علي مبارك، ذكرى رحيل رائد النهضة الحديثة في مصر.. اهتم بالمدارس وطباعة الكتب.. وأول من رسم مخطط التنظيم العمراني بالقاهرة

على باشا مبارك ، أحد رواد النهضة والعمران في مصر، لقب بأبو التعليم، وأبو المعارف المصرية، متعدد العطاء، له بصمة واضحة في كل عمل اقترن به، ويرجع إليه الفضل في تخطيط القاهرة التاريخية وانتشار العمران وكان له تأثير كبير في احتفالات افتتاح قناة السويس في عهد الخديو إسماعيل، وتولى ثلاث وزارات في وقت واحد، ورحل في مثل هذا اليوم 14 نوفمبر عام 1893.

ولد على مبارك في قرية برنبال مركز دكرنس بالدقهلية عام 1824، حفظ القرآن وتعلم مبادئ القراءة والكتابة في الكتاب، ثم جاء وحده إلى القاهرة في سن الثانية عشرة ليلتحق بمدرسة الجهادية وهى مدرسة عسكرية داخلية وانتقل منها إلى المدرسة الإلزامية ومنها الى المهندسخانة وتخرج منها بعد خمس سنوات وكان أول دفعته.

وتم ترشيحه للسفر فى بعثة الى فرنسا مع أربعة من أمراء العائلة المالكة منهم إسماعيل الذى صار بعد ذلك الخديو إسماعيل وحكم مصر، ودرس في المدرسة المصرية الحربية بباريس، وانتقل على مبارك بعد ثلاث سنوات الى دراسة المدفعية والهندسة الحربية لمدة عامين عاد بعدها الى مصر عام 1851 ليعمل بالتدريس الى جانب الانضمام الى حاشية الخديو عباس الأول، ثم أسند إليه نظارة المدارس ومهمة تنظيم ديوان المدارس ومنح رتبة الأميرالاي. 

مطابع لطباعة الكتب 

واهتم على مبارك بالمدارس وقام بتجميعها وتنظيمها في منطقة واحدة، وأنشأ مطبعتين لطباعة كتب المدارس، واهتم بتدريس اللغة الفرنسية بالمدارس، وعين المدرسين واختار كتب الدراسة وتولى بنفسه حل مشاكل التلاميذ ورعاية شئونهم وساهم بالتدريس في المدارس.

وعندما تولى سعيد باشا الحكم عزل على مبارك من منصبه وعن نظارة المهندسخانة التي كان قد تولاها بسبب وشاية من أحد الحاقدين عليه، والحقه سعيد باشا بالقوات الحربية المصرية التي شاركت في حروب الدولة العثمانية التي سميت بحرب القرم والتي استغرقت ما يقرب من ثلاث سنوات، ثم عاد لينشئ مستشفى عسكرى بالجهود الذاتية.

إنشاء دار العلوم 

إن علي مبارك واحد من أهم الأسماء التي ساهمت في تشكيل الشخصية المصرية في العصر الحديث وأثرت في التاريخ المصري، وعلي مبارك لم يدرس فقط العلوم الحربية بل درس أيضًا الهندسة، وكان قادرًا على شغل  مناصب مهمة للغاية في نفس الوقت استطاع أن ينهض نهضة تعليمية، ففي التعليم المدني أنشأ دار العلوم وأنشأ بعدها مدرسة السينية بناء على رأي رفاعة الطهطاوي مع مدرسة الألسن لكن دار العلوم كانت هي الإسهام الأكبر له، كما كان مهتمًا بفكرة الطباعة لينشئ دار الكتب المصرية باعتبارها أول مكتبة قومية عام 1870، لذلك فإن رؤية علي مبارك للشخصية المصرية وتخطيطه لها مازالت أبعادها ممتدة حتى الآن.

زمالة الخديو إسماعيل 

أنهى سعيد باشا عندما تولى الحكم خدمة على مبارك مع الجنود العائدين من حرب القرم، فانتقل معلما في محو الأمية وتقلب في عدة وظائف مدنية، لكن فتحت له الأبواب حين تولى إسماعيل الحكم وكان زميله من قبل في بعثة فرنسا التي اطلق عليها بعثة الأنجال، والحقه الخديو إسماعيل بحاشيته وعهد اليه بمشروعه العمراني وإعادة تنظيم القاهرة على طراز حديث حيث الشوارع الواسعة والمبانى الرائعة والمسارح واضاءة الشوارع بالغاز، الى جانب ذلك أسند الخديو إسماعيل نظارة القناطر الخيرية لحل مشكلاتها الى على إبراهيم ومنحه 300 فدان ولقب الباشوية ولقب على باشا إبراهيم، بالإضافة لقيام الخديوي بتكليفه بتمثيل مصر في النزاع الناشئ بين كل من الحكومة المصرية وشركة قناة السويس، فحقق النجاح في فض هذا النزاع، ليثبت مبارك مرة بعد أخرى تفوقه وتميزه.

لائحة اصلاح التعليم 

احتفظ على إبراهيم بمهمة الاشراف على ديوان المدارس فأصدر لائحة إصلاح التعليم في مصر فضم اليه الخديو ديوان الاشغال العمومية وإدارة السكة الحديد ونظارة الأوقاف والإشراف على احتفالات افتتاح قناة السويس، والتي تحددت أهدافه في نشر الكتاتيب في مصر وزيادة عدد تضمنت لائحة اصلاح التعليم إنشاء المدارس الإلزامية  والمدارس الابتدائية، كما اهتم مبارك بإعداد المعلم، فطالب بإنشاء " مدرسة العلوم" عام 1872م، والتي هدفت إلى تخريج أساتذة للغة العربية والآداب للمدارس الابتدائية، كما قام بتأسيس دار الكتب عام 1870، وأنشأ مجلة " روضة المدارس" لنشر الثقافة والعلوم على نفقة وزارة المعارف، كما اهتم بالتعليم الفني فتم إنشاء عدد من المدارس الفنية التلغراف ومدرسة المساحة.

مؤلفات على إبراهيم 

أصدر علي مبارك مؤلفات كثيرة تدل على نبوغه في ميدان الترجمة والتأليف والعمل الإصلاحي، فلم تشغله وظائفه على كثرتها، من أهم مؤلفاته الخطط التوفيقية، وهى موسوعة من عشرين جزءا يصف فيها حصرا منشآت مصر ومساجدها ومبانيها ومرافقها العامة والاضرحة والكنائس، وكتاب " علم الدين"في أربعة إزاء تحوى كثيرا من المعارف والحكم المأثورة، الى جانب كتب: تنوير الافهام في تغذى الأجسام،، نخبة الفكر في تدبر نيل مصر، حقائق الاخبار، أوراق المعاملة، الهوام والدواب، سوق الجيوش، تذكرة المهندسين، الاستحكامات العسكرية،

ترجمة تاريخ العرب 

 من أعماله أيضا ترجمته لكتاب تحت عنوان: تاريخ العرب من الفرنسية إلى العربية بحكم إتقانه اللغة الفرنسية. وهذا الكتاب من المصادر الهامة في التاريخ، كما ظهر على باشا مبارك في صدر كتاب عن سيرته ألّفه محمد دري باشا الحكيم يتناول سيرته الذاتية وأفكاره ودوره فى تحديد الشخصية المصرية.

 محطة النهاية  

عندما عزل من وظائفه سافر على مبارك الى بلده لإدارة أملاكه وعندما اشتد عليه المرض حضر الى القاهرة حتى رحل في مثل هذا اليوم 14 نوفمبر عام 1893 بمنزله بمنطقة الحلمية الجديدة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.