مصالح الغرب تعرقل استمرار الهمجية الإسرائيلية.. استهداف المنشآت العسكرية الأمريكية وقطع شرايين أوروبا الاقتصادية بالشرق الأوسط يجبر حلفاء الكيان الصهيوني على الإسراع في التهدئة
لا تغفل أمريكا ولا دول الغرب حقيقة ما ينتظرهم فى الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة، إذ استمر دفاعهم المستميت وحماية إسرائيل من أى عقاب، بل توفير الغطاء الدولى والقانونى لما ترتكبه من جرائم فى حق المدنيين العزل داخل قطاع غزة، وبدأت أولى مراحل الانتقام من المنشآت العسكرية الأمريكية فى العراق وسوريا، ثم يعقب ذلك تدمير المصالح الاقتصادية الغربية فى الشرق، ما يجبرهم على السير فى طريق التهدئة وإنهاء الحرب.
أوضح خبراء استراتيجيون، أن الحرب البرية التى يريد جيش الاحتلال شنها على غزة تصعيد كبير وخطير ويبشر بنتائج مدمرة للغاية على المنطقة.
وأكدوا أنه حال استمرار الهجوم البرى على غزة ستتدخل أطراف أخرى فى الصراع من ضمنها حزب الله اللبنانى وأطراف عراقية والحوثيون فى اليمن، من خلال تنفيذ ضربات انتقامية ضد المصالح الأمريكية والأوروبية فى منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحوا أن أمريكا استشعرت هذا الخطر وتأكدت بشكل قاطع من تحالف هذه الأطراف على إسرائيل ومصالحها فى منطقة الشرق الأوسط، لذلك قامت بإرسال دعم عسكرى جديد وكبير إلى قواعدها فى المنطقة على رأسهم حاملتى الطائرات الأحدث فى العالم.
وأشاروا إلى أن المقاومة العراقية وحزب الله سيستهدفون القواعد الأمريكية فى العراق وسوريا مدعومين من الحرس الثورى الإيرانى، بالإضافة إلى قصف العمق الإسرائيلى سواء من جنوب لبنان أو من الجولان فى سوريا.
لافتين إلى أن الحوثيين سيستهدفون القطع البحرية الأمريكية فى الخليج والبحر الأحمر، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ بالستية وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل.
ونوهوا بأن أمريكا تحاول تحييد حزب الله والمقاومة العراقية والحوثيين، حتى تمكن إسرائيل من القضاء على المقاومة الفلسطينية دون أن يساعدها أحد.
وحذروا من تأثير الحرب على حركة التجارة والاستثمارات فى المنطقة خاصة إذا اندلعت مواجهات بين أمريكا وإسرائيل من جهة والمقاومة الفلسطينية والأذرع الإيرانية من جهة أخرى.
مؤكدين أنه: «سيكون لذلك عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمى واقتصاد الشرق الأوسط، وأمريكا وأوروبا بشكل خاص، فى ظل ارتفاع أسعار الطاقة جراء الحرب ما يزيد من الخسائر التى تكبدتها دول الغرب».
يقول الدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة والباحث المتخصص فى الشئون العربية والسياسة الخارجية المصرية، إن هناك احتمالية كبيرة لتوسع نطاق الحرب فى المنطقة على خلفية العدوان الإسرائيلى على غزة، موضحا أن الأوضاع حتى الآن فى الضفة الغربية منضبطة، وتحت سيطرة السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن التصعيد سيقتصر على الشق السياسى فقط.
وأضاف يوسف أن حزب الله هو الحلقة الأوسع فى التصعيد القادم مع إسرائيل، وعلى الرغم من ذلك يبقى موقفه حتى الآن منضبطا أيضًا، موضحا أنه يعلم جيدا نتائج دخوله فى مواجهة مباشرة مع دولة الاحتلال على لبنان بشكل عام، خاصة فى ظل التواجد الأمريكى والدعم الكبير الذى قدمته لإسرائيل.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن الحرب البرية على غزة من الممكن أن تدفع بحزب الله إلى تغيير موقفه والدخول فى الحرب، وتفجير سيناريوهات لا يمكن احتمالها، وقد ينتج عنها خروج الأوضاع فى المنطقة عن السيطرة.
وعن سيناريوهات الحرب البرية على غزة حال اندلاعها، يرى يوسف أن هناك تصوران، أولهما تكرار سيناريو حرب لبنان فى 2006 وهو صمود المقاومة فى وجه جيش الاحتلال وتكبيده خسائر كبيرة حتى يطلب وقف إطلاق النار، والسيناريو الثانى استمرار العدوان البرى الغاشم على غزة واتساع نطاق ودائرة الصراع الأمر الذى سيكون له عواقب يصعب التنبوء بها.
وأكد الباحث المتخصص فى الشئون العربية، أن توسيع نطاق الحرب ليس ضروريا أن يكون عن طريق الزج بأطراف جديدة بطريقة مباشرة، ولكن قد يكون عن طريق تزويد أطراف أخرى بالأسلحة القادرة على ضرب المصالح الأمريكية والإسرائيلية فى المنطقة، وأضاف: تطبيق هذا السيناريو يعنى اتساع دائرة الصراع وعمليات استهداف وتدمير منشآت وأهداف اقتصادية من بينها سفن تجارية فى المنطقة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن إسرائيل فى مأزق كبير، إذ يتعرض اقتصادها لخسائر كبيرة جراء تكلفة الحرب ومن توقف الاستثمارات وحركة السياحة، وسط تأكيدات بأن الحرب قد تستمر لمدة 3 أشهر قادمة.
