متى يتحقق وعد الله بالانتصار على اليهود؟ الشعراوي وابن باز وابن عثيمين يجيبون
متى يتحقق النصر في فلسطين سؤال بات يشغل الكثيرين خصوصا بعد ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عمليات إبادة وتهجير منهج ليتساءل الجميع متي يتحقق النصر في فلسطين وقد أجاب الشيخ الشعراوي ومفتو السعودية الراحلون ابن باز وابن عثيمين على هذا التساؤل فإلي التفاصيل
متى يتحقق النصر في فلسطين الشيخ الشعراوي يجيب
وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، رحمة الله عليه، وهو يحكي وعد الله بانتصار المسلمين على اليهود واسترجاع القدس وفلسطين، قائلًا: إن الله عز وجل قال فى كتابه الكريم {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا}، اختار المولى لفظ “اسكنوا” ولم يحدد مكان الإقامة ليظل اليهود مشردين مبعثرين مُقطعين فى الأرض أمما، فلن يكن لهم وطن محدد يجمعهم.
ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى فى سورة الأعراف {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوٓءَ ٱلْعَذَابِ ۗ }، وإذ تأذن بمعنى أي أن الله أعلم أن اليهود سوف يظلون يعكرون صفو المسلمين، قائلًا: “هيفضلوا خميرة عكننة ليوم القيامة”، وفى حقيقة الأمر أنهم إهاجة وصحوة للإيمان.
وتابع قائلًا: فظل اليهود بدون وطن حتى أتت جنود من جنود الباطل وأرادوا أن يقيموا لهم وطن وفى النهاية أقاموا فى فلسطين، فأراد الله أن يجمعهم فى قطعة أرض واحدة حتى إذا أراد أن يضربهم المسلمين الضربة الإيمانية القاضية بجنود موصوفون بأنهم “عباد الله” تمكنوا منهم، لماذا؟ لأن المسلمين لا يستطيعوا أن يواجهوا العالم كله واليهود مشتتين في انحاء الأرض فلن يستطيعوا مداهمتهم، والدليل على ذلك قوله تعالى {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا}.
وأشار إلى أن فكرة التجمع التي نادى بها بلفوروأيدتها بريطانيا وأمريكا وجميع الدول المعادية للإسلام هي في الحقيقة خدمة لقضية الإسلام، وذلك بعدما كانوا مبعثرين يسكنونا الأرض جميعها ولا نستطيع أن نتتبعهم فى كل الأرض جمعهم فى مكان واحد.
دعاء الشيخ الشعراوي لأهل فلسطين
الإمام ابن عثيمين وقضية فلسطين
قال رحمه الله في تفسير سورة البقرة (1/ 169) آية 47 من سورة البقرة: نحن نعلم أن المسلمين ما ملكوا فلسطين في عهد الإسلام الزاهر إلا بإسلامهم؛ ولا استولوا على المدائن عاصمة الفرس، ولا على عاصمة الروم، ولا على عاصمة القبط إلا بالإسلام؛ ولذلك ليت شبابنا يعون وعيًا صحيحًا بأنه لا يمكن الانتصار المطلق إلا بالإسلام الحقيقي، لا إسلام الهوية بالبطاقة الشخصية فإن هم فعلوا ذلك فسوف يتحقق لهم ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ، وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ، أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ»؛ فالشجر، والحجر يدل المسلمين على اليهود يقول: «يا عبدالله». باسم العبودية لله.، ويقول: «يا مسلم» باسم الإسلام؛ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «يقاتل المسلمون اليهود»، ولم يقل: "العرب". انتهى.
متى يتحقق النصر في فلسطين.. ابن باز تجيب
روى الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين وغيرهما، ولفظه: يقاتل المسلمون اليهود، فينصرون عليهم، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهودي تعال فاقتله أو قريب من هذا اللفظ.فالمقصود: أنه ثابت عن رسول الله ﷺ، وأن المسلمين يقاتلون اليهود، وأنهم ينصرون عليهم حتى إن الحجر والشجر يقول للمسلم: يا عبدالله، تعال هذا يهودي تعال فاقتله.
