رئيس التحرير
عصام كامل

برغم مرارته، فوائد الصبر في حياة الإنسان وعواقبه

فوائد الصبر وعواقبه،فيتو
فوائد الصبر وعواقبه،فيتو

 برغم أن الصبر مذاقه مر وطعمه علقم إلا أن الله سبحانه وتعالى جعل له عواقب وفوائد جلية وجعل جزاءه دخول الجنة بغير حساب كما جاء في القرآن الكريم " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وفي إطار هذا المعني جمعنا لكم فوائد الصبر وعواقبه في الدنيا والآخرة.

اللَّهُمَّ أَجِرْني مِنَ النَّارِ - الصبر على البلاء ما هو أجر الصابرين ❗ البــــلاء سُنَّة الله الجارية في خلقه؛ فهناك من يُبتلى بنقمة أو مرض أو ضيق في الرزق أو حتى بنعمة..
فوائد الصبر وعواقبه

معنى الصبر وأركانه

 قبل الحديث عن عن فوائد الصبر وعواقبه  نتحدث معكم عن معني الصبر وهو كما يقول العلماء:خلق كريم يمنع من فعل ما لا يحسن. .وقيل: تحمل البلوى من غير شكوى.

Advertisements

 

وأركان الصبر ثلاثة، لا يتم إلا بها:

"حبس النفس عن التسخط بالمقدور، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن فعل ما يغضب الرب سبحانه".

 

دين ودنيا | جريدة اللواء
فوائد الصبر وعواقبه

 

فوائد الصبر وعواقبه الجميلة:

أولها: إعانة الله للصابرين ومعيته معهم: {واصبروا إن الله مع الصابرين}.

ثانيها: نوال الخير الكثير والفضل الكبير: {ولئن صبرتم لهو خير للصابرين}.

ثالثها: الثواب الذي لا يحد والأجر الذي لا يعد: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.

رابعها: رفع الدرجات ومحو السيئات ومغفرة الخطيئات ففي الحديث " ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمؤمنةِ في نفسِه وولدِه ومالِه حتَّى يلقَى اللهَ تعالَى وما عليه خطيئةٌ." أخرجه الترمذي

خامسها: صلوات الله ورحماته وهدايته: {وبشر الصابرين. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}(البقرة: 155ـ 157)

سادسها محبة الله لهم: {والله يحب الصابرين}.

سابعها: العوض في الدنيا والخلف في الآخرة فأما في الدنيا فيجعلهم أئمة الهدى {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.

وأما في الآخرة: فلهم جنات عدن يدخلونها.. قال تعالى: {إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون}.

من ثمرات الصبر
فوائد الصبر وعواقبه

 

مكانة الصابرين

  خص الله تعالى سبحانه وتعالي الصابرين بأمور ثلاثة لم يخص بها غيرهم وهي:

 أ  – الصلاة من الله عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، قال تعالى: {وَبَشّرِ الصّابِرينَ * الّذِينَ إذا أصَابَتَهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّا إلَيهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ} [البقرة: 155 – 157].

 ب- علَّق الله سبحانه وتعالى الفلاح في الدنيا والآخرة بالصبر، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، فعلّق الفلاح بكل هذه الأمور.

 جـ- ربط الله تعالى خصال الخير والحظوظ العظيمة بأهل الصبر في قوله تعالى: {وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ} [القصص: 80]، وقوله تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35]. قال تعالى: { إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } [هود: 11] قال تعالى: { تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } [هود: 49] قال تعالى: { وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } [هود: 115]

كما أنه سبحانه وتعالى جعل الصابرين في معيته، فهو معهم بهدايته ونصره وفتحه، قال تعالى: {إنّ اللهَ مَعَ الصَّابِرينَ} [البقرة: 153]، 

وكذلك هم أهل محبته قال تعالى: {وَاللّهُ يُحِبُّ الصّابِرِينَ} [آل عمران: 146]، وفي هذا أعظم ترغيب للراغبين.

 وأخبر الله سبحانه وتعالى أن الصبر خير لأهله فقال سبحانه: {وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَّابِريِنَ} [النحل: 126]. 

 

 

 أحاديث نبوية في فضل الصبر

وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان فضل الصبر والحث عليه، وما أعد الله للصابرين من الثواب والأجر في الدنيا والآخرة، منها: عن أنس رضي الله عنه قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال: “اتقي الله واصبري”، فقالت: إليك عني فإنك لم تُصب بمصيبتي -ولم تعرفه-، فقيل لها: إنه النبي، فأخذها مثل الموت، فأتت باب النبي فلم تجد على بابه بوابين، فقالت: يا رسول الله، لم أعرفك. فقال: “إنما الصبر عند الصدمة الأولى”، فإن مفاجأة المصيبة بغتة لها روعة تزعزع القلب وتزعجه بصدمها، فإن من صبر عند الصدمة الأولى انكسرت حدة المصيبة وضعفت قوتها فهان عليه استدامة الصبر. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “… ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر” [رواه البخاري ومسلم]. وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسّم مالًا فقال بعض الناس: هذه قسمة ما أُريد بها وجه الله، فأُخبر بذلك رسول الله فقال: “رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر”. 

مكانة الصبر في الإسلام وأشهر الأمثال على الصبر والصابرين - مفاهيم

 

أنواع الصبر 

 للصبر أنواع كثيرة: أولها: الصبر عن المعصية، وهذا صبر الصدّيقين؛ لأن المعصية من شهوات النفس وقد تتلذذ بها، قال تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان: 12].

 ثانيًا: الصبر على الطاعة، وهذا صبر المثابرين، كصبر المؤمن على الصلاة في وقتها بتمام سجودها وركوعها، قال تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِه} [مريم: 65]، وقال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132].

 ثالثًا: الصبر عند الغضب، وهذا هو صبر الأقوياء، فبالغضب نفقد أنفسنا، ولا نستردها إلا بالحلم، وأفضل علاج للغضب التشبث بالصمت، وتأجيل الرد حتى تهدأ النفس، وذكر الله فبذكر الله تطمئن النفوس. قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ واللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِين} [آل عمران: 134].

 رابعًا: الصبر عند المصيبة، وهذا هو صبر الأتقياء، فهو نور في الظلام، وثبات عند الصدمة، فمن لم يصبر على البلاء، لم يرض بالقضاء، قـال تعالـى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور} [آل عمران: 186]، وقال تعالى: {الّذِينَ إذا أصَابَتَهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّا إلَيهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ} [ البقرة: 156، 157].

 خامسًا: الصبر على البلاء، وهذا صبر المجاهدين، وهو الصبر المذكور في القرآن الكريم عزاءً للقلوب المكلومة وشفـاء للنفوس الحزينة، قـال تعالـى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِين} [محمد: 31]، وقال تعالى: {إنَّمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجْرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ} [الزمر: 10]. 

 

 للصبر أنواع عدة، منها: الصبر على كتمان الأسرار، كقول الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ}، وقوله: {وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لا تَعْلَمُون}، وقوله لابنه يوسف عليه السلام: {لا تَقْصُصْ رُؤيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ} [يوسف: 18، 86، 5].

 وأيضًا الصبر على سماع الأذى وتحمله ومعالجته بالهجر الجميل، قال تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا} [المزمل: 10].

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية