إبراهيم عيسى.. لمصلحة من يا ترى؟!
قبل أيام وفي مقال عن مقارنة بين موقفي الدكتور أسامة الغزالي حرب والكاتب الصحفي إبراهيم عيسي وكيف يعترف الأول بأخطائه بينما يتمادى الثاني فيها، وقلنا إن كليهما يستحق مقالا منفصلا وقد كتبنا فعلا عن الدكتور أسامة الغزالي، ثم كانت واقعة اعتقال يوسف عطال اللاعب الجزائري في فرنسا لمجرد دعمه لغزة سببا ليذهب مقال الأمس إلى الموضوع..
وفي أثناء ذلك يشارك إبراهيم عيسي صباح الأحد في لقاءات منتدى الإعلام ليقول إنه لا يرى في حركة حماس مقاومة.. وهذا حقه -وهاجمناها قبله وبعده عندما كان يدافع عنها ويتعاون مع ويدافع عن جماعتها الأم- لكنه سرعان ما يكمل ويسأل العرب واعلامهم واعلامييهم: لماذا تريدون الإعلام في الغرب محايدًا وأنتم هنا غير محايدين؟! لماذا تؤيدون روسيا ضد أوكرانيا وهي تفعل مثل اسرائيل!
وهكذا.. لا يريد إبراهيم عيسي أن يمر يوم دون أن يؤكد التباس كل شئ عنده.. وأنه يعاني من تشوش حاد في الإدراك والوعي إلي حد إختلاط كل شي مع كل شئ ! فلا يفرق بين المعتدي والمعتدى عليه.. ولا يفرق بين كشف الحقيقة وبين تزييفها وتزويرها وطمسها..
بين الانحياز للمظلوم شعبيا وبين وهو ما يعكسه الإعلام بالتغطية وبين طمس الصورة كلها وتلوينها من منظمات ووكالات لها مآرب أخرى يعلمها الجميع..
لم يعد يمتلك القدرة على التفرقة بين حرب في أوروبا تحشد فيها أمريكا حلفها خلف دولة ودولة تتحدي وتقاتل وتواجه لم تضرب مسكنًا واحدا عمدًا ولم تقترب من المدنيين إلا في الأماكن التي تتخذها القوات الأوكرانية دروعا لنصب منصات صواريخها! وأن ضحايا أسابيع من العدوان في غزة أكثر عشرات المرات من شهور طويل.. من الحرب في أوكرانيا!
إبراهيم عيسي لم ير أم الجندي الصهيوني التي توصيه وهو يودعها بقتل كل العرب! ولم ير -ولن يري- الضابط الصهيوني وخلفه جنوده قبل تفجير مسكن بكامله بمن فيه قبل دقائق من إعلان الهدنة! علنًا! ويصور نفسه وزملاؤه والعملية! وإبراهيم عيسي لم ير -ولن يري- الضابط الصهيوني الذي إنتظر حتي إقامة الصلاة في أحد المساجد وألقي قنبلة داخله!
كم من علامات الاستعجاب يحتاجها هذا الإعلامي؟! وكم من المخططات يريد كشفها حتي يستفيق؟! وكم من الضحايا يستطيعون التعامل مع مشاعره لتتحرك كما تحركت عند أسامة الغزالي حرب؟!
الناس تراجع موقفها من السلام مع عدو ثبت أنه لا يعرف السلام. لكن إبراهيم عيسي يجر الناس في إتجاه آخر ويهاجم يوميًا رمز العداء لإسرائيل جمال غبد الناصر والذي تأكدت قوانينه في الصراع من أن "ما أخذ بقوة لا يسترد بغير القوة" وأن "الصراع صراع وجود وليس صراع حدود"!
لمصلحة من يفعل ذلك؟! من يا تري؟! من؟!
وللحديث بقية