في ذكرى استشهاده، مسرحية الحسين ثائرا وشهيدا لم تر النور حتى الآن لهذه الأسباب.. ولماذا فشلت محاولة جلال الشرقاوي؟
في مثل هذا اليوم فى العام 680 ميلادية ـ استشهد الإمام الحسين بن على حفيد رسول الله وسيد شباب أهل الجنة، في حادثة كربلاء بالعراق بسبب مطامع الخلافة، وهي الحادثة التي تركت أثرًا نفسيًا عميقًا على كل المستويات؛ بسبب ما اكتنفها من ملابسات وتفاصيل مؤلمة، وفي الوقت نفسه كانت ولا زالت ملهمة لأعمال فنية عديدة ذات أبعاد متابينة ومختلفة.
خالد الجندي: ذكرى استشهاد سيدنا الحسين يوم للطاعات وليس الحزن | فيديو
وتعد مسرحية "ثأر الله" للكاتب والأديب الراحل عبد الرحمن الشرقاوي من أهم الأعمال الأدبية التي جسدت حياة حفيد رسول الله وابن فاطمة الزهراء وعلى بن أبى طالب الذى تربى فى بيت رسول الله، وذلك من خلال جزئيها "الحسين ثائرا" و"الحسين شهيدا"التي نشرها عام 1969.
قصة تحويل الخلافة
تناول عبد الرحمن الشرقاوى قصة الامام الحسين حتى استشهاده، بدأها بوفاة الخليفة معاوية ابن ابى سفيان وأخذ البيعة لابنه " يزيد " الأمر الذى رفضه الحسين ابن على باعتبار البيعة لوريث الخليفة تحويل الخلافة الإسلامية إلى ملك يورث، وكانت النتيجة حروب طويلة انتهت باستشهاد الحسين في كربلاء.
عاشوراء.. فرح ولطم وأزمة «ملف»
تناولت مسرحية "ثأر الله الحسين ثائرا والحسين شهيدا " في شكل مبسط وفى أسلوب بلاغى جميل الاحداث والحوارات وأحاديث النفس بين الحسين بن على وبني أمية، حيث يقرر بعد منام رآه أن يقف في وجه بيعة يزيد، ويتحدى ما هو قادم ضد الشريعة الإسلامية والخلافة.
منسق ائتلاف آل البيت: 429 سنة بين استشهاد الحسين وبناء مسجده.. كيف تكون رأسه بالقاهرة
الحسين بين رفض الازهر وتعنت الرقابة
أثارت مسرحية " ثأر الله ـ الحسين ثائرا وشهيدا " جدلا واسعا عند صدورها في كتاب عام 1969، كذلك عند الاتجاه إلى تجسيدها على المسرح القومى من إخراج كرم مطاوع ، واستكمل الإعداد لها وعمل البروفات وتحضير الملابس وكان مقررا عرضها في ديسمبر 1972، زاد تعنت الرقابة التي قامت بعرضها على الأزهر حتى تقرر إيقاف عرضها في الليلة الأخيرة للبروفة بقرار من الأزهر الشريف.
بالصور.. الشيعة يحيون «عاشوراء» بالعراق
قرار بالرفض فى البروفة النهائية
أبدى الأزهر اعتراضه على مسرحية " ثأر الله " وعلى تجسيد الشخصيات التى تنتمى لآل البيت ضمن أحداث المسرحية، فتم الاتفاق على أن يبدأ الفنان عبدالله غيث الذى يجسد شخصية الإمام الحسين كلامه على طريقة الراوى بعبارة "قال الحسين" وأن تفعل الأمر نفسه الفنانة أمينة رزق التى كانت تجسد شخصية السيدة زينب، ودعا كرم مطاوع عددا من الصحفيين والكتاب ومسؤولى الرقابة على المصنفات الفنية، وعددا من علماء الأزهر لمشاهدة البروفة النهائية، ورغم ذلك لم يتحمس الأزهر للعرض المسرحى.
