معجزات الرسول.. إخباره باستشهاد قادة المسلمين الثلاثة

المعجزات هي الأمر الخارق للعادة الذي يجريه الله تعالى على يد نبي مرسل ليقيم به الدليل القاطع على صدق نبوته.
ومن تلك المعجزات التي ظهرت على أيدي الأنبياء والمرسلين؛ سلب خاصية الإحراق للنار حين ألقي إبراهيم، عليه السلام، فيها فلم يحترق؛ قال تعالى: "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ". (الأنبياء: 69).
وضرب سيدنا موسى، عليه السلام، البحر بعصاه فتجمع الماء على طرفيه حتى صار كالجبل، وصار البحر يبسًا في طريق موسى ومن آمن معه؛ قال تعالى: "فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ". (الشعراء: 63)، إلى أن قال تعالى: "وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ۞ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ". (الشعراء: 66)، فنَجَّا اللهُ سيدَنا موسى والمؤمنين، وأغرق فرعون وقومه بإعادة مياه البحر كما كان، وغير ذلك من المعجزات لسائر الأنبياء والمرسلين.
وقد خصَّ اللهُ، تعالى، خاتَمَ المرسلين، صلى الله عليه وسلم، بالكثير من المكرمات والمعجزات.
وقد وردت في القرآن الكريم معجزات حسية للنبي، صلى الله عليه وسلم، ومعجزات أخرى وردت في الأحاديث النبوية الشريفة.
نتناول بعضًا من معجزات الرسول، صلى الله وعلى آله وصحبه، وسلم، في هذه الحلقاتِ خلال هذه الأيام المباركة.
إخباره باستشهاد قادة المسلمين الثلاثة
كان سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، يتمنى أن يخرج الناس كلهم من الظلمات إلى النور.. من الكفر إلى الإيمان.. ولذا بعث برِسالة إلى أمير بُصرَى من ولايات الرُّوم.
وحمل الكتابَ الحارثُ بن عمير الأزدي فاعتَرَضه في الطريق أحد أعداء الإسلام، وهو شُرَحْبيل بن عمرو الغسَّاني، وسأَلَه: أأنت من رُسل محمَّد؟ فقال: نَعَم، فأمر به شُرَحبيل فأوثقوا رباطه، وقدَّمه فضرب عنقَه.
وصلت هذه الأخبار إلى المسلِمين في المدينة، فتألموا بشدة؛ لأنَّ الرسل لا يُقتَلون؛ لذلك كان وقْعُ هذه الإهانة شديدًا على المسلمين، فقرروا القصاص لرَجُلهم، من تصرف شرحبيل الذي صَنَع ما صَنَع لحسابِ الرُّومان أولياء نعمته.
وعلى الفور، أمَر رسولُ الله، صلَّى الله عليه وسلَّم، المسلمين بالتَّجهيزِ للقِتال، فاستَجابُوا لأمر النبي، صلَّى الله عليه وسلَّم، وبلَغ عددُ المقاتلين في هذه السَّرِية ثلاثةَ آلاف مقاتل، واختار النبي، صلَّى الله عليه وسلَّم، للقيادةِ ثلاثةَ أُمراء، هم على الترتيب: زيد بن حارثة، فإنْ قُتِل زيدٌ فجعفر (بن أبي طالب)، فإنْ قُتِل جعفر فعبدالله بن رواحة.
أَمَر رسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّم، جيشَ المسلمين بأنْ يأتوا المكانَ الذي قُتِل فيه أخوهم الشهيد الحارث بن عمير، وأنْ يَدعوا مَن كان هناك إلى الإسلام، فإنْ أجابوا فخيرا، وإنْ أَبَوا قاتَلُوهم.
وصايا رسول الله للجيش
وزوَّد الرسولُ، صلَّى الله عليه وسلَّم، الجيْش في هذه السريَّة بوَصايا تتضمَّنُ آدابَ القِتال في الإسلام، فقد أوْصى أصحابَه بقوله: "أُوصِيكم بتقوى الله وبِمَن معكم من المسلمين خيرًا، اغْزوا باسمِ الله، في سبيل الله، مَن كفَر بالله، لا تَغْدِروا، ولا تَقْتُلوا وليدًا ولا امرأةً، ولا كبيرًا فانيًا ولا منعزلًا بصومعة، ولا تقرَبوا نخلًا، ولا تَقْطَعوا شجرًا، ولا تَهْدِموا بناءً، وإذا لقيتُم عدوَّكم من المشركين فادعوهم إلى إحْدى ثلاث: فإمَّا الإسلام، وإمَّا الجِزية، وإمَّا الحرب".
وصَل الجيشُ إلى أرض "مَعَان" من بلاد الشام، وهناك فوجِئ المسلمون بما لم يكنْ في الحُسبان، فقد حشد "هِرَقْل" عظيم الروم جيشًا قوامه 100 ألف مُقاتِل، بالإضافة إلى مائة ألف أخرى من القبائل العربيَّة غير المسلمة في بلاد الشام.
أقام المسلمون في "مَعَان" يومين يتشاوَرُون في التصدِّي لهذا الحشْد الضخْم؛ فقال بعضهم: نرسلُ إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في المدينة نخبره بِحُشود العدو، فإنْ شاء أمدَّنا بالمدد، وإنْ شاء أمرنا بالقتال، وقال بعضهم لزيد بن حارثة قائد الجيش: قد وطئت البلاد وأخْشَى أهلَها فانصرفْ؛ فإنَّه لا يَعْدِل العافيةَ شيءٌ.
