سهير البابلى أيقونة المسرح السياسي.. سر غضبها من مدرسة المشاغبين.. وكواليس الاعتزال وارتداء الحجاب
سهير البابلى ، الفنانة الكوميدية التى برعت فى أداء أدوار مميزة تنتمى إلى المسرح السياسى بالرمز، وفى إطار كوميدي في مسرحيات مثل العالمة باشا، على الرصيف، عطية الإرهابية، نص أنا ونص إنتى، الدخول بالملابس الرسمية، ومن قبلها مدرسة المشاغبين وريا وسكينة وسليمان الحلبى وبلدى يابلدى وغيرها، مما يعبر عن انحيازها للمسرح السياسى الذى يعتبر نقطة مضيئة فى مشوارها الفنى، وعلامة على تميزها ووعيها السياسى والاجتماعى قبل الوعى الفنى بدور المسرح فى المجتمع.
سيدة المسرح السياسي، ذلك اللقب الذي توجت به سهير البابلي عن أعمالها المسرحية التي تميزت بالجرأة السياسية، لم تحظ في بدايتها السينمائية بالبطولة، إلا أنها أصبحت واحدة من أيقونات المسرح المصري لتنافس قامات وأسماء كبيرة في عالم المسرح، فعملت في بدايتها مع أمينة رزق وسناء جميل في المسرح القومي، لكن بشخصيتها المتمردة صنعت تاريخا فنيا مختلفا ومميزا عن نجمات المسرح ورحلت فى مثل هذا اليوم 2021.
مسرحيات تنتقد حال المجتمع
تختار سهير البابلى فى المسرح أدوارا صعبة ومتميزة، وكل دور يجسد حالة من حالات التغيير الاجتماعى والسياسى فى مصر فى فترة ما من واقع المجتمع، فعلى سبيل المثال دورها فى "مدرسة المشاغبين" مدرّسة الفلسفة التى تواجه التحول الذى حدث فى المجتمع المصرى من خلال مجموعة من الطلاب يجسد كل منهم صورة من صور التغيير الذى شهدته فترة الانفتاح، وقد اقتبس مؤلف المسرحية الكاتب على سالم فكرة المسرحية من الفيلم الامريكى الذى قام ببطولته سيدنى بواتيه “ مع تحياتى لزوجى العزيز “ وقد أثارت المسرحية جدلا كبيرا بين مؤيد ومعارض حتى انها منعت لأسباب سياسية.
يذكر أن ”البابلي” أعربت عن استيائها في وقت لاحق عن اشتراكها في هذه المسرحية وارتباط اسمها بها، رغم تقديمها مسرحيات أفضل على مستوى الفكرة والمضمون، وربما كانت تقصد المسرحيات ذات الطابع السياسي.
أما مسرحية “ بلدى يابلدى” التى كتبها رشاد رشدى عام 1968 واخرجها جلال الشرقاوى وهى تستعرض معاناة المواطن ايضا فى رمزية كاملة، رفضتها محسنة توفيق وقبلت بطولتها سهير البابلى وعرضت عام 1972.
الدخول بالملابس الرسمية
وفى مسرحية "الدخول بالملابس الرسمية " التي قامت ببطولتها سهير البابلى وأبو بكر عزت وأخرجها السيد راضى، وكتبها بهيج إسماعيل، وتتناول أيضا أثر سياسة الانفتاح الاقتصادى على المجتمع والأفراد وكما وصف وقتها انفتاح السداح مداح وتحول المجتمع المصرى، وتغيير الشخصية المصرية، والذى أدى خلال سنوات قليلة إلى فقدان الهوية المصرية،
المسرحية كوميديا اجتماعية فى بنيتها السطحية تناقش قضية الأرملة الثرية نشوى ـ سهير البابلى ـ التى ترغب فى المتعة ولكن حين تحول المهندس ممتازـ أبو بكر عزت ـ من عالم إلى طباخ ومن أستاذ منتج للعلم ونموذج فاعل فى المجتمع إلى كائن استهلاكى فقد هويته ومبادئه وأصبح مستغلًا ووصوليًا، ترك زوجته وتزوج السيدة الثرية، الأرملة التي تطلب مساعد طباخ بمؤهل عال ومثقف وهى تضمر الزواج منه أى تُضمر شراء رجل من السوق! ثم تأتى زوجته لتعمل مع الهانم، ويصبح الزوج موزعًا بين الزوجتين القديمة الأصيلة، والحديثة الثرية بين هويته وبين عالم المال والثراء السريع الذى جاء على حساب المبادئ، وكانت تعكس حياة المصريين المسافرين للعمل في الخليج في مهن تخالف تخصصاتهم العلمية ليصبح كل شيء وهميا.
مسرحية الاغتراب على الرصيف
ثم جاءت بطولة سهير البابلى لمسرحية " ع الرصيف" تأليف نهاد جاد وإخراج جلال الشرقاوى، تحكى حياة المواطن وما أصابه من الاغتراب، وهى تعتبر حدثا مسرحيا كبيرًا حين عرضت للمرة الأولى فى مايو 1987 وشاركها البطولة الفنان حسن عابدين وأحمد بدير وحسن حسنى وفؤاد خليل ووفاء مكى وعايدة فهمى وسلوى محمد على
فى على الرصيف أدت سهير البابلى دور "صفية "مدرسة اللغة العربية مع زوجها "عبدالصبور" الفنان حسن حسنى وهو يعمل بالسياسية ولا يخلو هذا من دلالة، حيث تسافر للعمل فى الكويت وجمع المال ـ سمة تلك المرحلة ـ بضغط من زوجها المتفرغ لنزواته، وحين تعود تجد زوجها السياسى قد تزوج من امرأة أخرى بعد أن سطا على ثمن غربتها وهدم منزل الزوجية لبناء عش الزوجية الجديد فلا تجد حلًا سوى الحياة فى الشارع وعلى الرصيف أمام منزلها القديم على أمل الحصول على حقوقها، وتلتقى " كمال" المستشار الذى أدى دوره الفنان حسن عابدين ويساعدها لاسترداد حقوقها وحقها فى الحياة، والعرض يجسد فساد الحياة السياسية فى ذلك الوقت فى صورة سيئة.
سوسكا فى العالمة باشا
أما إحدى روائع المسرح السياسى في حياة سهير البابلي المسرحية فكان دورها في مسرحية "العالمة باشا" أمام أبوبكر عزت، حيث قدمت شخصية "سوسكا" التي تساعد مسؤول كبير في إيجاد حلول للمشاكل التي يواجهها الشعب. والعالمة باشا مسرحية ذات طابع ساخر، وتتضمن عروض استعراضية، ومجموعة من الأغنيات والإفيهات، وناقشت المسرحية بشكل كوميدي العديد من المشكلات أبرزها: تحديد النسل، والمواصلات والزراعة، والكهرباء، وإخرجها حسن عبد السلام.
اعتزال مع عطية الإرهابية
في عام 2005 كانت سهير البابلى تقدم مسرحية "عطية الإرهابية" مع المخرج جلال الشرقاوي، وتأليف إبراهيم مسعود وقام بالبطولة أمامها حسين الشربينى، جاءت المسرحية في ظروف ظهور تفجيرات إرهابية في مصر، وتتهم البطلة بأنها عضوة في تنظيم إرهابى وتتوالى الأحداث في إطار كوميدى.
وفاجأت سهير البابلى الجميع أثناء تمثيلها المسرحية بقرارها بأنها ستعتزل الفن وترتدي الحجاب، وتركت المسرحية، ووقتها استعان المخرج بابنته عبير الشرقاوي لتمثل الدور وتنقذ الموقف.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.