وفى عام 1976 عادت فكرة تجسيد مسرحية ثأر الله على المسرح تلح على مؤلفها عبدالرحمن الشرقاوى والمخرج كرم مطاوع، لكن الأزهر وقف لهما بالمرصاد، لأنه لم يكن متحمسًا لأى عمل لعبدالرحمن الشرقاوى، الذى يعتبره رجال الازهر شيوعيا يستخدم الدين ستارا لترويج أفكاره اليسارية.
خلاف قديم مع الأزهر
وبدأ خلاف الأديب عبد الرحمن الشرقاوى مع الأزهر حين كتب شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود مقالا فيه عبارة: ومما يستلفت النظر أن العشرة المبشرين بالجنة كلهم من الأغنياء، ورد عليه الشرقاوى بمقال تحت عنوان "لا يا صاحب الفضيلة" يقول فيه: إن الأغنياء لا يشترون الجنة بأموالهم، وأن تاريخ الإسلام زاخر بفقراء لم يمنعهم فقرهم من العمل والتقرب إلى الله.
أئمة الفقه التسعة
وفى 1987 تقدم الأديب عبد الرحمن الشرقاوى بطلب إلى الدكتور عبد المنعم النمر شيخ الأزهر بعد رحيل الدكتور عبد الحليم محمود ، دافع الدكتور النمر عن مسرحية ثأر الله بجزأيها وعن الأديب عبد الرحمن الشرقاوى باعتباره باحثا ومجددا أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفات هامة، ويكفى منها أئمة الفقه التسعة ، وتحمس للمسرحية وعرضت المسرحية مجددا على الرقابة التى أحالتها بدورها ثانية إلى لجنة من علماء الأزهر، فأبدوا تحفظات على ظهور شخصيات الحسين والسيدة زينب، وتم الاتفاق على صيغة الراوى والحكاء يقول الحسين وتقول زينب.
وبعد ذلك طلبت اللجنة الازهرية حذف الأبيات الشعرية التى تسب يزيد بن معاوية باعتباره صحابيا، وأخيرا تغيير اسم "ثأر الله " إلى "الحسين ثائرًا " عنوانًا لجزئى المسرحية ودمجهما، ووافق مؤلف المسرحية عبد الرحمن الشرقاوى وتمت إجازة المسرحية.
واستبشر وزير الثقافة الدكتور أحمد هيكل خيرا في أنه سيرى قصة الحسين رضي الله عنه على خشبة المسرح القومى، وقف تمويل المسرحية عائقا أمام مسارح الدولة القومى والمسرح الحديث أيضا ليرحل المؤلف عبد الرحمن الشرقاوى بعد عام من إجازتها وتتوقف المسرحية.
جلال الشرقاوى يحاول تقديمها
كانت أمنية المخرج جلال الشرقاوى طوال مشواره المسرحى تقديم مسرحية الكاتب عبد الرحمن الشرقاوى الحسين ثائرا وشهيدا على مسرح الفن، حتى أنه اقترح تقديمها بدون تمثيل الشخصيات الدينية بصيغة الراوى فقط، لكنه اصطدم بالرقابة ورفض الأزهر أكثر من مرة على التصريح بها، لكنه عاد في عام 2000 وتقدم إلى الأزهر وشيخه الدكتور محمد سيد طنطاوى بطلبه تقديم المسرحية مع مراعاة كل شروط ومحاذير الأزهر، وحول طنطاوى الأمر إلى مجمع البحوث الإسلامية الذى رفضها بحجة أن المسرحية من الممكن أن تتسبب في إحداث فتنة بين الشيعة والسنة.
شارك جلال الشرقاوى في مناقشات جلسات المجمع حول المسرحية، واستقر الرأى على أن يقدم الشرقاوى النص النهائي لأعضاء المجمع أولا، ففعل المخرج ذلك، لكن المجمع أصر على الرفض وتوقفت المسرحية الى أجل غير مسمى.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.