رئيس التحرير
عصام كامل

عاجل لأصحاب الفخامة (19)

* المرشحون لرئاسة مصر

الإخوة الأعزاء فريد زهران، عبدالسند يمامة، حازم عمر، أعلم وأقدر مدى دوركم الوطني المحترم، غير أن الظرف العام داخليًا وخارجيًا لا يسمح للبلاد فعليًا بإجراء مثل هذا الاستحقاق الدستوري خلال الفترة المحددة، في ظل حالة الاستنفار الداخلي والخطر الخارجي الذي يهدد البلاد، والمعرض للتطور بين لحظة وأخرى.

 

أتمنى من دافع وطني أن تسارعوا جميعًا بالتنازل والإعلان عن عدم خوض الانتخابات، وترك المجال للرئيس السيسي لقيادة البلاد خلال تلك المرحلة الفاصلة، ولا سيما أن الفرصة مازالت متاحة أمامكم للقيام بتلك الخطوة الوطنية، بحكم نص المادة 17 من قانون الانتخابات، التي تجيز لكم إخطار الهيئة الوطنية للانتخابات كتابة بالتنازل عن الترشيح قبل خمسة عشر يومًا على الأقل من اليوم المحدد للاقتراع.

 

المرشحون الثلاثة الأعزاء.. صدقًا، دعوتي إليكم استثنائية في ظرف استثنائي وبدافع وطني شخصي خالص، أرى فيها صالح البلاد استراتيجيًا واقتصاديًا، وسيثمنها لكم الجميع.. ولكم جميعًا كل التحية والتقدير.

* الرئيس الأمريكي 
 

كل المؤشرات تؤكد أنك وتابعوك من دول الغرب، قد باركتم المخطط الإسرائيلي لقتل الفلسطينيين أو دفعهم جبرًا إلى النزوح إلى جنوب غزة، والوصول بهم إلى الحد الذي لا يجدون مفرًا من الموت سوى التدفق بأعداد ضخمة على معبر رفح، وألا تجد مصر أمام ما يتعرضون له من إبادة على حدودها، سوى السماح بعبورهم إلى أرضيها، والقبول بمخطط التهجير، وتصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد.

 

السيد بايدن.. نعلم أن المخطط الذي وضعه نتنياهو وباركته ومعك قادة الغرب التابع، لن يتم فرضه على القاهرة بالمجان، وأنكم -طبقًا لوسائل إعلام غربية– عرضتم منح مصر امتيازات، يتم بمقتضاها تصفير كافة ديونها الخارجية، مع دعم -قدرة البعض- بنحو نصف تريليون دولار.

 

يقينًا العرض مغري، وضغوط إدارتكم ومعها دول غربية على القاهرة يفوق الوصف، غير أن الذي لا تعيه، أن مصر شعبًا وحكومة لن تقبل بتطبيق مثل هذا السيناريو مهما وصلت حجم الضغوط والإغراءات، غير أن المضي في مخططكم سيعرض المنطقة لحرب متعددة الأطراف والجهات، ستكون إسرائيل والمصالح الأمريكية بالمنطقة أول الخاسرين فيها.

 

* رئيس الوزراء الإسرائيلي

حرب الإبادة التي تشنها على غزة ليس هدفها تهجير الفلسطينيين فحسب، بل إعادة الصورة والحلم الذي عملت دولة الاحتلال على تحقيقه على مدار 75 عامًا، والذي يتلخص في إغراء كل يهود العالم بالعيش في نعيم الوطن الأم، والاستماع بأحلام تتحقق خلال 24 ساعة تتلخص في جنسية وباسبور وعمل وسكن في منتجعات غلاف غزة، وهي الصورة التي تبدلت بعد طوفان الأقصى، وتحولت إلى كابوس مرعب ومغامرة غير محسوبة العواقب، يصعب على أي يهودي الاقتراب منها إلى الأبد.

 

نتن ياهو.. مشاهد الدم والقتل والإبادة لن تبدل الصورة المرعبة التي ترسخت بقلوب يهود العالم.. يعني من الآخر منتجعات غلاف غزة تحولت إلى الأبد إلى مستوطنات أشباح، وإسرائيل باتت للأبد مجتمعا طاردا، لن تعيده إغراءات الوطن الأم، والذي باتت الدعوة للإقامة به لا يعني لكل يهودي أكثر من دعوة للموت.. "زادكم الله رعبًا وتشتيتًا".

 

* الأشقاء العرب

خلال الأسبوع الماضي، أعلنت الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية، أنها جمعت 550 مليون دولار لدعم إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين، وأعلنت منظمة أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي أنها جمع 60 مليون دولار إضافية لدعم جنود الاحتلال، مؤكدة أنها على اتصال يومي مع جيش الاحتلال، وتستجيب لطلباته على الفور، من خلال آلية تتيح تحويل الأموال خلال 24 ساعة.

 

منظمة أصدقاء جيش الاحتلال أكدت أنها دعمت جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي بنحو 34.5 مليون دولار، لتلبية احتياجات الجنود من أغذية ومعدات طبية، وأنها تسعى لزيادة تلك المساعدات خلال أيام إلى 150 مليون دولار.

 

الأشقاء العرب.. أقسم أن كل ما جمعه يهود العالم يقل بمراحل عن فوائد الفوائد لثروات دولة عربية واحدة في يوم واحد في البنوك الأمريكية.

 

* داليا زيادة

على عكس الرأي العام الشعبي والرسمي المصري، خرجتي منذ أيام في فيديو بثه معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني، وأعلنت أن عملية طوفان الأقصى ما هي إلا مذبحة بشعة، وأن إسرائيل تخوض حربًا ضد الإرهاب بالإنابة عن منطقة الشرق الأوسط، وأن ما تفعله مجرد دفاع عن النفس.. في رأى شاذ، أقرب للعمالة ويفتقد للحد الأدنى من الوطنية.

 

 

داليا زيادة.. تصريحك نتاج طبيعي لبالون من الهواء الفارغ صنعها الإعلام الجاهل منك ومن المئات من أمثالك الذين ابتلانا بهم بعد 25 يناير 2011 وأسماهم بالنشطاء، لكن الأغرب، أنه منحك لقب كاتبة دون أن تمتلكي الحد الأدنى من الأدوات، وأطلق عليك لقب مديرة مركز بحثي، دون أن نرى لك أو لمركزك دراسة بحثية واحدة، على ذات نسق مئات المراكز مجهولة التمويل والهوية التي ملأتم بها مصر قبل سنوات.. "العيب مش عليكي، لكن على الإعلام الذى صنع منك كينونة".

الجريدة الرسمية