أكذوبة الدولة الديمقراطية.. استهداف المدنيين والعزل يكشف حقائق المتاجرة الإسرائيلية بشعارات «الحداثة الغربية».. مراكز بحثية صهيونية تعترف
يوما بعد الآخر يزداد الخناق على إسرائيل بسبب الحرب الجنونية على غزة واستهداف المنشآت الصحية والأطفال والنساء فى مشاهد تضرب الإنسانية فى مقتل، لكن أكثر ما يبدو لافتا قطع الصلات بين إسرائيل والعالم الغربى، إذ من المعروف والمتداول منذ نشأة الدولة العبرية أنها تنفرد باعتبارها البصمة الغربية فى منطقة تعانى من الديكتاتورية والعنف ومعاداة القيم العالمية الأكثر إنصافا للإنسانية.
ويطرح حصاد الشهر الماضى أسئلة يومية لم تتعود إسرائيل على التطرق إليها من الشعوب الغربية قبل هذه الحرب الإنتقامية على غزة، إذ بدأ الشارع الأوروبى يكتشف بشكل متدرج حقيقة آخرى عن إسرائيل التى سوقت منذ نشأتها ارتباطها العضوي بالثقافة الغربية، قبل أن يتضح حجم القطيعة وبمسافات لا تتقارب مطلقا والقيم السياسية والأخلاقية الغربية.
ويكشف تفكيك بنية النظام الاجتماعى والسياسى الإسرائيلى عن ثقافة مناهضة بل معادية بشكل واضح للثقافة الليبرالية، أساس الحضارة الغربية، ويعترف تقرير لمركز تكنولوجيا التعليم فى إسرائيل، وهو كيان بحثى معنى بالدراسات السياسية والاجتماعية، أن مؤسسى إسرائيل أقاموا النظام السياسى على أركان القيم الديمقراطية بالفعل، لكنهم فشلوا بشكل كامل فى ترسيخ معايير المجتمع المفتوح المعمول به فى الغرب، والذى يعلى من قيمة العدالة والتسامح والحقوق الفردية الصارمة ويؤمن بدولة الحد الأدنى وحيادها أمام جميع المرجعيات .
حسب تقرير المركز، إسرائيل ليست دولة غربية، ومجتمعها ليس غربيا، ونظامها ليس ديمقراطيا غربيا، بل «يهوديا ديمقراطيا»، ووفق هذه التسمية يرفض المقارنة بين الثقافة الغربية والإسرائيلية فهناك اختلاف جذرى وتباين شاسع بين كل منهما، وهذا سر تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين فى أوروبا للتعبير عن دعمهم لقطاع غزة ورفضهم إجبار أكثر من مليون فلسطينى على الفرار من منازلهم، بينما لم يزد مناصرو السلام ورفض العنف ضد الفلسطينيين داخل إسرائيل عن وقفات ضمت العشرات فقط، دون أى تأثير يذكر على صانع القرار الإسرائيلى، مقابل دعوات يصدرها الإعلام والخبراء ومراكز الأبحاث يوميا لاستخدام العنف بأقصى درجة ممكنة وإعادة احتلال غزة ونشر المستوطنات من جديد.
خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للحق الفلسطينى فى الدولة التى منحت إسرائيل حق الحياة (وعد بلفور) ـ بريطانيا، وتجمعوا بالقرب من سيرك أكسفورد، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية مطالبين بإنهاء الغارات الجوية الإسرائيلية والحصار على قطاع غزة فورا دون أى مضايقة، ونشرت شرطة العاصمة لندن أكثر من ألف ضابط على الأرض، ولم تضع أى إعاقات للمسيرة، واكتفت برفض حمل أعلام حركة حماس أو أى منظمة دينية محظورة فى البلاد، دون أن تمنع حمل الأعلام الفلسطينية أو تقف ضد ترديد الهتافات التى يراها الإنجليز تعبر عن ضمير شعبهم الحر.
التلاعب الإسرائيلى بالقيم الغربية وجد ردًّا من الشارع الأوروبى برفض الاستيطان والتطرف والعـنف على خلفية دينية أو عرقية، تغلبت الأسس الأخلاقية لشعوب غرب أوروبا على عقدة الذنب الشهيرة تجاه إسرائيل، ومع استمرار العدوان تتزايد حدة الغضب والرفض والإدانة وإعلان الاشمئزاز للتصرفات الإسرائيلية، وإن كان الخلاف القيمي الأوروبي هنا، لايتماس مع أسباب رفض دول أمريكا الجنوبية للجنون الإسرائيلي، فهذه الدول يجمعها بأمريكا ماضٍ مؤلم يسوقها لرفض الولايات المتحدة وسياساتها في المجمل، كما تختلف قيم غرب أوروبا، عن الكود الأخلاقي للدول والعرقيات التى تناهض الظلم والتهجير والقسوة انطلاقا من عقد ومظلوميات تاريخية.
سقط المجتمع الإسرائيلى فى اختبار القيم الغربية التى كان يرفع لواءها دائمًا، تكشف للعالم أجمع أن الصهيونية تؤيد أفكار عدائية على قطيعة كاملة بالرؤية الغربية التى انتهت إلى تجريم ثقافة إلغاء الآخر، وخاصة فى عهد ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهى حقائق لم ينكرها المركز الإسرائيلى، بل سعى إلى تأكيد اختلاف النظام السياسى الصهيوني، وأوضح أن إسرائيل دولة «يهودية عرقية ديمقراطية» ولا تتوافق مع أى نظام غربى.
يكشف الاعتراف الإسرائيلى الأسس الهشة للديمقراطية الإسرائيلية، التى تجعل الدولة خادمة فى أيدى الأغلبية، تجندها لتحقيق طموحات الحركة الصهيونية مهما استعرت فاشيتها لتحقيق أغراضها التوسعية على حساب كرامة الفلسطينين وحقوقهم وإنسانيتهم، بما يقطع لإسرائيل أى صلة بالديمقراطية الليبرالية التى كانت تسوقها للعالم الغربى، لكن العدوان المفرط على غزة أوضح حقيقتها كاملة !
نقلا عن العدد الورقي.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.