وفى السياق ذاته قال محمد الجزار الباحث السياسى، إن المنطقة بأكملها أصبحت على صفيح ساخن وتوشك على الانفجار بسبب العدوان الإسرائيلى على غزة، وخاصة بعد المحاولات العربية والدولية التى تدفع مجلس الأمن الدولى إلى القيام بدوره فى وقف هذا العدوان.
وأضاف محمد الجزار أن القوى الدولية المهيمنة على مجلس الأمن والمتحالفة مع إسرائيل رفضت إصدار قرار بوقف العمليات العسكرية والعدوان الإسرائيلى على غزة، الأمر الذى جعل العديد من الدول العربية تشعر بالازدواجية الغربية فى التعامل مع القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومن خلفهم الشعوب العربية والإسلامية التى تشعر بغصة خلال متابعتها شلال الدم العربى الذى ينزف فى غزة دون مراعاة لأدنى مبادئ الإنسانية.
وتابع: تصاعد العدوان على غزة والتدخل البرى الذى نفذته إسرائيل يمهد لدخول أكثر من جبهة دولية وإقليمية على خط الصراع، واستطرد: هناك محاولات تهدف إلى جر مصر للحرب بصفتها الجارة والشقيقة الكبرى لفلسطين، وأكبر داعمى قضيتها على مدار التاريخ.
ولفت إلى أن مشاهد جر مصر إلى الصراع ظهرت بشكل واضح بعد استهداف أحد أبراج المراقبة الحدودية المصرية، وما نتج عن ذلك من إصابات للجنود المصريين، ثم استهداف طابا ونويبع لاحقا بطائرات مسيرة أسفرت عن خسائر مادية وإصابات بشرية ما يؤكد أن هناك مساع دولية وإقليمية لتوريط مصر فى الحرب ما يعنى انفجار كامل للمنطقة المشتعلة أصلا فى السودان وليبيا وفلسطين واليمن وسوريا.
وأكد محمد الجزار أن حلفاء حركة حماس فى المنطقة أعربوا عن تضامنهم معها، وعلى رأسهم حزب الله اللبنانى الذى اشتبك بالفعل مع قوات الكيان الصهيونى، بجانب تدخل الحرس الثورى الإيرانى فى المعركة، والذى لعب دورا كبيرا فى تدريب قوات حماس وتقديم الدعم لها فى عملية طوفان الأقصى، حيث تحركت الأذرع التابعة له فى المنطقة، وحاولت استهداف القواعد والمصالح العسكرية الإسرائيلية القريبة من مناطق نفوذه.
ويرى الجزار أن حلفاء إسرائيل لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية يشعرون بخطورة كبيرة على قواعدهم العسكرية ومصالحهم الاقتصادية فى المنطقة، بعد أن أصبحت فى مرمى الاستهداف العسكرى الأمر الذى يزيد من مخاطر الانفجار فى المنطقة.
وأشار الباحث السياسى إلى أن أمريكا تتخوف من دخول الجماعات الجهادية على شاكلة داعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة وغيرهم على خط الأزمة وتدبير عمليات نوعية انتقامية من خلال الذئاب المنفردة، ضد المصالح الأمريكية فى المنطقة كالقواعد العسكرية، والسفارات والأماكن الدبلوماسية، بل حتى الشركات والمصالح التجارية الأمر الذى يزيد من حدة التوتر، ويعزز من التواجد العسكرى الأجنبى فى المنطقة خاصة بعد إعلان البنتاجون عن قيامه بنشر حوالى عشرة أنظمة دفاع جوى ودفاع صاروخى فى العراق وسوريا والخليج بعد تصاعد الهجمات على القوات الأمريكية عقب عدوان إسرائيل على قطاع غزة.
وأضاف الجزار: بالرغم من كل هذه المخاطر الناجمة عن استمرار العدوان على غزة، إلا أن الكيان الإسرائيلى مصمم على إكمال أهدافه وسط تقاعس دولى وغربى كبير غير مبالٍ بخطط إسرائيل فى جر المنطقة إلى حرب شاملة، مؤكدا أن نتائج استمرار القوى الغربية فى تجاهل الجرائم التى ترتكب بحق الشعب الفلسطينى ستكون كارثية على كافة المستويات.
واختتم الباحث السياسى مؤكدا أن الاقتراحات التى تدفع العرب لاستخدام النفط كسلاح فى الحرب الدائرة، سيؤدى إلى رفع أسعار النفط عالميا، وبالتالى زيادة أسعار السلع والخدمات، وإدراكا من القيادة السياسية المصرية والعربية لهذه المخاطر وانعكاساتها على اتساع رقعة الحرب فى المنطقة والإقليم تتعامل مع الأزمة بحكمة شديدة، وتديرها برشد فى محاولة لإنهاء العدوان دبلوماسيا مع حفاظها على الحدود والأراضى المصرية وتسوية القضية الفلسطينية على أساس مبدأ حل الدولتين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.