العامري فاروق!
العامري فاروق شخصية مميزة تستطيع أن تجذب إليها الأضواء من اللحظة الأولي، فهو شخصية جذابة بالمعنى الكامل الشامل لهذا التوصيف، شخصية تحمل في طياتها مزيج متميز وفريد من عناصر قلما أن تجتمع في شخصية واحدة، ولعل هذا الوصف هو الوصف الذي لا يخطئ فيه أحد عندما يذكر إسم العامري فاروق، حتي لو شاهده في لقاء تليفزيوني مرة واحدة ولم يلتقي به في الحقيقة!
أكتب هذه المقالة في هذا التوقيت الذي يمر به العامري فاروق بأزمة صحية حرجة، حتي أنقل للجميع شخصية العامري فاروق كما رأيتها بعيني على مدار قرابة العام عندما كان وزيرا للرياضة وكان يبلغ من العمر 40 عاما وكنت مستشارا له للتنمية البشرية والإدارية والتطوير المؤسسي وكنت أبلغ من العمر 36 عاما..
وجمعتنا صفتين مشتركتين، أما الأولي فهي الحماس الشديد نظرا لأعمارنا المتقاربة والصغيرة مقارنة بهذه المناصب الكبيرة، والثانية وهي العصبية الشديدة نظرا للطموح الشديد مع عدم وجود رفاهية الوقت، خاصة أن طموح العامري كان لا سقف له!
صفات العامري فاروق
رأيت العامري فاروق فارس وطني لا مثيل له، بكل ما تحمله الكلمة من وصف، يعشق مصر بطريقة تجعلك تشعر بالمعنى الحقيقي لكلمة وطن، كان يحلم أن يصل بحصان طموحه غير المحدود إلى كل زاوية في مصر من خلال الرياضة، ابتداءً من التعليم وهو مجاله وتخصصه الأول فهو رائد من رواد صناعة التعليم في مصر، مرورا بالثقافة والصناعة والتجارة والاستثمار والعلاقات الخارجية والتنسيق بين مؤسسات الدولة وغيرهم الكثير!
جمع أساطين وأساتذة التربية الرياضية ونجوم الرياضة والإعلام الرياضي وبث فيهم جميعا روح الفريق وأيقظ في عقولهم شعلة الحماس والمنافسة الشريفة للتطوير الرياضي، عملوا معا على خلق قانون الرياضة ودعا لمؤتمر قانون الرياضة وأشرف على كل تفاصيله بنفسه، بل تستطيع أن تقول إن العامري فاروق هو مهندس قانون الرياضة!
لم أرَ في حياتي إنسان لديه حماس وطاقة وإخلاص وحب لعمله مثل العامري فاروق، حتى في أصعب المواقف، أتذكر عندما تم حرق اتحاد كرة القدم، اخذني العامري فاروق معه في سيارته وذهبنا إلى الاتحاد فور علمه بالحريق ودخل العامري المبني ومازلت الأدخنة تتصاعد بعد إخماد الحريق وبالطبع دخلت معه حتي لا أتركه.
لكن أصبت باختناق شديد وتم نقلي إلي مستشفى قصر العيني، ومكث العامري فاروق بالاتحاد طول اليوم ولم يغادره إلا بعد أن تواصل مع صديق له وكلفه بعمل تصميم لإعادة بناء إتحاد الكرة، وأمر ببدء العمل فورا، وهو التصميم الذي عليه اتحاد الكرة الآن والتصميم بالكامل كان إهداء من العامري فاروق.
العامري فاروق اكتسب احترام الكبير والصغير بشكل ملفت للنظر، لم تري عيني إنسان يركز في رؤية كل زوايا المشاهد التي يذهب إليها كما رأيت العامري فاروق يفعل، كان يذاكر كل مزار رياضي دولي يذهب إليه ويعود محملا بالكتب والصور والتصاميم لينقلها إلي مصر!
لقد رأيت العامري فاروق الإنسان قبل الوزير شخص متواضع و ابن بلد بمعنى الكلمة، رغم أنه قائد حقيقي له حضور مميز، شخصية لها هيبة يشعر بها البعيد قبل القريب، أنيق جدا ورغم ذلك إنسان بسيط جدا ولا أعرف كيف يستطيع أن يكون هكذا، يحب الحياة والحديث والسفر والرياضة والأطفال، ولذلك تبني العامري فاروق مشروع أولادنا لتقويم أطفال الشوارع، كمبادرة قومية وطنية تستخدم الرياضة كمحفز لدمج أطفال الشوارع في المجتمع!
أردت أن يعلم الجميع من خلال هذه السطور من هو العامري فاروق، خاصة وهو يمر بأزمة صحية طارئة، الشفاء فيها بيد الله العلي العظيم وهو في أشد الحاجة للدعاء، والوطن في حاجة شديدة إلى العامري فاروق، فمن هم مثله فئة نادرة في هذا الزمن الفقير!
أسألكم جميعا بالدعاء الخالص لأخي وصديقي العامري فاروق بأن يجتاز هذه الأزمة الصحية ويعود إلى كل محبينه سليما معافا بإذن الله!