3 هدن منذ 2008، هدنة غزة تدخل يومها الثاني وسط مخاوف من احتمالية انهيارها، وتراجع جيش الاحتلال
مع إعلان دخول هدنة غزة بين إسرائيل وحركة حماس يوم الجمعة حيّز التنفيذ، يعود إلى الذاكرة تاريخ الاتفاقات والهدن بين الطرفين. فهل تصمد الهدنة الجديدة التي انتظرها العالم 49 يومًا أم أنها ستنهار؟
وعلى مدى تاريخ الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، لم تشهد الحروب هدنًا أو وقفًا لإطلاق النار إلا بعد احتدام القتال. ففي عام 2008، أدت هدنة إلى وقف إطلاق النار بعد هجوم إسرائيلي على قطاع غزة، كانت مدتها 6 أشهر بوساطة مصرية، ودخلت حيز التنفيذ يوم 19 يوليو.
وبحسب شبكة «العربية»، تضمنت الهدنة حينها وقف إطلاق النار المتبادل، وتخفيف الحصار العسكري والاقتصادي على غزة بما فيها فتح جميع المعابر الحدودية، إلا أن هذه الهدنة انهارت سريعًا في الشهر التالي، بعدما شنت إسرائيل هجوما بريًا موسعًا على القطاع الساحلي.
وفي عام 2012 بعد 8 أيام من القصف الإسرائيلي المكثف على غزة، دخل وسطاء مثل أمريكا ومصر خط المفاوضات، فتوصلوا لهدنة توقف العنف لفترة طويلة، إضافة إلى منع تهريب السلاح إلى القطاع، كما تم الاتفاق على إدخال المساعدات الإنسانية وفتح المعابر. لكن هذه الهدنة تعثرت أيضًا بعد أن اتهمت تل أبيب مصر التي كانت وسيطًا بالانحياز إلى حركة حماس.
وفي عام 2014، وبعد حرب دامت 50 يومًا وخلفت أكثر من 2000 قتيل في غزة، قضت هدنة بوقف إطلاق النار وفتح المعابر لنقل المساعدات الإنسانية ومستلزمات الإعمار، إلا أنها فشلت أيضًا بعد تواصل المعارك في قطاع غزة، وتبادل إسرائيل وحماس المسؤولية عن ذلك.
قصف قطاع غزة بلا هوادة
ورغم مخرجات تلك الهدن، إلا أنها لطالما أثبتت أنها مجرد ضماد مؤقت. أما اليوم، فلا يبدو أن الأمور مختلفة، خصوصا وأن تل أبيب كانت أكدت بعد عملية 7 أكتوبر الماضي أنها ماضية في تحقيق هدفها بإنهاء حماس عسكريا وسياسيا.
ومنذ هجوم حركة حماس الذي شنّته على إسرائيل في السابع من أكتوبر، ردت دولة الاحتلال بقصف قطاع غزة بلا هوادة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 14 ألف فلسطيني، أغلبهم من المدنيين والأطفال والنساء.
كما قالت الوزارة إنها فقدت حتى 11 نوفمبر القدرة على إحصاء الوفيات بسبب انهيار قطاعات كبيرة من النظام الصحي، لكن العدد ارتفع بشكل حاد منذ ذلك الحين. فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين ويعتقد أنهم مدفونون تحت الأنقاض.
ونزح ثلاثة أرباع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بسبب الحرب. ولن يتمكن الكثيرون، إن لم يكن معظمهم، من العودة إلى ديارهم بسبب الأضرار الجسيمة ووجود القوات الإسرائيلية في الشمال. كما منعت إسرائيل الواردات إلى غزة منذ بداية الحرب وشددت حصارها حيث قطعت الكهرباء ونفد الوقود والماء والغذاء، باستثناء القليل من المساعدات التي تدخل عبر معبر رفح المصري.
إلى أن دخلت هدنة إنسانية حيّز التنفيذ صباح الجمعة، على أن يتبعها تبادل أسرى بين الطرفين وإدخال مساعدات، فتدخل بذلك التاريخ أيضًا كأول هدنة يتم الاتفاق عليها بعد أكثر من 49 يومًا من القتال العنيف وآلاف الضحايا، وسط آمال دولية بأن تؤتي ثمارها وتتحول لوقف إطلاق نار دائم تنتهي به معاناة المدنيين في القطاع المحاصر.
هدنة الـ 4 أيام في قطاع غزة
وأمس، دخلت الهدنة الإنسانية حيِّز التنفيذ في قطاع غزة بعد 49 يومًا من العمليات العسكرية وحرب الإبادة التي قادتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أنه سيتم من خلال أيام الهدنة جمع المعلومات حول الأسرى للنظر في إمكانية أن يكون هناك أعداد أكبر يتم الإفراج عنهم وبالتالي تمديد هذه الهدنة.
من جانبها، أكدت كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، أن الهدنة تدخل حيز التنفيذ في تمام الساعة 7 صباحًا، مشيرةً إلى أنها تسري لمدة 4 أيام تبدأ من صباح أمس الجمعة، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكريّة من الجانبين.
وأكدت أنه سيتم خلال هذه الفترة الإفراج عن 50 أسيرًا إسرائيليًّا من النساء والأطفال دون الــ19 عامًا، ويُفرج مقابل كل واحد منهم عن 3 أسرى فلسطينيّين من النساء والأطفال.
وقال باسم نعيم القيادي في حماس، إن الحركة اشترطت إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات والأطفال من السجون حسب الأقدمية.
هدنة برعاية مصرية وقطرية وأمريكية
أما في إسرائيل، فقد أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان استلام قائمة أسماء أولية للمختطفين، مضيفا أن الجهات المختصة تفحص تفاصيل القائمة وتتواصل في هذه الأثناء مع جميع عائلات الأسرى.
وأكد ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إنه في إطار اتفاق الهدنة "سيتم يوميًّا دخول 130 ألف لتر سولار وعدد أربع شاحنات من الغاز من مصر إلى قطاع غزة".
وتابع: "كذلك ستبدأ تدفق المساعدات الإنسانية من مصر إلى قطاع غزة، حيث سيتم يوميًّا إدخال عدد 200 شاحنة، محملة بالمواد الغذائية والأدوية والمياه وذلك للمرة الأولى منذ خمسين يومًا".
وأوضح أنه "بالتزامن مع سريان الهدنة، ستواصل مصر استقبالها لمجموعات من الجرحى والأطفال المصابين من أبناء غزة، لعلاجهم بالبلاد".
وأشار إلى أنه "سيتم استقبال الراغبين من الأجانب ومزدوجي الجنسية المحتجزين بقطاع غزة، وتسهيل سفرهم للدول التي يحملون جنسياتها".
واختتم قائلًا: "للمرة الأولى منذ بدء النزاع، سيتم السماح من الجانب المصري ببدء دخول العالقين الفلسطينيين بالبلاد، إلى قطاع غزة بناء على رغبتهم".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.