أما كون ذلك في وقتنا هذا محل نظر، فإن الذي يقاتلهم المسلمون، والمقاتلون الآن ليسوا على المستوى الكامل من جهة الإسلام، فيهم المسلم وفيهم غير المسلم، وليس هناك تطبيق فيما بلغنا من المسلمين هناك للشريعة المطهرة كما ينبغي، بل هناك العاصي، وهناك الكافر، وهناك المسلم المستقيم، فالقتال الذي أخبر به النبي ﷺ يكون من المسلمين الملتزمين المستقيمين، فلهذا ينصرهم الله على اليهود بسبب استقامتهم على دين الإسلام ونصرهم لدين الله، فيحتمل أن يكون هذا بعد وقت تتحسن فيه أحوال المسلمين، ويجتمعون على الحق والهدى فينصرون عليهم، ويحتمل أن هذا في وقت عيسى كما هو معلوم، فإنه في وقت عيسى يقتل اليهود، وينصر الله عيسى والمسلمين عليهم، ويقتل الدجال هذا لا شك في وقت عيسى، لكن يحتمل أن يقع قبل عيسى، وأن المسلمين تتحسن أحوالهم وتستقيم أمورهم على شريعة الله، ويقودهم أمير صالح، أو إمام صالح يقودهم إلى الحق والهدى، ويستقيمون على شريعة الله، ثم يتوجهون لقتال اليهود، فينصرون عليهم، هذا كله محل احتمال.
أما في وقت عيسى فلا شك أنه يقتلهم، وأنه ينصر عليهم -عليه الصلاة والسلام- مع المسلمين عند قتله للدجال، نعم.
متى يتحقق النصر في فلسطين.. القرآن الكريم يجيب
حدثتنا سورة الإسراء أن الله سبحانه وتعالى قضى على بني إسرائيل أن سيفسدوا في الأرض مرتين، وأنه سيسلط عليهم عقب كل إفساد من يسومهم سوء العذاب؛ فقال تعالى: {وَقَضَيْنَا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا 4 فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا 5 ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا 6 إنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا 7 عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} [الإسراء: ٤ - ٨].
وقد تحدث المفسرون عن مرتي إفساد بني إسرائيل اللتين أخبر الله بهما في هذه الآيات، وعن القوم الأشداء المسلطين عليهم في كل مرة، فانعقد إجماع غير أهل هذا العصر منهم على مضي الإفسادين والعقابين معًا في أزمنة ما قبل الإسلام من تاريخ بني إسرائيل، وقد استقصى شيخ الأزهر السابق محمد طنطاوي، في بحثه حول بني إسرائيل في القرآن والسنة؛ أقوال المفسرين في الموضوع، وخلص إلى أن «الذي يراجع ما كتبه المفسرون عن هذه الآيات الكريمة، يجد أنهم متفقون على أمرين:
الأول: أن مرتي إفساد بني إسرائيل في الأرض كانتا قبل الإسلام. والثاني: أن العباد الذين سلطهم الله عليهم ليذلوهم عقب إفسادهم الأول والثاني كانوا أيضًا قبل الإسلام، وخلاف المفسرين إنما هو فيما سوى هذين الأمرين».
وقال المحققون من أهل التفسير: إن العباد الذين سلطهم الله على بني إسرائيل بعد إفسادهم الأول في الأرض هم جالوت وجنوده، أما الذين سلطهم الله على بني إسرائيل بعد إفسادهم الثاني في الأرض، فيرى جمهور المفسرين أنهم البابليون بقيادة بختنصر...
وخالف بعض المعاصرين إجماع المفسرين حول زمن الإفسادين أو الإفساد الثاني لبني إسرائيل، حيث ذهب أكثرهم إلى أن الإفساد الأول مضى، وأن الإفساد الثاني هو الذي نعيشه الآن مع الاحتلال الصهيوني لبلاد فلسطين وما اقترن به من إفساد وإهلاك للحرث والنسل، وأن المسلمين هم الذين سيسوؤون وجوه اليهود، وسيدخلون المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة، وسيتبروا ما علا اليهود تتبيرًا، وهو النصر الموعود الذي أخبرنا به القرآن الكريم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.