لكن عبدالله بن رواحة حسَم الموقف بقوله: "والله للَّتي تكرهون للَّتي خرجْتُهم تطلبون: الشهادة، وما نقاتل الناس بعددٍ ولا قوة ولا كثرة، فإنَّما نُقاتِلهم بهذا الدين الذي أكرمَنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحُسنيَيْن؛ إمَّا ظهور وإمَّا شهادة"، فألهبتْ هذه الكلمات مشاعر المجاهدين، وانطلق الجيش للمواجهة قائلين: قد والله صدقَ ابنُ رَواحة.
استشهاد القائد الأول
وعند قرية "مُؤْتَة" الْتَقَى الجمعان، والْتَحَم الجيشان، واندَفَع زيد بن حارثة وهو يحملُ رايةَ رسولِ الله، صلَّى الله عليه وسلَّم، واقتحم رِماح القوم وخرَّ شهيدًا، فكانت الراية لجعفر بن أبي طالب، رضي الله عنه، فأخَذ اللِّواء بيده اليمنى فقُطعتْ، فأخذه بشماله فقُطعتْ، فاحتضنَه بعَضُدَيه، وانحنى عليه حتى استُشهِد وهو ابن ثلاثٍ وثلاثين سنة، وبلَغَ عددُ جِراحه تسعين؛ بين طَعنة برُمْح، أو ضربة بسيف، أو رَمْيَة بسهمٍ، وليس من بينها جرح في ظَهْره، بل كلُّها في صدره.
وأكرم الله، تبارك وتعالى، جعفرًا على شجاعته بأن جعَل له جناحين يطير بهما في الجنَّة حيث يشاء.
أخذ الراية عبدالله بن رَواحة، فامتطى صهوة جواده، وتقدَّم يقاتلُ العدو حتى استُشهِد.
تدارك ثابت بن أقرم الأمر وأخَذ الراية، وصاحَ: يا للأنصار! فأتاه الناس من كلِّ وجْه وهم قليل، وهو يقول: إليَّ أيُّها الناس، فلمَّا نظر إلى خالد بن الوليد، قال: خُذِ اللواء يا أبا سليمان، فقال: لا آخُذُه؛ أنت أحقُّ به؛ أنت رجلٌ أمين وقد شَهِدتَ بدرًا.
قال ثابت: خُذْ أيُّها الرجل، فوالله ما أخذتُه إلاَّ لك، فأخذَه خالد.. وكان كل همه إنقاذ المسلمين من الهلاك، واقتنع بأنَّ الانسحاب بأقلِّ خسارة ممكِنة هو الحل الأفضل، فقوَّة العدو تبلغ 66 ضعفًا لقوَّة المسلمين.
خطة خالد للانسحاب
عملَ على تَضلِيل العدو بإيهامه أنَّ مددًا قد ورَد إلى جيش المسلمين، فيخفِّف من ضغطه وهجماته، ويتمكَّن المسلمون من الانسحاب، وصمَد خالد حتى المساء عملًا بهذه الخطة، وغيَّر في ظلام الليل مراكزَ المقاتِلين في جيشه، فاستبدل الميمنة بالميسرة، والمقدمة بالمؤخِّرة، وفي أثناء عمليَّة الاستبدال اصطَنَع ضجَّة صاخبة وجلَبَة قويَّة، ثم حمل على العدوِّ عند الفجر بهجمات سريعة متتالية وقويَّة؛ ليدخلَ في روعه أنَّ إمدادات كثيرة وصلتْ إلى المسلمين.
ونجحت الخطة؛ إذ بدا للعدوِّ أنَّ الوجوه والرايات التي تُواجِهه جديدة لم يرَها من قبلُ، وأنَّ المسلمين يقومون بهجماتٍ عنيفةٍ، فأيقَنَ أنهم تلقَّوا الإمدادات، وأنَّ جيشًا جديدًا نزَل إلى الميدان، وكان البلاء الحسَن الذي أبْلاه المسلمون قد فتَّ في عضُد الروم وحُلَفائهم؛ فأدرَكُوا أنَّ إحراز نصرٍ حاسمٍ ونهائي على المسلمين مستحيل، فتخاذَلوا وتقاعَسوا عن مُتابَعة الهجوم، وضَعُفَ نشاطُهم، فخَفَّ الضغْط عن جيش المسلمين، وانتَهَز خالد الفرصة فبدأ الانسِحاب، وكانتْ عمليَّة التراجُع التي قام بها خالد في أثناء المعركة من أكثر العمليَّات في التاريخ العسكري مهارةً ونجاحًا.
معجزة الرسول في مؤتة
وقد ظهَرتْ معجزة النبي، صلَّى الله عليه وسلَّم، في أمر هذه المعركة؛ فقد نعى القوَّاد الثلاثة قائلًا: "أخذ الراية زيد فأُصيبُ، ثم أخذها جعفر فأُصيبَ، ثم أخذها ابن رَواحة فأُصيب، وعيناه تزرفان، ثم أخذ الراية سيفٌ من سيوف الله، حتى فتحَ الله عليه".
ولما دَنَا الجيش من حول المدينة، تلقَّاهم رسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّم، والمسلمون ولَقِيَهم الصبيانُ بصيحات الاستِنكار، فجعلوا يحثُون على الجيش التراب ويقولون: يا فرّار، أفررتهم في سبيل الله، ورسول الله يقول: "ليسوا بالفرار ولكنَّهم الكَرار إنْ شاء الله".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا