رئيس التحرير
عصام كامل

أي عالم هذا؟!

أقر وأعترف أن عقلى لا يستوعب ما يصدر من تصريحات من أعداء الإنسانية، على رأسهم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، تصريحات المسئولين في الغرب تؤكد أنهم لا ينتمون إلى الإنسانية مطلقا، كاذبون، مضللون، العالم كله يشاهد الإبادة الجماعية التى يقوم بها الكيان الصهيونى في غزة، فيكون رد الفعل الغربي الرسمي أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، أى دفاع هذا من محتل؟

 

الصهاينة احتلوا وطن وشردوا أهله، والقانون الدولى يعطى الحق لصاحب الأرض بالمقاومة بكل السبل بما فيها المقاومة المسلحة، القانون الدولى يعطى صاحب الأرض حق مطاردة المحتل سواء كان يرتدى بدلة عسكرية أو حتى مدنية طالما قبل أن يعيش على أرض ليست أرضه.. 

 

الذى يقبله العقل أن تحدث حرب بين سلاح في مواجهة سلاح، مقاتل في مواجهة مقاتل، ولكن ما يفعله الصهاينة، هو ضرب المدارس، ضرب المستشفيات، المساجد، الكنائس، الاطفال، النساء، هل قذف كل هؤلاء بالقنابل الفسفورية و العنقودية والصواريخ هو دفاع عن النفس؟ 

 

هل قذف البيوت بمن فيها من أسر طوال 24 ساعة وهدم البيوت على ساكنيها هو دفاع عن النفس؟ هل منع الكهرباء والماء والوقود والغذاء عن أهل غزة هو دفاع عن النفس؟ هل اقتحام المستشفيات وطرد أطقم الأطباء والعاملين إلى فناء المستشفى.. هل هذا دفاع عن النفس؟ 

 

هل حرمان الأطفال والمرضى من العلاج هو دفاع عن النفس؟ إذا كان كل هذا دفاع عن النفس فماذا يكون الإرهاب والإبادة للبشر؟ ما يحدث من الكيان الصهيوني لا يمكن أن يكون دفاع عن النفس أو حتى حرب، ولكنه إرهاب وإبادة وحصار لأكثر من إثنين مليون إنسان حتى الموت؟ وبماذا نسمى قذف سيارات الإسعاف وهي تحمل مرضي؟ 

 

يقتحم الصهيانة مستشفى الشفاء فيخرج رئيس الوزراء الصهيونى يتباهى بأنهم اقتحموا المستشفى ضد رغبة العالم، ويزيد من الكارثة رئيس الولايات المتحدة الإرهابية فيقول: إن عملية مستشفى الشفاء دقيقة ومعمقة! ثم يخرج ليقول: إن حماس هى التى تستخدم المستشفيات في الارهاب، وهى التى دمرت غزة! 

عنصرية أمريكا والغرب

أي جنون هذا؟ أي عنصرية هذه، حتى وزير خارجية الولايات المتحدة عندما جاء أول مرة إلى الكيان المحتل قال: جئت كيهودى! ما هذه العنصرية التى يتحدثون بها، نفس اللغة تتحدث بها ألمانيا وكندا وفرنسا وبريطانيا وغيرهم من أتباع الولايات المتحدة، هل هذه الدول التى ترفع شعارات حماية الحرية وحقوق الإنسان والديموقرايطية؟! 

 

هذه الدول التى تكرس وقتها احيانا للإفراج عن مجرم في السجون المصرية بحكم قضائى! هذه الدول التى تنصحنا بإتباع حقوق الانسان مع المجرمين تري خمسة آلاف طفل تم قتلهم وكأنه شىء عادى، حتى الأمين العام للأمم المتحدة تغيرت لهجته فعندما جاء إلى المنطقة قال للصهاينة ودول الغرب والعالم أجمع: إن الأطفال في المستشفيات لا يحملون سلاحا! وعندما هاجمته إسرائيل على تصريحاته عاد فتنصل منها وقال تم تحريف كلماتى.

 

فهل حماية الإخوان المجرمين في أمريكا وإنجلترا وألمانيا وغيرها من البلاد الأوروبية -وهى الجماعة التى صدر حكم قضائى بأنها جماعة إرهابية ورفعت السلاح في وجه المواطن والدولة- هي حماية لحقوق الإنسان؟! ومن قمة التناقضات أن الإخوان في حماية الغرب لأنهم ضد الدولة المصرية، ولكن حماس إرهابية لإنها تقاوم المحتل! علما بأن حماس تنتمى للإخوان أيضا!

 

وحتى ألمانيا فجأة اكتشفت أن هناك مكاتب تعمل مع حزب الله، بالرغم أن ألمانيا كانت الوسيط بين حزب الله والكيان الصهيوني لتبادل الجثامين بين حماس والكيان الصهيونى وأيضا حول الافراج عن أسير صهيونى! 

 

منذ كنا شبابا ونحن نرى أن امريكا والغرب أعداء لنا، ولا يمكن أبدا أن يكونوا اصدقاء، والسبب هو أنهم يدعمون العدو الصهيونى دائما وابدا، فبريطانيا هى صاحبة الوعد بالوطن، وسمى وعد بلفور، ولكن البعض ممن يعتبرون انفسهم أكثر ثقافة ومن دعاة الحرية، كانوا ينظرون لنا على إعتباتر أننا ضيقى الأفق أو الجهلاء لإننا نتمسك بأفكار رجعية تنتمى لليسار.. 

 

كما كنا نحذر من دكاكين حقوق الانسان، لإننا نعلم أنهم يتاجرون بحقوق الإنسان، تخيلوا معي دولة ترفع شعارات الحفاظ على الحريات وحقوق الانسان وترفض وقف الحرب أو وقف الابادة الصهيونية للشعب الفلسطينى!

 

 

هذه هى الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها من الدول الغربية، إنهم جميعا يقودون العالم إلى الجحيم، والسؤال الآن: كيف يقبل العالم أن وزير الدفاع الصهيونى يقول أن الفلسطينين والعرب حيوانات ويجب قتلهم! ولم يرد عليه أحد! وكيف يصرح وزيرا صهيونيا بأن تضرب غزة بالقنبلة النووية ولم يعلق عليه أحد! أي عالم هذا؟! 

الجريدة الرسمية