عندما يأخذ الشعب الفلسطينى حقه فى إقامة دولته على حدود ما قبل ١٩٦٧ عاصمتها القدس الشرقية، وإعادة اللاجئين إلى منازلهم التى هجروا منها، وقال أسامة شعت إنه حتى وإن نجح الاحتلال فى القضاء على الحركة المسلحة للمقاومة الفلسطينية، فسيخرج غيرها من بين الشعب الفلسطينى ليحملوا السلاح للدفاع عن حقوقهم المشروعة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إن أسلحة المقاومة الفلسطينية محلية الصنع نجحت فى تدمير أحدث الأسلحة التى يمتلكها جيش الاحتلال الإسرائيلى فدمرت أكثر من ١٦٥ دبابة أكثرها من طراز ميركافا التى تفتخر بها إسرائيل بالإضافة إلى دبابة النمر التى أحرقتها كتائب القسام، فالسيناريو على أرض الواقع يكشف فشل مخططات تل أبيب فى القضاء على المقاومة
وحول سيناريوهات الموقف الأمريكى الداعم لإسرائيل من أجل تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على حركة حماس، أشار أسامة شعت إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تواجه إشكالية كبيرة فى الداخل، بسبب عمليات القتل ضد المدنيين والجرائم التى ارتكبها الاحتلال ورفض الشارع الأمريكى لهذه الجرائم وأشار شعت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تغير لهجتها عن العدوان الإسرائيلى على غزة، وجددت الدعوة إلى حل الدولتين لإنهاء الأزمة، مشيرا إلى أن العالم بأسره يدعو إلى الحل، ولكن لا يوجد حزب فى إسرائيل يريد إعطاء الشعب الفلسطينى حقه فى إقامة دولته،
وأكد أسامة شعت أن غطرسة الاحتلال أمر مرهون دائما بدعم واشنطن وأوضح أن أمريكا إذا أرادت تغيير قواعد اللعبة وحماية مصالحها فى الشرق الأوسط يجب تغيير سياستها تجاه القضية الفلسطينية، خاصة وأن هناك العديد من القواعد التى تتواجد بها قوات تابعة لواشنطن سواء فى سوريا أو العراق وتتعرض لقصف منذ بدء الهجوم البرى على غزة.
وكشف أسامة شعت أن إسرائيل وأمريكا والإعلام الغربى يحاولون تقزيم الحرب بحصرها فى القضاء على حماس، وذلك سعيا منهم لبث الفرقة بين فصائل المقاومة الفلسطينية.
وأكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية على أن جميع فصائل المقاومة الفلسطينية وحتى حركة فتح يقفون صفا واحدا فى مواجهة الاحتلال، موضحا أن هناك العديد من عناصر حركة فتح استشهدوا خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، سواء فى غزة أو حتى الضفة الغربية، وخلال اشتباكات دارت فى مخيم جنين وطول كرم، مؤكدا أن حركة فتح والسلطة الفلسطينية ترفض بشكل مطلق تصفية حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة وتعتبرهم نسيجا من الشعب.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.