سيناء.. حكاية الوادى المقدس طوى.. هنا جبل الطور أقدس الأماكن فى الديانات السماوية الثلاث
يعد جبل سيناء من أقدس الأماكن فى الديانات اليهودية والمسيحية والإسلام، حيث شهد التجلى الأعظم وتكلم من خلاله سيدنا موسى مع ربه، وتجلى للجبل فجعله دكا، حيث خر موسى صعقا، كما شهد جبل سيناء بناء أقدم كنيسة عاملة فى العالم بحسب منظمة اليونسكو وهى دير سانت كاترين.
وعلى الجبل أقسم الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم بالتين والزيتون اللتين تشتهر بهما سيناء، ومنها تزوج نبى الله إبراهيم السيدة هاجر المصرية المولودة فى منطقة الفرما، والتى أنجبت نبى الله إسماعيل (أبو العرب) كما يقال، ومن خلالها دخل الفتح الإسلامى إلى مصر وسائر بلدان أفريقيا.
وجبل سيناء فى الكتاب المقدس أو العهد القديم أو الكتاب العبرى، هو الجبل الذى كلم الله عليه موسى وأوحى له بالوصايا العشر.
والثانية حين ناجى ربه وتلقى ألواح الشريعة من على جبل موسى، والثالثة للاعتذار عن عبادة قومه للعجل الذهبى بعد تلقيه الألواح وعودته لقومه ومشاهدته لهم يعبدون العجل الذهبى، حيث أخذ سبعين رجلًا من بنى إسرائيل ذهبوا معه لهذا اللقاء.
كما يحفل القرآن الكريم بالعديد من الآيات التى تروى مثل هذه الزيارات، وجبل حوريب بحسب البعض هو نفسه جبل سيناء، ويؤكد أصحاب هذا التفسير أن سيناء وردت فى التوراة باسم «حوريب» أى «الخراب»، ووردت فى اللغة المصرية القديمة وكتبت بالخط الهيروغليفى «توشريت» أى أرض الجدب والخلاء.
وقد ذكرت سيناء بالاسم فى أكثر من عشرة مواضع فى التوراة، كما ورد ذكرها مرة واحدة بالاسم فى بقية الكتاب المقدس العبرى فى العهد الجديد، وأشار بولس الرسول مباشرة إلى سيناء ونورد من هذه المواضع ما يلى:
جاء فى سفر التثنية: (هذه البركة التى بارك بها موسى رجل الله بنى إسرائيل قبل موته، فقال: جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة، فأحب الشعب، جميع قديسيه فى يدك، وهم جالسون عند قدمك، يتقبلون من أقوالك) (التثنية 33/1-3).
ويقول الكتاب عن تجلّى الربّ لهم فى سيناء: «وَكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أجل أن الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدًّا. فَكَانَ صَوْتُ الْبُوقِ يَزْدَادُ اشْتِدَادًا جِدًّا وَمُوسَى يَتَكَلَّمُ وَاللهُ يُجِيبُهُ بِصَوْتٍ. وَنَزَلَ الرَّبُّ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ إلى رأس الْجَبَلِ وَدَعَا اللهُ مُوسَى إلى رأس الْجَبَلِ. فَصَعِدَ مُوسَى» (خروج19/18-20).
وتقول دبّورة النبيّة فى سفر القضاة: «يَا رَبُّ بِخُرُوجِكَ مِنْ سَعِيرَ، بِصُعُودِكَ مِنْ صَحْرَاءِ أَدُومَ، الأرض ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أيضًا قَطَرَتْ. كَذَلِكَ السُّحُبُ قَطَرَتْ مَاءً. تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، وَسِينَاءُ هَذَا مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ إِلَهِ إسرائيل» (قضاة 5/4-5).
باعتبارها أرض المعبر فقد مرّ المسيح عيسى بن مريم والسيدة مريم عبر أرض سيناء فى رحلتهما إلى مصر، كما شهدت أيضًا عودته إلى أورشليم، ولذلك تعتبر سيناء منذ العصور المسيحية الأولى أحد أهم مناطق الجذب للرهبان المسيحيين، لهذا أقاموا العديد من الأديرة والكنائس فى أودية سيناء أهمها وأشهرها على الإطلاق دير سانت كاترين، أحد مواقع التراث العالمى لليونسكو، وأقدم دير مسيحى عامل فى العالم يتم بناؤه فى الثالث القرن الميلادى.
وتحظى سيناء بأهمية كبيرة فى الإسلام، حيث تعد الأرض المباركة التى تجلى فيها المولى سبحانه وتعالى، كما أنها أرض الرباط إلى يوم الدين، وتمثل ضلع المثلث المقدس الذى يضم مكة والقدس، وعن ذلك يقول الله تعالى: «والتين والزيتون» القدس، «وطور سينين» سيناء، «وهذا البلد الأمين» مكة.
وعلى أرض سيناء سار أنبياء الله: إدريس وإبراهيم ولوط وإسماعيل ويعقوب ويوسف وشعيب والأسباط وموسى وهارون ويوشع بن نون واليأس وأرميا ولقمان وعيسى، وولدت السيدة هاجر المصرية زوج النبى إبراهيم وأم النبى إسماعيل وهى أم كل العرب عليها السلام بالفرما، وبفضلها أوصى النبى الصحابة بأهل مصر للذمة والرحم وفى رواية: (إن العريش سميت نسبة لعريش النبى إبراهيم بها).
كما عبر سيناء آلاف الصحابة لفتح مصر وأفريقيا وبها نزل أول طعام من السماء إلى الأرض: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ} سورة البقرة 57 ووقعت معجزة عبور الماء وغرق فرعون، وبها الجبل المقدس الذى أقسم الله به مرتين فى القرآن الكريم، وهو جبل الطور، وطور سيناء، وطور سينين.
وباسم هذا الجبل سميت سورة فى القرآن سورة الطور وهو الجبل الذى رفعه الله لقوم موسى كأنه ظلة وهو الجبل الذى يأمر الله عيسى عليه السلام أن يصعد إليه بكل المؤمنين فى الأرض ليعتصم به فى آخر الزمان، وعلى هذا الجبل أيضًا صعد موسى لميقات ربه أربعين يومًا وليلة وصعد عليه النبى إلياس ليتلقى الوحى حسب التوراة.
جبل الطور هو جبل حوريب.. وتسميه التوراة جبل الله ومن اسم جبل الطور، جاء اسم التوراة ومن اسم سيناء اشتق اسم المعبد بالعبرية سيناجوج.
كما يوجد فى سيناء الوادى المقدس طوى، والبقعة المباركة التى ذكرها القرآن وبأرضها قبر النبى هارون عليه السلام، والراجح أن قبر موسى عليه السلام يوجد بسيناء، وكذلك قبر مريم أخت موسى التى تحدث عنها القرآن.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.